-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

اعترافُ “اللاشيء” بالخرف

اعترافُ “اللاشيء” بالخرف

من الأحداث، التي لا أحد تصوّر أن نبلغها، أن المملكة المغربية تنتظر بشغف وأمل، اعتراف ما يسمى “إسرائيل”، بـ”مغربية” الصحراء الغربية، وكأنها تنتظر مفاتيح الجنة، بعد سنوات من الجحيم.

والتنظيرُ الحالي المُركّز من رجالات السياسة والتعليم العالي والفقه في المغرب، لأهمية الخطوة التي يحلم بها أزلام المملكة، يؤكد حالة الشك والخوف أيضا التي يعاني منها النظام المغربي، إلى درجة تمسّك الغريق بيد خيالية لم تبلغ درجة ظل يد، وهو دليل على تناقض خطاب نفس المُنظّرين، من الذين لا يتوقفون عن القول إن “المغرب في صحرائه والصحراء في مغربها”، وهم يتسوّلون “الاعتراف”، حتى ولو بتغريدة أو من اللاشيء، كما هو الحال بعد زيارة رئيس الكنيست الإسرائيلي المتطرف، أحد أكبر المخططين لمجازر غزة وجنين، إلى الرباط، واستقباله بحفاوة مخزنية مخزية، وبَصقه وَعدا آخر، وليس أخيرا، باعتراف مرتقب من اللاشيء الصهيوني، بالخرَف المغربي.

تُقدِم المغرب بسياستها الخارجية المبنية على بيع كل القيم مقابل مآرب زائلة مع الوقت، كل الأدلة على أن “قضيتها” التي تعيش من أجلها، منذ قرابة نصف قرن، غير عادلة، فكل الذين طالبوا بأراضيهم الحقيقية، عبر التاريخ، لم ينتظروا التغريدات وكلام الاعتراف المعسول، بمقابل من كرامة وشرف، من شخصيات ودول كبيرة، فما بالك أن يكون ذلك من بلد أمريكي يتضاءل اقتصاديا وسياسيا، من يوم إلى آخر، ومن كيان هو نفسه يشك في وجوده، ناهيك عن كونه منبوذا من أبناء المغرب الشرفاء وكل شعوب الأمتين العربية والإسلامية والشعوب المحترمة في العالم، بما فيها بعض اليهود.

قال أحد المنظّرين للخرف المغربي، إن بشرى اعتراف “إسرائيل” بـ”مغربية” الصحراء الغربية، منتظرٌ في الأيام القليلة القادمة، كخبر الموسم بالنسبة لأبناء المغرب، وهو لا يدري، وربما يدري، بأنه يسيء إلى المغرب التي انتظرناها دائما سندا لفلسطين حتى تتحقق بشرى الشفاء من الوجع الإسرائيلي، بمساهمة كل أبناء الأمة، فإذا هي تنظر للبشرى بطريقة خاصة، عبر اجتماع من اللاشيء، للإعلان عن سراب وخرَف لا يرقى ليكون خيط دخان.

يقول جنرال فيتنامي راحل يدعى “فون نجوين جياب”، بشأن تحرّر بلاده من الاستعمار الأمريكي، إن قوة الشعب الفيتنامي وقادته، كانت في كونهم لم يتسوّلوا أبدا اعترافا أو دعما من أي بلد في العالم، فقد كانوا مؤمنين بأنفسهم وبأنهم على حق، فجاء الانتصار الكبير من دون طرق باب هذا أو ذاك، حتى تحقق النصر الحقيقي، وطبعا لم تكن فيتنام في حاجة إلى تغريدة رئيس بلغ من العمر الحقيقي والسياسي عِتيا، أو من كيان لا يمثل شيئا في الكرة الأرضية، ولن يكون شيئا بالنسبة لأمة مقتنعة بأنه أشد عداوة لها، وكل اعترافٍ منه، هو سمٌّ سيقتل إن عاجلا أو آجلا من يترنح سُكرا، بكأس الافتخار باعترافه.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!