-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

الأثر يدل على المسير

عمار يزلي
  • 677
  • 1
الأثر يدل على المسير

العالم حولنا ومعنا يتغير بسرعة قصوى في اتجاهات عدة، مما يجعلنا كجزء من هذا العالم وهذا الإقليم وهذه الأمة، التي أربكها التقسيم والتقطيع والتفتيت طوال عقود، نعمل على تحسين المسير لضمان الوصول اليسير.

التجربة الجزائرية التي نخوضها في مضمار التنمية، لا تمثل مجرد إصلاح روتيني لعجلات المركبة ودواليبها وحتى محركها، بل هي تجربة لولادة جديدة، قاطرة تجر وراءها مقطورات، وفي الاتجاه الآمن وعلى طريق تذليل العقبات وتعبيدها وإعدادها لضمان مسير آمن وتنقل وتحرك مضمون العواقب.

هذا المبدأ هو ما بدت واضحة معالمه وأسسه التي وضعها رئيس الجمهورية قبل نحو أربع سنوات عنوانا لمسيره الرئاسي. هذه الأسس، تبدو اليوم وكأنها فعلا محركا لتنقل سريع وديناميكي في العلاقات المؤسساتية والعلاقات بين الدولة والمواطن والعلاقة بين الجيران والعالم والانفتاح على التجارب التنموية وتعزيز العلاقات الاقتصادية، وفتح المجال أمام الاستثمارات بما يضمن معادلة “رابح – رابح”.

التجربة الجزائرية، وإن تبدو اليوم لدى البعض على أنها مازالت في طور التجريب، لا يمكن الحكم عليها قبل عقد من الزمن أو في مدى قريب، أو حتى تلك التي يراهن على فشلها البعض أيضا، وهم بلا ريب “يتمنون” ما عجزوا عن الإبقاء عليه بقيادة ومجموعات العصب الفاسدة، وهم يرون أن الدولة ماضية على طريق تؤمّن كل يوم وكل ساعة، وعلى مدار اليوم والسنة، أسباب الانتقال والوصول الآمن إلى بر الأمان، بكل عزم وثبات من قبل من أوكل لهم أمر التفكير والتخطيط لمستقبل البلاد بعد عشر سنوات كمدى متوسط أو خمسين سنة كمدى بعيد، وخمس سنوات كمدى قريب. ضمن هذا المدى القريب، بدا واضحا أن النهج السياسي والتعامل السياسي الداخلي والخارجي قد تغير وفي طريق التغيير الكلي، سواء من قضايا التحرر في العالم وفي مقدمتها القضية الأم، القضية الفلسطينية التي عرفت وتعرف اليوم منعطفا غير مسبوق على درب التنمية الشاملة: الجزائر لن تكون فحسب قوة اقتصادية وتنموية رائدة في كل المجالات، بل ستكون أيضا قوة إقليمية قد تكون الأولى قاريا، إن نحن واصلنا المسير باتجاه المصب الذي هو عنوان الأمن والازدهار لبلد كان دائما فخورا بنفسه، بثورته وإنجازاته عبر التاريخ الإنساني الطويل، رافعا رأسه وهامته رغم الداء وكيد الأعداء.

الجزائر اليوم، رغم المخاوف من التدخلات الأجنبية التي تتربص بنا الدوائر على الحدود الجنوبية والغربية والشرقية من أجل تقويض الدور الجزائري الإقليمي والقاري والقومي العربي والإسلامي، إلا أن قوتنا في الوحدة الداخلية التي هي عنوان كل كسب للرهانات، وصلابة موقفنا إزاء قضايانا الاقتصادية واستقلالنا وسيادتنا في كل المناحي، ودفاعنا الذي لا يلين ولا يخبو عن المبادئ التي سقيناها بالدم وبالشهداء على مدى مراحل التاريخ التأسيسي للدولة الجزائرية، لن يجعلنا إلا أقوياء، وأكثر مناعة وصلابة، ولا يزيدنا إلا وحدة وعزيمة عندما يلمس الجميع أن دولته تقوم بما التزمت به وأكثر، تعمل على محاربة الفساد وتحارب من أجل أخلقة الحياة السياسية والاقتصادية والإدارية بجدّ.

المواطن يرى بعينيه ويلمس بيده أمام التحولات التي حدثت خلال فترة وجيزة لا تزيد عن أربع سنوات، مع ذلك لا يزال المواطن يقول “هل من مزيد؟” وهذا شيء طبيعي: لأن أولوياتنا كثيرة وحاجاتنا للتغيير في كل شيء أكثر، لكن ما ابتدأنا به أولا، سيلحقه ثانيا وثالثا والقول المأثور يقول: “البعرة تدل على البعير.. والأثر يدل على المسير”.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • لزهر

    السيرة الحسنة مثل شجرة الزيتون: لا تنمو بسرعة، ولكنها تعيش طويلاً.