-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
أولياء يدعون الوزارة للتقشف عقب الارتفاع الباهظ للأسعار

الأدوات المدرسيّة.. كابوس قبل الأوان

نادية سليماني
  • 3975
  • 0
الأدوات المدرسيّة.. كابوس قبل الأوان

موسم دراسي صعب، من ناحية توفير الأدوات المدرسية، قد يعرفه الدخول الاجتماعي المقبل، في حال بقيت الوضعية على حالها، إذ تؤكد منظمات حماية المستهلك، ارتفاع أسعار الكراريس بنسبة تتراوح ما بين 150 % إلى 250%.. فالندرة والغلاء كابوس الدخول المدرسي المقبل، بينما يطمئن تجار الأدوات المدرسية، بأنها ستدخل السوق ابتداء من 10 أوت، وستوزع سريعا لضمان دخول اجتماعي سلس.

سبق لجمعية مستوردي الأدوات المدرسية، دقّ ناقوس الخطر بداية شهر جوان المنصرم، بشأن تأخر تسليم رخص الاستيراد، ما جعل المُستوردين، وبمجرد تسلم رخصهم، يسابقون الزمن، لتوفير هذه المستلزمات الضرورية خلال السنة الدراسية.

المستلزمات المستوردة ستدخل السوق ابتداء من 10 أوت

وفي هذا الصّدد، دقّت منظمة الدفاع عن المستهلك “حمايتك”، ناقوس الخطر، مؤكدة ارتفاع أسعار الكراريس المدرسية بنسبة تراوحت ما بين 150% إلى 250%، متخوفة من تهديد الندرة للدخول المدرسي المقبل الذي يفصلنا عنه أقل من شهرين، حيث دعت إلى تدارك الوضعية من الآن.

أسعار الكراريس تلتهب..

وبحسب بيان المُنظمة، فقد تراوح سعر كراس من 96 صفحة بين 95 دج إلى 145 دينار، بينما تجاوز سعر حزمة الورق حدود 900 دج.. وهو ما سيجعل الأولياء يعانون من ارتفاع الأسعار التي مست كل المنتجات والخدمات، الأمر الذي يزيد العبء عليهم بحلول الدخول المدرسي، لاسيما وسط توقعات المعنيين بالقطاع بنقص العرض والندرة التي ستطال بعض الأدوات بسبب تأخر الطلبيات المستوردة.

وتؤكد المنظمة أنّ 90 بالمائة من المواد المدرسية، المعروضة في السّوق الوطنية يتم استيرادها من الخارج، الأمر الذي حذّر منه الخبراء والمراقبون الذين توقعوا دخولا مدرسيا “غير سلس”.

وأشار البيان إلى أنّ تجهيز طفل واحد بكل اللوازم الضرورية الخاصة بالتمدرس، وبحسب تقديرات أوّلية، يتطلب ميزانية تتراوح ما بين 6000 إلى 12000 دج، أي بمحفظة كاملة الأدوات المدرسية ومئزر، إضافة إلى الكتب. وذلك بحسب جودة ونوعية المنتج وبحسب الطور الدراسي من الابتدائي إلى الثانوي.

وبلغة الأرقام، واستنادا إلى أسعار الكراريس من مختلف الصفحات، بأسواق الجملة، وبحسب ما أوردته جمعية “حمايتك”، يبلع ثمن كراس 32 صفحة 27.39 دج، أمّا كراس 48 صفحة فيبلغ 41.08 دج، فيما وصل سعر كراس 64 صفحة 54.78 دج، أمّا كراس 120 صفحة فوصل 166.92 دج وكراس 288 صفحة وصل 252.69 دج.

بينما تراوحت أسعار السجلات ما بين 274.56 دج إلى 549.12 دج لدى تجار الجملة، وهي أسعار مرتفعة جدا.

تأخر تسليم رخص الاستيراد سبب الإشكال

وفي الموضوع، استنكر مواطنون تحدثت معهم “الشروق”، الغلاء والندرة الحاصلة في سوق الأدوات المدرسية، وتباينت تعليقاتهم..

“محمد” من العاصمة، تساءل عن سبب استيراد الجزائر للأدوات المدرسية من الخارج: “فهل لا نملك البلاستيك أم ليس لدينا مواد صناعة الورق؟”.

بينما فسر صاحب مكتبة بالقبة، أسباب الغلاء والندرة، بغلاء المادة الأولية المتمثلة في المنتج الورقي في السوق العالمية وندرتها. زيادة على ارتفاع تكلفة النقل البحري، وارتفاع سعر الشحن من الصين. وقال بأن الجزائر لا تنتج مادة السيليلوز، وكل الورق لدينا يتم تحويله فقط. وأرجع غلاء الأدوات المدرسية، إلى تأخر تسليم وزارة التجارة رخص الاستيراد.

بينما أرجع آخرون أسباب الندرة إلى ظاهرة المضاربة، محملين المسؤولية لبعض أصحاب المصانع، الذين خزّنوا سلعتهم من الأدوات المدرسية للسنة الفارطة، لطرحها لاحقا للبيع بثلاثة أضعاف أثمانها.

وتوقع “كريم” أن تدفع العائلات البسيطة فاتورة غلاء الأدوات المدرسية، من معيشتها، وقال: “كم من مرات في الدخول المدرسي، يتأخر التلاميذ في الالتحاق بمقاعد الدراسة، بسبب عدم توفر الأدوات المدرسية، وعجز الأولياء عن اقتنائها، ويُحل الإشكال بعد تدخل جمعيات أولياء التلاميذ وبعض الجمعيات الناشطة.. وهذا العام، سيسوء الوضع حتما” على حد تعبيره.

وعاد الحديث، في ظل هذا الغلاء، لموضوع توحيد المستلزمات المدرسية، من كراريس وغيرها، ومعاقبة المعلمين الذين يجبرون التلاميذ على الغلو في الأدوات، خاصة ذات الحجم الكبير.

تطمينات بتوزيع الأدوات المدرسية في الموعد..

بينما طمأنت مصادر على اطلاع بالملف بأن بيع الأدوات المدرسية سيتم في وقته، بحسب معلومات رسمية وصلتهم، فالأدوات المدرسية المستوردة في طريقها إلى الجزائر، بعدما تم شحنها وإنهاء جميع عملياتها الأساسية من طرف مستورديها، وستدخل البضاعة البلاد، في 10 أوت على أقصى تقدير. وعن كفاية هذا التوقيت لتوزيع الأدوات على التجار، خاصة وأن العملية كانت تتم خلال شهري ماي وجوان، في الأعوام الماضية، طمأنت المصادر ذاتها بأنّ التوزيع سيتم، حتى مع تسجيل تأخر، وأنهم سيضاعفون جهودهم رفقة جميع المسؤولين المباشرين على العملية، لتمر العملية بسلام قبل الدخول المدرسي، غير مستبعدين أن تعرف الأسعار هذه السنة زيادة تناهز 30 بالمائة، بسبب غلاء تكاليف الشحن في السوق العالمية، التي ارتفعت من 3 آلاف دولار إلى غاية 17 و20 ألف دولار. بينما استغربوا الغلاء “غير المنطقي” في أسعار الكراريس محلية الصنع.

ويشار إلى أنّ الكراس محلي الصنع الذي كان يباع بـ 40 دج ارتفع إلى غاية 100 دج، وهو ما لم يجد له التجار تبريرا، بحيث وصلت نسبة الارتفاع بين 150 إلى 250 بالمائة. فهل هي مضاربة في الأسعار استغلالا لمناسبة الدخول الاجتماعي؟

أولياء التلاميذ: ندعو الوزارة إلى التقشف في قوائم الأدوات المدرسية

من جانبه، اعتبر منسق الاتحاد الوطني لأولياء التلاميذ، لولاية البليدة، عز الدين زروق، بأن القدرة الشرائية للعائلات انهارت منذ ظهور جائحة كورونا، والظاهرة عالمية، بسبب توقف نشاطات عديدة، وارتفاع أسعار المواد الأولية، انعكست بدورها على أسعار الأدوات المدرسية، التي قد تعرف ارتفاعا وندرة خلال الدخول المدرسي، 2022-2023، وأيضا بسبب تأخر تسليم رخص الاستيراد.

ويقترح زروق عبر “الشروق”، أن تخفف وزارة التربية الوطنية، على العائلات، من خلال تخفيف قوائم الأدوات المدرسية، حيث يشتري التلاميذ الضروريات فقط. وقال: “بعض المعلمين يبالغون في القوائم، فيقترحون أغلفة كراريس من ألوان معينة، وسجلات كبيرة إضافة إلى الكراريس، وأقلام معينة..”.

كما اقترح مُحدثنا أن تتحمل الدولة أعباء الكتب المدرسية، بجعلها مجّانية للتلاميذ أو بيعها بأسعار رمزية.

وكشف زروق أنّ “ميزانيّة التلميذ الواحد التي كانت تُكلّف عائلته 5 آلاف دج عند الدخول المدرسي، سترتفع إلى غاية 15 ألف دج، وهذا خارج قدرة المواطن وأولياء التلاميذ”.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!