الأمن يلاحق ثلاثة “بارونات” للهجرة السرية بمستغانم

تكثف المصالح الأمنية في مستغانم، في الأيام الأخيرة، حملات البحث والملاحقة الواسعة، لتوقيف ثلاثة أشخاص في شرق الولاية وبالتحديد بلدية سيدي لخضر أو الميناء الصغير كما يطلق عليها ساكنة الساحل الشرقي لمستغانم، لورود معطيات دقيقة تؤكد وقوف ثلاثة أعضاء من مافيا تهريب البشر نحو الضفاف الإسبانية، خلف حادثة فقدان مهاجرين للهجرة غير النظامية في عرض البحر على بعد أميال بحرية في جزيرة كاربونيراس بساحل ألميريا، بحسب ما ذكره بعض نشطاء الجمعية غير المعتمدة لمفقودي البحر في مستغانم.

وتبرز المعطيات المتوافرة بحوزة “الشروق”، أن الأشخاص الثلاثة موضوع بحث واسع من قبل المصالح المختصة في مكافحة الهجرة غير الشرعية، تسببوا في اختفاء مهاجرين شبان في عرض السواحل الإسبانية، كانوا أبحروا سرا من “الميناء الصغير” بمستغانم في الأسبوع الأول من شهر فبراير الجاري، وذلك على متن قارب كبير طوله 6,5 أمتار، بعد قيام الحراقة بتسديد تكاليف باهظة نظير الرحلة، لكن هذا القارب، لم يقو على مقاومة أمواج البحر، حيث تؤكد المعلومات التي وفرتها جمعية مفقودي البحر، أن العصابة التي دبرت الرحلة المأساوية، ضللت هؤلاء الشباب المبحوث عنهم من قبل فرق الإغاثة الإسبانية منذ حوالي 15 يوما، حيث أوهمتهم أن القارب نفاث وسريع ومزود بمحرك قوة دفعه 115 حصان بخاري، وهي تقريبا نفس الأساليب التي اعتادت عليها العصابات الإجرامية لجذب المهاجرين غير الشرعيين على أساس أنها توفر خدمات محترفة في الهجرة السرية للحصول على أموال طائلة، لكن تأكد حسب ما توافر من معطيات، أن القارب جنح في عرض البحر بعد اجتيازه المياه الإقليمية بأميال فقط، ما يعني أن كافة “الإغراءات”، التي قدمتها عصابة التهريب لزبائنها كلها مضللة لأجل كسب المال السريع على حساب أرواح شبان صاروا في عداد المفقودين، على إثر جنوح قاربهم المتهالك.

هذه المأساة الحقيقية التي تتداول بقوة في الشارع المستغانمي وفي بلدة الميناء الصغير على وجه التحديد، تعيد إلى الأذهان، الفيديوهات التي تنشرها قوافل الحراقة في عرض البحر التي توثق “خديعة” عصابات التهريب وتكشف هويات أفرادها في مختلف نقاط الوطن، ممن كانوا سببا في تعطل قواربهم واحتراقها بسبب عدم صلابة محركاتها، ما يضطرون إلى قطع مسافات طويلة سباحة، فمنهم من تقوم فرق الإنقاذ الإسبانية بإنقاذهم من موت محقق ومنهم بات في عداد المفقودين.

مع العلم، أن قوات الإغاثة الإسبانية، تمكنت في الأسبوعين الأخيرين، من إنقاذ 46 جزائريا من بينهم 5 قصر من غرق مؤكد في كل من جنوب شرق رأس غاتا الإسبانية وجزر باليريش، مورسيا ومقاطعات الأندلس، وحصل الموقوفون الجزائريون لدى وصولهم المرافئ الإسبانية، وهم 36 رجلا و5 نساء و5 قصر، على الرعاية الطبية اللازمة من طرف متطوعي منظمة الصليب الأحمر، ليتم وضعهم في مراكز مؤقتة تمهيدا لإجراءات قانونية أخرى، في ظل الغلق المؤقت لمراكز الاحتجاز الـ 13 للمهاجرين غير الشرعيين من قبل السلطات الإسبانية بسبب جائحة كورونا.

حري بالذكر أن النيابة العامة المختصة في وهران كانت جدولت قضية يتابع فيها 13 شخصاً ينحدرون من ثلاث ولايات الشلف ومستغانم وتيبازة، في الدورة الجنائية القادمة، لاتهامهم بالتسبب في فقدان قاصر يبلغ 13 عاما ينحدر من مدينة بوقادير غرب الشلف.