-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

الأناضول : هذه أبرز أوراق ملف الجزائر للانضمام إلى بريكس

الشروق أونلاين/الأناضول
  • 6629
  • 0
الأناضول : هذه أبرز أوراق ملف الجزائر للانضمام إلى بريكس
حقوق محفوظة
قالت تقارير إعلامية أن الجزائر مرشحة للإنضمام لتكتل "بريكس" وذلك لما لديها من مقومات.

رشحت تقارير إعلامية عديدة الجزائر لتكون بين الدول الأقرب للانضمام إلى تكتل “بريكس” وذلك نظرا لما لديها من مقومات.

وسبق وتقدمت 22  دولة بطلبات رسمية للانضمام إلى مجموعة “بريكس”. ومن بين هذه الدول التي تريد الإلتحاق بتكتل “بريكس”، 7 دول عربية وهي : الجزائر ومصر والسعودية والإمارات بالإضافة إلى البحرين والكويت وفلسطين.

وكالة الأناضول التركية نشرت اليوم، الإثنين 21 أوت، تحليلا تحت عنوان “الجزائر تدفع بكل أوراقها قبل قمة “بريكس”.. هل تفوز بمقعد؟“. الوكالة أحصت 5 نقاط تجعل الملف الجزائري قريبا من ضمان مقعد للجزائر ضمن مجموعة “بريكس”.

ما هي “بريكس”؟

بريكس هي تكتل إقتصادي، وقد بدأ التفاوض لتشكيل المجموعة في سبتمبر 2006، وكانت أولى تسميات المجموعة “بريك”. وهي اختصار باللغة الإنجليزية للأحرف الأولى للدول المشكلة لهذه المجموعة. كي تتغير التسمية بعد ذلك إلى “بريكس” في ديسمبر 2010 مع انضمام جنوب إفريقيا إليها.

أثناء تأسيس التكتل كان هدفها هو إسماع صوت الإقتصادات الناشئة في المجتمع الدولي، وهي أعضاء في مجموعة العشرين لأقوى اقتصاديات العالم. كما تشكل هذه الدول 41 بالمئة من سكان العالم، كما تشكل مساحتها حوالي 29 بالمئة من مساحة العالم.

ويشكل تكتل “بريكس”، حسب مراقبين، منظمة موازية لمجموعة السبعة الكبار التي تقودها الولايات المتحدة الأمريكية وتضم فرنسا وبريطانيا وألمانيا وإيطاليا وكندا واليابان.

وللتكتلات الاقتصادیة عديد الأهداف، سواء إقتصادية، وسياسية، واجتماعية. وقد اتفقت دول “بريكس” على أربع نقاط بشأن التعاون بينها. وتتمثل في الالتزام الثابت بالتنمیة المستدامة وتعمیم الرخاء الاقتصادي المشترك. كذلك التشاور الدائم لتعزیز الثقة السیاسیة بین دولها. أيضا تطویر التعاون المتبادل ووضع الأسس القانونیة السلیمة للحفاظ علیه وتطویره. كذلك الالتزام بمبدأ التعاون الدولي وتعزیز خطط التنمیة على المستوى الكوني.

سعي الجزائر للانضمام لـ”بريكس”

وكالة الأناضول قالت أن الجزائر ألقت بكل ثقلها السياسي والدبلوماسي للإنضمام لمجموعة “بريكس”، وذلك بالقيام بعديد التحركات خلال الأسابيع الأخيرة.

 وهي تحركات تسبق قمة قادة المجموعة في مدينة جوهانسبورغ بجنوب إفريقيا بين 22 و24 أوت. وستكون القمة التي قد تشهد الإعلان عن أسماء بلدان جديدة تلتحق بالمجموعة. وذلك دون الكشف عن معايير قبول الدول المترشحة.

معايير وإن لم يعلن علنها للإلتحاق بالتكتل، إلا أن الجزائر تمتلك حسب، ذات الوكالة، أوراقا يمكن أن تكون في صالحها وتدعم ملف ترشحها.

وتسعى الجزائر للإنضمام لتكتل “بريكس”، حسب ما يراه مراقبون، بسبب ما يعيشه العالم من أزمات وبروز بوادر نظام عالمي جديد متعدد الأقطاب. فتريد الجزائر، ونظرا لما لديها من مقومات، أن تلعب دورا محوريا خصوصا على المستويين الإفريقي والعربي.

دعم من الدول العضوة

سبق للرئيس عبد المجيد تبون وأن أعلن نحو أسبوعين  أن “الصين وباقي الدول الفاعلة في مجموعة بريكس، على غرار روسيا وجنوب إفريقيا والبرازيل، تدعم انضمام الجزائر إلى هذا القطب الجديد”.

وقد حضر ملف انضمام الجزائر إلى “بريكس” أثناء زيارتي عبد المجيد تبون إلى كل من روسيا والصين، حيث رافع رئيس الجمهورية من أجل انضمام الجزائر إلى هذا التكتل.

فحتى ولو أن رئيس الجمهورية لم يجزم بأن انضمام الجزائر إلى “بريكس” سيتم خلال هذه القمة، إلا أنه أشار أن أول خطوة يمكن أن تكون قبولها كمراقب.

وبعد إعلان عبد المجيد تبون في صيف 2022 اهتمام الجزائر بالإنضمام إلى “بريكس”، ثم الإعلان عن تقديم الجزائر لطلب رسمي، تلاه إعلان دول من التكتل لترحيبها بالجزائر.

فرحبت كل من الصين وروسيا وجنوب إفريقيا بالمساعي الجزائرية للإنضمام إلى “بريكس”.

مليار دولار ونصف كمساهمة في بنك “بريكس”

وقد كشف رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، أثناء زيارته للصين عن إيداع طلب رسمي للانضمام إلى بنك “بريكس”، مؤكدا استعداد الجزائر للمساهمة في هذا البنك بـ 1.5 مليار دولار، كمساهمة أولية.

عبد المجيد تبون كشف لاحقا أن الجزائر اشترت أسهما في البنك وستساهم في رأس مال البنك حتى في حالة عدم انضمامها للتكتل.

ملف الترشح للانضمام إلى “بريكس” كان من أهم الملفات التي تطرق إليها مع نظيريه الروسي والصيني، أثناء زيارته للصين وروسيا شهر جوان الماضي.

فدعا عبد المجيد تبون نظيره الروسي، فلاديمير بوتين، لدعم الجزائر و”بشكل عاجل” للإنضمام إلى مجموعة “بريكس” لأن “الوضع الدولي الراهن مضطرب جدا”.

كما صدرت، عقب الزيارة، بيانات مشتركة بين الجزائر وكل من روسيا والصين أين دعمت فيها البلدين العضوين في “بريكس” انضمام الجزائر إلى التكتل.

استقبال سفراء المجموعة

حيث استقبل وزير الخارجية أحمد عطاف في 13 أوت، سفراء الدول الأعضاء في “بريكس” لدى الجزائر، وذلك بتكليف من رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون بهد حشد المزيد من الدعم لملف الجزائر.

وقد ذكر بيان وزارة الخارجية أنه “تم تسليط الضوء على مقومات هذا الترشح الذي يستند على إرادة سياسية قوية من لدن رئيس الجمهورية، ويستمد خصوصيته من المبادئ والقيم والمراجع التي ترتكز عليها السياسة الخارجية لبلادنا، وهي التي ما فتئت ترافع من أجل قيام نظام دولي متعدد الأقطاب وتعمل في سبيل تفعيل العمل الدولي متعدد الأطراف ودمقرطة العلاقات الدولية”.

اقتصاد الجزائر

تعد الجزائر رابع قوة إقتصادية في إفريقيا. وقد بلغ ناتجها المحلي الإجمالي لعام 2022 ما قيمته 187 مليار دولار، وتعرف نسبة نمو تبلغ 4.7 %. إضافة إلى تعداد سكاني يقدر بأكثر من 44 مليون نسمة، وبناتج إجمالي محلي للفرد  يقدر بـ4150 دولار.

الأناضول نقلت في تقريرها عن الأستاذ في كلية العلوم السياسية بجامعة الجزائر، توفيق بوقاعدة،  أن انضمام الجزائر لـ”بريكس” قد يتأجل خلال قمة جنوب إفريقيا. وهذا لأسباب بعضها مرتبط بالتكتل ذاته، وبعضها الآخر متعلق  بطبيعة ونمط الاقتصاد الجزائري.

وأوضح بوقاعدة للوكالة أنه “لحد الآن لم تتضح صورة وآليات توسعة التكتل، وهل يُقدم فعلا على ضم دول جديدة أم يتم إرجاء ذلك إلى وقت آخر يتميز باستقرار دولي أكثر حتى لا تتم إثارة حساسية قوى غربية من وراء توسعة المجموعة”.

المتحدث قال أنه “بالتالي تحاول الجزائر الاقتراب أكثر من المجموعة من خلال العمل على إصلاح الوضع الاقتصادي وتعزيزه وتنويعه مع عديد الشركاء”.

واعتبر أن انضمام الجزائر إلى بريكس “سيكون بكل تأكيد مكسبا لها لتعزيز مكانتها كقوة إقليمية في المنطقة”، والدخول في شراكات جديدة وتنويع مصادر الاستثمارات من دول المجموعة والحصول على امتيازات تمويلية من بنك “بريكس”.

أما في حال عدم انضمامها هذه المرة إلى التكتل، توفيق بوقاعدة قال أن الجزائر تعمل بشكل مستمر لتحسين وضعها الاقتصادي. وعدم الانضمام لا يعني النهاية، بل السعي إلى تعزيز قوتها أكثر.

انضمام الجزائر لـ”بريكس” ليس سوى مسألة وقت

انضمام الجزائر لـ”بريكس” ليس سوى مسألة وقت. هذا ما ذهب إليه أستاذ العلوم السياسية بجامعة ورقلة، قوي بوحنية، في حديثه لوكالة الأناضول.

فاعتبر بوحنيفة في حديثه للوكالة أن “كل مقومات الانضمام إلى التكتل متوفرة من خلال امتلاك الجزائر مقدرات اقتصادية بإنتاج نفطي وغازي وطاقات جديدة وبديلة، وتعد عضوا فاعلا في تحالف أوبك+”.

وقال “لدى الجزائر إمكانيات في مجال توظيف قدرات بناء الأمن والاستقرار، ودوما تقدم المقاربة المرتبطة بتصدير الأمن والاستقرار في القارة الإفريقية”.

كما أضاف “الجزائر تمتلك قدرات أكبر مقارنة بكل دول الشمال الإفريقي وأيضا الدول الإفريقية، فضلا عن كونها قوة اقتصادية وعسكرية، والآن دخلت مرحلة إعادة صياغة وبناء منظومة جديدة لتنويع الموارد والشركاء الاقتصاديين”.

وركز أيضا على “نقطة مهمة” والتي تتمثل حسبه في كون “الجزائر تمتلك قرارها السيادي خلافا لكثير من الدول الإفريقية المرتهنة سياسيا واقتصاديا من دول مستعمرة سابقة.. كل هذه مؤشرات إيجابية تجعل من الانضمام إلى بريكس مسألة وقت”.

قوي بوحنيفة قال أيضا في حديثه للوكالة أنه “على الأرجح سيتم في القمة المقبلة البت في قبول عضوية الجزائر في بريكس بشكل نهائي، أو على الأقل وضع ملف الجزائر للدراسة من أجل الشروع في ترتيبات الانضمام، وهذا ما هو متوقع”.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!