-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

الإرهاب الرياضي!

الشروق أونلاين
  • 1586
  • 0
الإرهاب الرياضي!

نسيم لكحل:nassim219@ech-chorouk.com

ماحدث في ملعب 5 جويلية سهرة أول أمس كان أقرب إلى الجريمة منه إلى النكسة كما وصفها أغلب المتتبعين، بل إن الهزيمة المذلة أمام منتخب غينيا وعلى مرأى ومسمع ملايين الجزائريين لا تقل ضررا أو خطورة من الفعل الإرهابي الذي أصبح يمارس خاصة عندما يبقى مسؤولو الكرة في بلادنا يتفرجون على هذا الشعب وهو يتألم ويبكي، وبعضه يمرض ويموت بسبب هذه الإهانة وهذه الجريمة.وكأن هؤلاء المسؤولين لا يهمهم من الأمر شيئا أو أن آلام وجروح هذا الشعب والجماهير الجزائرية لا يحس بها هؤلاء الذين لا يهمهم سوى أن تبقى الكرة مريضة، وتظل البلاد مريضة ليعيش “المرضى” في أمان. كل الجزائريين وبدون استثناء لم يؤلمهم ماحدث في ملعب 5 جويلية بقدر ما آلمهم تعاطي المسؤولين مع هذه النكسة والجريمة الكروية، الجزائريون كلهم كانوا ينتظرون إقالة الفرنسي كفالي مثلما تفعل الدول التي تحترم نفسها وتحترم شعبها وتحترم رأي مواطنيها، اللهم إلا إذا كان هؤلاء غير واعين بحجم الصدمة التي وقعت على الشعب الجزائري في تلك الليلة الملعونة …

الذي يرفض إقالة كفالي أو يحاول إطالة عمره على رأس العارضة الفنية للمنتخب الوطني، سيكون في نظر الجزائريين شريكا في هذه الجريمة التي قد تبعد الجزائر للمرة الثانية على التوالي عن المشاركة في نهائيات كأس افريقيا للأمم، في ظل وجود جيل من اللاعبين الذين يلعبون لأحسن الفرق الأوروبية، ولن يقبل الجزائريون أي عذر من حدّاج أو جماعته، إذ هم أصروا على رفض إقالة المغمور كفالي بحجة أن هذا القرار يستوجب التعويض المادي، فما سيأخذه الفرنسي كفالي كتعويض مادي لن يساوي شيئا مقارنة بما تساويه كل الدموع التي انهمرت أو الدماء التي سالت بسبب ما فعله الفرنسي كفالي في ملعب “الإستقلال” وما أدراك ما الإستقلال ؟..

على كل حال فإن مسؤولي الإتحادية الجزائرية لكرة القدم وعلى رأسهم السيد حداج خانتهم الشجاعة لتقديم استقالاتهم من مناصبهم بسبب هذه الهزيمة المذلة، فكيف ستكون لهم الشجاعة لإقالة الفرنسي كفالي؟ ومادام الأمر على ماهو عليه فإنهم شركاء في هذا العار وشركاء في عار آخر ماداموا يرفضون الإستجابة لتطلعات وصيحات الجماهير. عندما يستنجد الجزائريون برئيس الجمهورية لينصفهم ضد مسؤولي الإتحادية وضد “الأجنبي” كفالي، فإن ذلك يفيد أن بوتفليقة باعتباره أول وزير للرياضة في تاريخ الجزائر المستقلة، أصبح هو الأمل الوحيد الذي يمكن أن يعيد القطار إلى سكته الصحيحة، بعدما أغلق الكثير من المسؤولين الآخرين آذانهم وأعموا أبصارهم وأصروا واستكبروا استكبارا؟

لا يجوز ولا يعقل أن يكون الأجر الذي يتقاضاه هذا “الكافالي” يتعدى عشر مرات الأجر الذي يتقاضاه رئيس الجمهورية، ثم لا يجلب لنا إلا الخزي والعار والهوان، فالأموال التي يأخذها هذا “الكفالي” هي أموال الشعب، ومن حق الشعب أن يرفض منح أمواله لهذا الأجنبي، ومن حقه كذلك أن يستنجد برئيس الشعب ليستعيد حقه ويستعيد الأمل على الأقل…

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!