-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
وزارة التربية تعلن النتائج.. والأخبار الكاذبة أفسدت فرحة البعض

الإشاعات أربكت العائلات وتسبّبت في وفاة مترشحين..!!

نادية سليماني
  • 10405
  • 0
الإشاعات أربكت العائلات وتسبّبت في وفاة مترشحين..!!
أرشيف

لم يمرّ الهدوء والسّلاسة اللذين عرفتهما شهادة البكالوريا لعام 2022 بسلام، فمع غياب ظاهرة الغش وتسريب المواضيع المترافقين، غالبا مع امتحانات البكالوريا، ومع ترحيب الجميع بنجاح هذه الدورة، تفاجأت العائلات أياما قبل إعلان النتائج بموجة إشاعات كانت “قاتلة” للبعض.. فلأول مرة أخذ الجدل أبعادا كبيرة وأحدث جدلا “إلكترونيا” حول موعد إعلان النتائج، أدخل الطلبة في حالة تيهان ورعب.
أفرجت وزارة التربية الوطنية، أخيرا، عن نتائج أهم شهادة في مسيرة التلاميذ الدّراسية، بل لنقل أنها أهمّ ما ينتظره الأولياء في حياتهم.. ففرح الفائزون، ودخل الراسبون في نوبة حزن وحسرة. والمؤسف أنّ الطلبة الناجحين والراسبين على حد السواء عاشوا أياما سوداء أياما قبل إعلان النتائج، بسبب كمّ الإشاعات الذي ظهر في هذه الفترة، من أطراف مجهولة.
وأكدت كثير من العائلات بأنّ أبناءها دخلوا في حالة تيهان وحيرة، إثر انتشار إشاعات عديدة حول موعد إعلان النتائج، لدرجة أن بعض المترشحين، تم إخبارهم برسوبهم في نيل “الباك” حتى قبل إعلان النتيجة.
وفي خبر مؤسف، أكدت لنا سيدة من العاصمة، بأن قريبتها مترشحة في البكالوريا، توفيت منذ يومين بسكتة قلبية، بعد ما أخبرها زملاؤها برسوبها في نيل الشهادة!! وحسب محدثتنا، الطالبة المنحدرة من ولاية بومرداس خلدت إلى النوم بنفسية منهارة جدا، ليفاجأ أهلها بوفاتها صباحا بسكتة قلبية على الأرجح، والغريب أن نتائج البكالوريا لم تظهر وقتها، فمن ينشر مثل هذه الأخبار الكاذبة؟

الإشاعة وصلت ذروتها في عصر الرقمنة
وفي الموضوع، اعتبرت أستاذة علم الإجتماع مونيا بن سالم في تصريح لـ”الشروق”، أنّ الإشاعات وصلت ذروتها في عصر الرقمنة، بسبب سهولة تداول الأخبار، وإتاحتها للجميع، معتبرة، بأننا نعيش اليوم في زمن السرعة والإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، التي تمنحنا كما هائلا من المعلومات والأخبار.
وقالت المتحدثة “الإشكالية في الأخبار المتداولة عبر الأنترنت، أنّنا لا نكلف أنفسنا عناء البحث عن صحة مصدرها، بل نتقبلها ونصدقها ونتفاعل معها، وكأنه لا توجد مصادر رسمية لمثل هذه الأخبار”.
وبخصوص التضارب حول نتائج شهادة البكالوريا التي أربكت العائلات، تأسفت محدثتنا للموضوع، كما استغربت من المواطنين الذين انجروا وراء هذه الأخبار، وحسب قولها “وزارة التربية الوطنية، هي المخول الرئيسي، بالإفصاح عن أي معلومات تخص شهادة البكالوريا، وأي خبر صادر من جهات غيرها لا يجب تصديقه، لأنه يعتبر مصدرا غير رسمي وغير موثوق”.
وأكّدت المختصة أنّ بعض الأشخاص “يتسلّون” عبر منصات التواصل الاجتماعي، عن طريق نشر الإشاعات، لرصد ردة فعل الآخرين، وهم يجهلون خطورة فعلتهم، التي تؤدي إلي انهيارات عصبية وحتى وفيات، أما آخرون فيكون غرضهم من نشر الإشاعات تحطيم معنويات الأفراد، وإحداث ضرر نفسي حاد عليه، “وهؤلاء يعانون من عقد اجتماعية ونفسية، وهم أشخاص فشلوا في حياتهم الدراسية، فيسعون للانتقام من المجتمع، بنشر أخبار سلبية” على حد قولها.

إشاعات “ساذجة” وتأثيراتها خطيرة
وصنفت بن سالم، الشائعة التي تقول بأن التأخر في إعلان نتائج البكالوريا، سببه تغيير النتائج والمعدلات..!! في خانة الشائعات الساذجة، التي تحمل نوعا من الغباء، لأنها غير منطقية ولا يتقبلها العقل، ومع ذلك لا يمكن التنبؤ بعواقبها، إذ بإمكانها إحداث رد فعل عكسي. فقد يرفض المجتمع هذه الشائعة ويتجاهلها، أو يصدقوها وتحظى بانتشار منقطع النظير، وتصبح حقيقة لا تقبل النقاش عند العامة، والأمر هنا متعلق بنمط تفكير الجماهير.
ودعت أستاذة علم الاجتماع، إلى التعامل دوما مع الشائعات “بنظرة ساخرة ومستصغرة، لأن التأثر بها وتصديقها، يدمر المجتمعات وينشر حالة فوضى واضطراب داخلها.. فحتى شائعات نتائج البكالوريا قد تكون فعلا مدبرا من جهات مجهولة لزعزعة استقرار البلاد”.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!