الإعدام لقاتل زوجته حرقا بالبنزين في باتنة

في صيف 2021، استقبلت مصلحة الحروق بمستشفى باتنة الجامعي بن فليس، امرأة في الثلاثين من العمر، وهي أم لثلاثة أطفال مصابة بحروق من الدرجة الثالثة، في أنحاء مختلفة من جسمها، لكنها سرعان ما لفظت أنفاسها بعد أيام من مكوثها في قسم الإنعاش التابع لمصلحة الحروق، وقد أدلى حينها زوجها الأربعيني المقيم رفقة أم أولاده، في بلدية زانة البيضاء دائرة سريانة في ولاية باتنة، بتصريحات مغلطة لدى مكتب التسجيل بأنها تعرضت لحادث في المطبخ عندما انتشرت نيران آلة الطبخ دون تمكنها من الفرار، ثم عاد ليقول بأنها انتحرت حرقا، بما أنه كان غائبا لحظة وقوع الحادث، وكان يمكن للملف أن يطوى نهائيا، على اعتبار أن الحادثة مجرد نيران أصابت الضحية التي لم تدل بأي تصريح دقيق في الساعات التي قضتها في المستشفى، لولا أن شقيقها طالب بفتح تحقيق جنائي، للاشتباه بأن المأساة بفعل فاعل وهو زوجها الذي كان يُعنفها من حين لآخر، بحسب شقيق الضحية الذي كان شاهدا على العديد من الحوادث والشجارات ما بين الضحية وزوجها.

وبناء على البلاغ، فتحت مصالح الشرطة الجنائية بإنابة من النيابة المحلية تحريات عميقة، استندت فيها على إشارات الزوجة المصابة بالحروق والتي كانت تحاول رغم جروحها الخطيرة، إبلاغ أهلها بشيء ما، أياما قبل وفاتها، وقد فهم من تلك الإشارات أن الأمر ليس حادثا ولا انتحارا، ما تطلب السماع لعدة إفادات، خاصة ابنتها الكبرى، وجدتها أي أم الضحية، ووالدة المتهم، لتتوصل جهات التحقيق لدى المحكمة الابتدائية بسريانة، إلى توجيه أصابع الاتهام لزوجها المدعو “ب.ت”، الذي حاول طمس الوقائع بادعاءات كاذبة، حيث تم إيداعه رهن الحبس المؤقت بعد ثلاثة أشهر من إطلاق تلك التحقيقات.

وكانت محكمة الجنايات لدى مجلس قضاء باتنة، أدانت، في وقت متأخر من مساء الخميس، الزوج القاتل بالعقوبة القصوى، وهي الإعدام، عن تهمة القتل العمد حرقا مع سبق الإصرار والترصد، بعدما ثبّتت فعل سكبه البنزين على جسدها وإضرام النار فيه، خاصة في ناحية الرقبة والرجلين والوجه والتي كلفتها الحياة بطريقة وحشية وبجريمة نكراء، وهو نفس التماس النيابة، في الوقت الذي كان محامي المتهم يطالب ببراءة موكله.