-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

الإمارات.. خنجرٌ آخر في ظهر الأمة!

حسين لقرع
  • 1783
  • 10
الإمارات.. خنجرٌ آخر في ظهر الأمة!

عندما وقّعت مصر اتفاقية كامب ديفيد في مارس 1979، لم تبرّرها قطّ بالقول إنها فعلت ذلك لأنّ لليهود حقا تاريخيا في فلسطين، ولم تطلق وسائلَ إعلامها ومثقفيها لتزييف التاريخ وتبني وجهة نظر الاحتلال إلى الصراع، وسارت الأردن على إثرها في 1994، واكتفت بتطبيع فوقي لم يتغلغل إلى العمق الشعبي، ولم تردِّد بدورها مزاعم الاحتلال، وحتى السودان التي طبّعت مؤخرا أعطت الانطباع بأنها فعلت ذلك مضطرّة حتى تلغي أمريكا اسمها من قائمة داعمي الإرهاب وترفع عنها العقوبات الاقتصادية التي أثقلت كاهلها، ولم تتورّط في حملة قذرة لشيْطنة الفلسطينيين وتسفيه قضيّتهم العادلة.

أما الإمارات العربية المتحدة، فقد فاجأتنا، ليس فقط بتطبيعها المجاني مع الاحتلال، بل دخلت في علاقةٍ حميمة معه، وتمادت في التودّد إليه، لتتخلى بذلك عن إرث مؤسِّسها الشيخ زايد رحمه الله وتاريخه المشرِّف في نصرة القضايا العربية، وفي مقدِّمتها القضية الفلسطينية، وتتخندق مع العدوّ، لقد نكص حكامُ الإمارات على أعقابهم كليةً ودخلوا في هرولة جنونية مُذلّة نحو الاحتلال المجرم الذي لا يزال يلِغُ في دماء الفلسطينيين ويقضم أراضيهم ويهدم سكناتهم ويتنكر لأبسط حقوقهم، ولو تعلّق الأمر بإقامة دولةٍ فلسطينية على 22 بالمائة فقط من أراضيهم التاريخية مقابل 78 بالمائة كاملة للاحتلال.

الإمارات التي كانت توظف أموالها وقدراتها وجهودَها السياسية والإعلامية في خدمة الأمة في عهد زايد الحِكمة، أضحت الآن خنجرا مسموما في ظهرها لا يكفّ عن طعنها وإثخان جراحها، ومن أبسط الأمثلة على ذلك: دعم انقلاب 3 جويلية 2013 على الشرعية بمصر وما تبعه من مجازر بحقّ المتظاهرين المسالمين، ومساندة الانقلابي خليفة حفتر في حربه الجائرة على الشرعية بليبيا، بالسلاح والمال والمرتزقة، والتدخّل العسكري باليمن منذ 2015 والشروع في تقسيمه من خلال بعث مشروع دولة الجنوب على يد المجلس الانتقالي الجنوبي، قبل أن تشتدّ طعناتُها في ظهر الأمة وتُقدِم في أوت الماضي على التطبيع مع الاحتلال وتشرع في توظيف أموالها ونفوذها لإغراء دول عربية وإسلامية أخرى بالالتحاق بها والهرولة بدورها، وتنجح في جرِّ السودان إلى مستنقع التطبيع، وربما نجحت لاحقا في جرّ النيجر وكذا المغرب إليه، مغرية إياه بتلقي الدعم الصهيوني والأمريكي بشأن قضية الصحراء الغربية.

وعندما تستعين شركة الطيران الحكومية الإماراتية “الاتحاد” بصورةٍ لـمجسّم “هيكل سليمان” المزعوم للترويج لرحلاتٍ سياحية باتجاه الكيان الصهيوني انطلاقا من مارس 2021، فإنَّ ذلك يعني بوضوح أن الإمارات قد ذهبت في علاقتها الآثمة مع الاحتلال بعيدا إلى درجة تشجيعه ضمنيا على هدم قبلة المسلمين الأولى وبناء الهيكل المزعوم مكانها، وهو استمرارٌ لحملة الطعن المقيتة في تاريخ فلسطين والقدس والأقصى التي أوعِزَ مؤخرا إلى مثقفين وإعلاميين خليجيين متصهْينين بالقيام بها، وبلغت درجة إنكار وجود المسجد الأقصى في فلسطين والترويج لرواية أنه موجودٌ في منطقة “الجعرانة” بين مكة والطائف، وليس في القدس المحتلّة!

اليوم تسقط كل الأقنعة، ويتّضح جليا أنّ التحالف غير الطبيعي القائم بين الكيان الصهيوني وبعض أعراب الخليج باسم التصدي للعدو المشترَك: إيران، إنما هو تحالفٌ ضدّ فلسطين بالدرجة الأولى، ومؤامرةٌ خطيرة على شعبها المستضعَف لتصفية قضيّته العادلة وفقا لـ”صفقة القرن” الأمريكية التي قد ينفذها الأعرابُ والصهاينة حتى بعد سقوط ترامب. وعلى ذكر الرئيس الأمريكي المهزوم، نقول له مرة أخرى وهو يستعدّ لتوديع البيت الأبيض: شكرا، لقد أخرجتَ الأعراب من جحورهم وأرغمتهم على الكفّ عن نفاقهم وادِّعائهم حب فلسطين ونصرتَها ليظهروا الآن بوجوههم البشعة كما هي، ويؤكّدوا أنهم مستعدون لبيع مقدسات المسلمين، والتحالف حتى مع الشيطان لحماية عروشهم. أيّ عارٍ هذا الذي ألحقه هؤلاء العملاءُ بأوطانهم وشعوبهم وبالأمة جمعاء!

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
10
  • Omar

    LES ÉMIRATS SONT LE FER DE LANCE DE LA SCIENCE ET TECHNOLOGIE DANS LE MONDE ARABE. CE SONT LES SEULS ARABES QUI ONT CONÇU ET ENVOYÉ UN ENGIN SUR LA LUNE. VIVE LES EMIRATES ARABES UNIS. FAITES COMME EUX AU LIEU DE LES CRITIQUER...

  • Auressien

    هم احرار . علينا الكف عن لوم الدول العربية التي لا تنتهج سياستنا .

  • مجمود

    أولا لا يوجد دليل على أن زايد رحمه الله لم تكن له صلة بالكيان الصهيوني، بل الأقرب هو العكس،لأن ما فعله ابنه لا يمكن أن يظهر من عدم.إذن فلا حكمة ولا إخلاص يتميّز به ذلك الرجل.
    ثانيا لا أدري لِم التوجّع من هذه الكيانات المجهرية في عالمنا العربي والإسلامي. ما دورهم؟لا شيء،لا في السياسة ولا في عدد السكان ولا حتى على مستوى الأموال التي يشي ظاهرها بالبهرجة.طبّعوا كما شئتم فلن تكونوا سوى بحجم النملة قياسا بحجم الأسد.على أي حال، فإنّ أرض شبه الجزيرة العربية أرض محتلة منذ قرون،وما فيها من ملكيات وإمارات هي فقط مصرّفة لأعمال الأنجليز والأمريكيين والصهاينة.هذا كل شيء

  • خالد بن الوليد

    قال تعالي : وَمِمَّنْ حَوْلَكُم مِّنَ الْأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ ۖ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ ۖ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ لَا تَعْلَمُهُمْ ۖ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ ۚ سَنُعَذِّبُهُم مَّرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَىٰ عَذَابٍ عَظِيمٍ سورة التوبة الاية (101)
    وقال ايضا : وَمِنَ الْأَعْرَابِ مَن يَتَّخِذُ مَا يُنفِقُ مَغْرَمًا وَيَتَرَبَّصُ بِكُمُ الدَّوَائِرَ ۚ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (98)
    وقال تعالي : الاعراب اشد كفرا ونفاقا واجدر الا يعلموا حدود ما انزل الله صدق الله العظيم

  • شاوي حر

    هي كما عنونتها وأكثر ورب الكعبة يا أستاذ حسين

  • دونا

    نحن لا نتدخل فيي شؤون الاخرين السيادية ابدا فهذا امر يخصهماقصد دول الخليج العربي التي تقيم علاقات حميمية وتجارية وعسكرية مع اسرائيل .
    الجزائر دولة مسالمة تدعو لللسلام العالميي والعيش بامان -لا عدوان ولا ارهاب ولا حرب -
    جزائر المستقبل تبحث عن شركاء اقتصاديين جدد واستثمارات واموال اجنبية من اجل تطوير اقتصادها وتنمية صادراتها
    الجزائر في غني عن مشاكل وهموم الاخرين
    الجزائر تدعو للتعايش السلمي بين جميع شعوب العالم بدون استثناء
    هذه هي مبادئ جمهوريتنا الثانية

  • احمد

    بل سقطت الاقنعه عندما انتهى دور العراق و اعدم صدام .. كل هؤلاء ماكانوا يجرأوا على فعل ما فعلوه لو كان العراق ما زال قويا .. السبب من احتلال العراق و تدميره يتأكد اكثر و اكثر

  • elarabi ahmed

    المشكلة فى العقلية والتفكير وقراءة واستشراف المستقبل . الامارات ضربت الخناجر وليس خنجر فى البأس والفقر والتشردم وقلة الحيلة والبلادة والأحباط لكي تضع لها مكانا بين الأمم والمال والألسنة لايكفى لصناعة
    تاريخ وتقدم بلد بالكلام المنمق فى الصحف . ( وقل اعملوا فسيرى ................................؟ صدق الله العظيم.

  • أنا جزائري إذاً أنا أمازيغي

    ورغم ذلك ترديون أن نكون ذيلا لهم و تجتهدون في طمس هوية تاريخ شعبكم لتلحقوه بمن أسميتهم بالاعراب ...

  • البليد

    كأنكم تكلمتم و حللتم كل ما في البلاد من بلاء ولم يبقى لنا إلا هم الامارات..وا اسفاه على المثقفاه