-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

الاستقلال اللغويّ

الاستقلال اللغويّ

وارجلاّن، أو ورقلة، هي إحدى حواضرنا العلمية في عصورنا الزاهرة قبل أن نبتلى بشر الشرور، وبأخسّ الأشرار وألعنهم وهو “الاستخراب الفرنسي” بلغة آية الله الإمام محمد البشير الإبراهيمي رحمه الله.

وسعينا من أبناء الجزائر الأبرار وخيرتهم في تلك المنطقة لاستعادة ذلك المجد العلمي بعد هذا المجد الجهادي نظم القائمون على المدرسة العليا للأساتذة في ورقلة ملتقى وطنيا في يومي 17-18 يناير الجاري.

لقد اصطفى هؤلاء الخيرة موضوعا هاما لهذا الملتقى، وهو ما دعوه “الاستقلال اللغوي” الذي أراه موغلا في التفاؤل ولو كان العنوان “نحو الاستقلال اللغوي” لكان أكثر واقعية.. أما وضع الأمة العربية اليوم – ونحن جزء منها- فأصدق ما ينطبق عليها هو مصطلح الاحتقلال وهي كلمة مركبة من كلمتي “احتلال واستقلال” وهذا المصطلح هو من بنات أفكار الأستاذ وحيد الأيوبي كما جاء في كتاب “وحي الرسالة” (ج3. ص81) لأحد الغيارى على لغة الضاد التي “خانها” كثير من أبنائها حتى الذين صيّرتهم “أدباء” بعدما كانوا يبرون الأقلام بأظافرهم كما يقول الشاعر الفحل أبو الطيب المتنبي لقد كانت محرك هذا الملتقى في الدكتورة زينة بورويسة التي ما منعها من الإشراف عليه وتسيير فعاليته ما مسّها من ضر، حيث ما إن انتهى الملتقى حتى كانت فوق طاولة لإجراء عملية جراحية، شفاها الله – عز وجل-، وميزة أخرى تتميز بها هذه الأستاذة الفاضلة هي كرهها اللا محدود لأم الخبائث – فرنسا- لما ارتكبته من جرائم في حق والدها، وفي حق وطنها.. وقد وصل هذا الكره المحمود إلى درجة رفض علاج مرضها في فرنسا، وهو أمر ميسّر لها، فمنّ الله – عز وجل- عليها بالشفاء منه في الجزائر، وإن لله عبادا لو أقسموا عليه لأبرهم، وقد قارنت – بعدما علمت بذلك- بينها وهي التي كرم الله وجهها بولادتها بعد طرد فرنسا مدحورة من الجزائر، وبين “المجاهد” المسمى “عبد القادر مالي” الذي أمعن في إهانة الجزائر بعلاجه في مستشفى عسكري فرنسي، وبقضاء فترة النقاهة في مركز خاص بمجرمي فرنسا، رغم ما شاهده من جرائم فرنسا في أبناء شعبه.

لقد تكرمت إدارة المدرسة فدعتنا (الدكتور عبد الرزاق قسوم وكاتب هذه الرقوم) للمشاركة في هذا الملتقى الذي أطره ثلة من الأساتذة والأستاذات من عدة جامعات.. كلهم وكلهن ممن كرم الله – عز وجل- وجوههم ووجوههن فلم يعيشوا ويعشن تحت سيطرة “عدونا الأبدي”، لأنه مايزال إلى الآن يكيد للجزائر كيدا، ويتربص بها ويتآمر عليها. وإن في تصريحات المسئولين الفرنسيين لأوكد دليل على ما نقول، وما نحن بالمتجنّين”..

جميل جدا أن ينتبه أبناؤنا وبناتنا في مختلف الميادين والجامعات إلى ما يخططه أعداء الأمة في هذا الميدان، إلى درجة أن الفرنسي جان كالفي عدّه “guerre des langues” (حرب لغات)، وما سماه الفرنسي الآخر جاك بيرك “القتال الثقافي”، والقتال اللغوي أحد أوجهه.

شكرا للإخوة الأفاضل في مدينة ورقلة عموما، وفي المدرسة العليا للأستاذة خصوصا على ما أحاطونا به من رعاية وكرم، ونذكر أنفسنا وأنفسهم بأمر الله – عز وجل- لنا جميعا: “وتواصوا بالحق، وتواصوا بالصبر”، ومن الحق هذا اللسان الذي قال فيه أحد الصليبيين الفرنسيين “من حارب اللغة العربية فقد حارب القرآن”، ونقول له ولمن على شاكلته: “ليس بأمانيّكم”. و”إن جندنا لهم الغالبون”.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • رابح

    بارك الله فيك استاذنا الفاضل ،مقالاتك دائما ممتعة و مفيدة.يا ليت تجمعها فيكتاب حتى تعم الفائدة.