التبول اللاإرادي عند طفلك.. عالجيه ولا تتجاهليه
تشير أرقام رسمية دولية أن حوالي 14 – 15 طفل من كل 100 طفل بعمر الخامسة يبللون سريرهم ليلا، بينما يعاني من هذه المشكلة شخص من بين كل 100 شخص بعمر الثامنة عشر. بالرغم من أن احتمالية حدوث مشكلة التبول الليلي اللاإرادي تقل مع مرور الوقت، إلا أنه من المستحسن والضروري معالجة هذه الحالة مباشرة نظرا للآثار السلبية المترتبة على نمو الطفل عاطفيا ونفسيا.
وترفض الكثير من الأسر التي يعاني أبناؤها من هذا المشكل الحديث عن الأمر وتتجاهله، مما يزيد من الضغط الأسري، مع العلم أن مشكلة التبول الليلي اللاإرادي يمكن حلها بسهولة من خلال التحدث إلى طبيب أخصائي.
وخلافا للاعتقاد العام، لا يعتبر التبول الليلي اللاإرادي اضطرابا ناتجا عن مشاكل نفسية فحسب، بل هو تأخر في النمو ولكن إذا لم يتم علاجه في الوقت المناسب، فإنه يؤدي إلى مشاكل نفسية بدلا من الاضطرابات البدنية.
وحسب المختصة في طب الأطفال بمستشفى نيكار بباريس إيلونا آلوفا، في حديثها إلى جواهر الشروق، فإن هذه المشكلة تشكل الخوف لدى الطفل من ردود فعل الناس من حوله مما يؤدي إلى انطوائه ورفضه الانخراط مع المجتمع. ولذلك، من الضروري علاج التبول الليلي اللاإرادي عند الأطفال الذين بلغوا سن الخمس سنوات أو أكثر
ماهي أساليب العلاج؟
هناك أسلوبين مستخدمين في العلاج:
- العلاج الدوائي باستخدام عقار يحتوي على مادة ديسموبريسين وأسلوب التنبيه.
- العلاج الدوائي هو النوع الأسهل والأكثر شيوعا من علاج التنبيه، وخلال هذا العلاج، يتم استخدام عقار ديسموبريسين الذي يعمل على تعويض نقص هرمون ADH (الهرمون المضاد لإدرار البول) عند الأطفال الذين يعانون من مشكلة التبول الليلي اللاإرادي. يعمل هذا الهرمون بالوضع الطبيعي على التقليل من إنتاج البول أثناء الليل ومن هنا جاء استخدام عقار ديسموبريسين فبالرغم من أنه ليس هرمونا، إلا أنه يحد من ملء المثانة خلال فترة الليل عند أخذه قبل الذهاب إلى النوم. وبالتالي يمنع حدوث التبول الليلي اللاإرادي.
يتميز هذا الدواء بأنه يؤخذ دون الحاجة لشرب الماء إذ أن قرص الدواء يوضع تحت اللسان ويذوب مباشرة في الفم ولا بد من أخذ هذا الدواء لمدة ستة أشهر متواصلة ودون توقف.
وقد أثبتت الدراسات أن 60 – 70% من الأطفال الذين يتناولون علاج ديسموبريسين لا يبللون سريرهم.
إن مضادات الاكتئاب ومضادات الكولين التي كانت تستخدم في السابق لم تعد الأكثر استخداما حاليا وذلك بسبب آثارها الجانبية وقلة فوائدها العلاجية.
أما بالنسبة للعلاج بالتنبه فهو نوع من أنواع العلاج السلوكي، في هذا العلاج، يتم وضع قطب كهربائي في الملابس الداخلية للطفل أثناء النوم. تقوم هذه الأقطاب بإصدار صوت يشبه صوت الإنذار في حالة التبول الليلي اللاإرادي وفي حالة عدم استيقاظ الطفل عند سماع الإنذار، يستيقظ الوالدين لأخذ الطفل إلى الحمام. إذ أن الطريقة الوحيدة لإيقاف صوت الجرس هو أن يذهب الطفل إلى الحمام ويخلع ملابسه الداخلية.
ويهدف هذا العلاج إلى تدريب الطفل على إدراك الإحساس بالتبول أثناء النوم ويستمر هذا العلاج ستة أسابيع دون توقف، من الضروري خلالها الاستمرار في أخذ الطفل إلى الحمام كل ليلة.
حقائق عن التبول اللاإرادي الليلي
- طفل واحد من بين كل 5 أطفال بعمر الخمس سنوات وطفل واحد من بين كل 10 أطفال بين 7 – 10 سنوات لديهم مشكلة التبول الليلي اللاإرادي.
- التبول الليلي اللاإرادي عند الأولاد أكثر شيوعا 1.5 – 2 مرة من البنات رغم أنه لم يعرف سبب ذلك حتى الآن، لكن يعزى ذلك إلى النمو في وقت مبكر في النظام العصبي والعضلات، على غرار ما يحدث في سن البلوغ. وفي مرحلة المراهقة، شوهدت هذه المعدلات في كلا الجنسين متساوية.
- التبول الليلي اللاإرادي عند البالغين يؤثر على حوالي 0.5٪ من البالغين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 – 64 عاما.
- من المعروف منذ فترة طويلة بأن التبول الليلي اللاإرادي يتأثر بعوامل وراثية، وفقا لأحدث دراسات التبول الليلي اللاإرادي، إذا كان عند كلا الوالدين مشكلة التبول الليلي اللاإرادي، فإن احتمال ظهور هذه المشكلة عند أطفالهم هو 77٪. أما إذا كان التبول الليلي اللاإرادي عند أحد الوالدين فقط ، فنسبة حدوثه عند أطفالهم هو 44٪ ومن ليس لديه تاريخ التبول الليلي اللاإرادي فالنسبة هي15٪.
- كما هو الحال في العديد من الاضطرابات التي تنتقل وراثيا، يمكن للتبول الليلي اللاإرادي أن ينتقل من أقارب مختلفة مثل الأجداد، الأعمام، العمات والأخوة.
- خلافا للاعتقاد العام، لا يعتبر التبول الليلي اللاإرادي اضطرابا ناتجا بسبب مشاكل نفسية. ولكن إذا لم يتم علاجه في الوقت المناسب، فإنه يؤدي إلى مشاكل نفسية بدلا من الاضطرابات البدنية كفقدان الثقة بالنفس، انخفاض في تقدير الذات، العزلة الاجتماعية، قلة الإنجاز، وهي أكثر وضوحا مع تزايد العمر. وتؤثر سلبا على الأسرة والنجاح في العمل.
- من الضروري علاج مشكلة التبول الليلي اللاإرادي لمنع الطفل من التعرض للتأثر العاطفي.
- لا يعاقب الطفل بسبب التبول الليلي اللاإرادي. على العكس من ذلك، فالعقاب يؤثر سلبا ويؤدي إلى مشاكل نفسية منها، قلة الثقة بالنفس مما يزيد من عناد الطفل. بالرغم من ذلك، من المعروف أن الأسر تعاقب أطفالها.
- كثير من الأسر تعتقد أن الأطفال يبللون أسرتهم بسبب الكسل أو لوجود سبب نفسي. لكنه معتقد خاطئ. بعض الأسر يعتقدون أيضا أن المرض يعالج عند إيقاظ الأطفال في أوقات عشوائية ليلا وجعلهم يتبولون، وهذا معتقد خاطئ أيضا.
- إن الاعتقاد الخاطئ الأكثر شيوعا عن التبول الليلي اللاإرادي في مجتمعاتنا هو أن العلاج يمكن أن يؤدي إلى العقم. ليست لأي طريقة من طرق العلاج أعلاه أي علاقة بالخصوبة. هذا الاعتقاد الخاطئ يحرم العديد من الأطفال من فرص العلاج.
- فئة من الأطفال المصابين بمشكلة التبول الليلي اللاإرادي لديهم ميول عدوانية ويعانون من مشاكل الانتباه والمشاركة في السلوك العدواني.
- في الدراسات التي أجريت على الأطفال ما بين 8 – 16 سنة الذين يعانون من التبول الليلي اللاإرادي، وجد أن الأثر السلبي لهذه المشكلة يحل في المرتبة الثالثة بعد فقدان أحد الوالدين والطلاق ويعتبر عدم علاج حالة التبول الليلي اللاإرادي من أكثر العواقب المؤلمة على نفسية الأطفال.