التخصّص… حيرة الطلبة!

غالبيتهم محتارون في اختيار التخصص الأنسب في المسار الجامعي، والبعض منهم يقصد مقاهي الإنترنت رفقة أوليائهم لعقد مشاورات والحصول على توجيهات.. إنّهم الناجحون الجدد في شهادة البكالوريا، فما عدا المتفوقون بمعدلات فوق 15، وجد البقية صعوبات في اختيار شعبتهم المُفضلة، خاصة أصحاب معدلات الإنقاذ بـ9.50.

توافد على مقاهي الإنترنت وحيرة في اختيار التخصص

شرع الناجحون في شهادة البكالوريا 2021/2022، في اختيار اختصاصاتهم عن طريق التسجيل الإلكتروني، عبر بوابة متخصصة، أطلقتها وزارة التعليم العالي والبحث العلمي السنتين الأخيرتين، بغرض تسهيل عملية التسجيل على الطلبة والعائلات.

ووجد الوافدون الجدد على الجامعات، صعوبات في اختيار شعبتهم المفضلة، خاصة أصحاب المعدلات بين 9.50 إلى غاية 12، لأنهم كانوا يريدون اختصاصات أخرى، ليست مطروحة عليهم في قوائم الاختيار.

أولياء يرافقون أبناءهم لمقاهي الإنترنت

وشهدت مقاهي الإنترنت نهاية الأسبوع المنصرم، توافدا كبيرا للطلبة الناجحين، من أجل البدء في إجراءات التسجيل الرقمي، وفي هذا الصدد، أخبرنا نبيل، صاحب مقهى انترنت ببلدية حسين داي بالجزائر العاصمة، بأنّ معظم تعاملاته منذ الإعلان عن نتائج البكالوريا كانت مع الناجحين الجدد، الذين بدأوا في التسجيل بعد أيام قليلة من إعلان النتائج.

وقال المتحدث “غالبيتهم يأتون مع أوليائهم، ويستغرقون وقتا طويلا في اختيار شعبتهم المفضلة، لدرجة قد أمضي نصف ساعة كاملة مع طالب محتار في اختيار تخصصه”. وأشار إلى أنّ الناجحين الجدد بمعدلات بين 9.50 إلى غاية 12 و13، يجدون صعوبة في الاختيار، بمبرّر أنّهم يبحثون عن اختصاصات أخرى، ليست مطروحة في قائمة اختياراتهم.

وكشف نبيل، بأن فرحة التسجيل لدى الناجحين بمعدلات الإنقاذ أكبر من فرحة الناجحين بمعدلات مرتفعة، حسب ما لاحظه أثناء قيامه بعملية تسجيلهم.

ندوات تطوعية لإرشاد الناجحين الجدد

وبالتوازي مع انطلاق عملية تسجيل الطلبة الجامعيين الجدد، أطلق مدرّبون في التنمية البشرية وطلبة جامعيون وأساتذة، صفحات الكترونية بغرض توجيه الطلبة الجدد عند اختيار تخصّصاتهم، وتقديم نصائح لهم، للتأقلم مع الدراسة الجامعية.

ومن بينها الصفحة الإلكترونية “GDG medea”، يشرف عليها إطارات جامعية، يقومون بتنظيم لقاءات دورية في مختلف المواضيع بولاية المدية، آخرها دورات مخصصة للحديث عن مختلف التخصصات الجامعية، وتقديم إرشادات للناجحين في شهادة البكالوريا، تحت عنوان “مرحبا بك في الجامعة” ينشطها أشخاص لهم خبرة في مجالات مختلفة.

ولحضور الندوات أطلق المنظمون، رابطا الكترونيا يحتوي استمارة يتم ملؤها من طرف الطلبة الراغبين في الحضور، كما منحوا فرصة لمتطوعين للتحدث عن تخصصاتهم الجامعية، حتى يستفيد منها الطلبة الجدد.

مكاتب الإعلام الآلي تعرض خدماتها على الناجحين

كما استغلت مكاتب الإعلام الآلي، فرصة التسجيلات الجامعية، للترويج لخدماتها، عبر إعلانات منشورة في الإنترنت، تعرض فيها خدمات تقديم نصائح وإرشادات توجيهية للطّلبة، بغرض اختيار التخصّص المناسب وبعناية، متابعة التسجيلات المتعلقة بالإيواء والمنحة، التسجيل في الأرضية الرقمية لمختلف المعاهد المتخصصة، على غرار المعهد شبه الطبي ومعهد القابلات، التسجيل في مؤسسات التكوين للجيش الوطني الشعبي.

مراكز التدريب تعرض دورات بمليون سنتيم..!!

وبدورها، وجدت بعض مراكز التدريب في التنمية البشرية، في الناجحين الجدد، فرصة لتقديم تدريباتها، فيما يتعلق بمواضيع مُختلفة، على غرار دورة إنشاء المشاريع، التي ذكر صاحبها، بأنه سيقدم تخفيضات في أسعار الدورة للناجحين الجدد في البكالوريا. وأسعار مثل هذه الدورات التدريبية ابتداء من 12 ألف دج.

وبدورهم أنشأ طلبة جامعيون، وآخرون متخرجون جدد، صفحات الكترونية، لتبادل تجاربهم مع الناجحين الجدد، وتوجيههم السليم، لاختيار أفضل اختصاص يناسب طموحاتهم، خاصة وأن كثيرا من الطلبة يسيئون الاختيار، بسبب غياب التوجيه والإرشاد، فيجدون أنفسهم تائهين في الجامعات، وقد لا يتمكنون من مواصلة دراستهم الجامعية أو يتعثرون في بداية مشوارهم الجامعي وفي أفضل الحالات يتخرجون ضمن تخصصات لا يحبونها.