-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
الدكتور عبد الرحمن غلايمي.. المختص في الطب الرياضي وأمراض القلب:

“التدريبات لدى رياضي النخبة في شهر الصيام تخضع لشروط خاصة”

وأج
  • 216
  • 0
“التدريبات لدى رياضي النخبة في شهر الصيام تخضع لشروط خاصة”

تشكّل الممارسة الرياضية لدى رياضيي النخبة في رمضان موضوعا متجدّدا للنقاش كلما حلّ الشهر الفضيل، على نحو بات يثير فيه جدلا خاصة في الاتحاديات التي تعمد إلى الإبقاء على نفس برنامج المنافسات المطبق في الأشهر العادية وهو ما يرفضه المدربون، بحجة استحالة العمل بنفس الوتيرة في ظروف الصيام خوفا من أن يكون لذلك تأثير على صحة الرياضيين في المقام الأول وعلى نوعية أدائهم ثانيا.

هذا كما يجعل من قضية تأثير الصيام على الممارسة الرياضية وخاصة لدى رياضي النخبة دوما محل تناقضات بين منشطي الوسط الرياضي لا سيما مواصلة الممارسة الرياضية بصورة طبيعية أو تغيير نمط التدريبات خلال شهر رمضان حسب بعض الشروط.

والجدير بالتوضيح أن التقنيين هم الذين يجدون صعوبة في الاحتفاظ بنفس وتيرة العمل المفروضة على الرياضيين خلال فترة الصيام نتيجة المخاطر التي تهدد الصائم على صحته، والمردود المتواضع الذي يقدّمه.

لكن الدراسات الطبية في هذا المجال لم تفصل صراحة في المسألة. ويوضّح الدكتور عبد الرحمن غلايمي، المختص في الطبي الرياضي وأمراض القلب، “بأنه بإمكان رياضي النخبة مواصلة تحضيراته بصورة طبيعية خلال شهر رمضان المعظم، شريطة مراعاة البرنامج المتعلق بالتدريبات والتغذية و النوم”.

وبالنسبة لغلايمي، أول عائق يكون خطرا على الرياضيين هو نقص النوم الذي يتسبّب في مضاعفات وإصابات تحد من تطوره.

ويشرح الدكتور غلايمي قائلا: “النوم خلال الشهر الفضيل يتسبّب في إصابات في حال عدم التقيّد به. فرياضي النخبة المطالب بتقديم جهد عال يبقى عرضة للإصابات في حال عدم احترامه للمدة المعتادة للنوم، لا سيما في الشطر الأول من الليل المخصص للاسترجاع، وهو أمر غير مرغوب فيه لدى الرياضي”. وهو يستند في ذلك أيضا على عدد من الهيئات الرياضية المهتمة بهذا الموضوع و التي تمول الدراسة في هذا المجال.

ويلاحظ الدكتور غلايمي بأنه خلال شهر رمضان يحدث “تغيير بيولوجي في العادات الغذائية وفي التصرفات”، حيث يكون الرياضي متعودا، يوميا، على تناول ثلاث وجبات أساسية، خلافا لشهر رمضان، حيث تقل فترات النوم و حجم المياه في جسم الإنسان.

ومن هذا المنطلق، يوضّح الطبيب بأنه “يجب أخذ كل هذه التغييرات بعين الاعتبار، حيث ينبغي تفادي في هذه الحالة، القيام بمجهودات كبيرة، التي تتطلب من الرياضي

طاقة قد لا يتحملها الجسم بسبب الصيام”، مضيفا “بأن الإرهاق يكون باديا خلال الأيام الأولى لشهر رمضان، حيث يحدث تغيير النظام، يضاف إليه العامل البسيكولوجي الذي يؤثر نوعا ما على تحفيز الرياضي خلال الحصص التدريبية”.

هذه التأثيرات السلبية يمكن تداركها بواسطة عامل “التأقلم” والتي ينبغي على المدرب المساهمة فيها من خلال إعداد برنامج عمل خلال النهار وآخر بعد الإفطار، مع تقليص حدة العمل في النهار و ترك حجمه خلال السهرة”.

ويضيف الاختصاصي في الطب الرياضي، “بأن الأمور تسير على أحسن ما يرام بمراعاة قواعد الصحة و نظام غذائي سليم، إضافة إلى ذلك ينبغي تفادي الاستغناء عن الوجبات، حيث يجب على الرياضي تناول وجبتين وهما وجبة الإفطار المعتمد على السكريات والماء، ووجبة أخرى بعد التدريبات مع شرب كثيرا من الماء خلال الليل، بالإضافة إلى وجبة السحور التي لا ينبغي التخلي عنها و التي تتضمن أغذية مقوية تحسبا لليوم الموالي”.

ويقول الدكتور بأنه إذا اعتمد رياضي النخبة واحترم هذه التعليمات، فلن يكون له أي مشكل في الاسترجاع ولا أي خلل في تحضيراته ولا نقص يجب تداركه بعد شهر رمضان، خاصة مع اقتراب مواعيد هامة على غرار الألعاب الأولمبية.

“متابعة الرياضي بعد انقضاء شهر رمضان ضرورية ولازمة لتقييم إنجازاته”    

ويسجل الدكتور غلايمي ضرورة متابعة رياضي النخبة بعد شهر رمضان، مشيرا إلى أهمية تقييم إنجازاته أيام قليلة بعد انقضاء الشهر الفضيل حيث يقول: “ينبغي بصورة خاصة تقييم الرياضي، أسبوعا واحدا بعد نهاية شهر رمضان وذلك في مخبر (على بساط التدريب أو دراجة)، و بالخصوص بالنسبة لرياضيي السرعة أو عدائي المسافات نصف الطويلة، والتي من شأنها أن تعطي معلومات دقيقة من أجل تدارك النقص المسجل في ظرف قصير”.

وعن سؤال يتعلق بالنشاطات الرياضية لدى الرياضي العادي، أكد الدكتور بأنه يتماشى مع تتبع الصيام و خاصة خلال فصل الشتاء أي تكون الأيام القصيرة، شريطة أن يتفادى الرياضي بعض العادات السيئة.

ويقول الدكتور غلايمي في هذا المجال: “الصيام ليس مناقضا للممارسة الرياضية لدى البالغين بشرط أن تكون الحصة التدريبية أو المنافسة مخططة حسب خصوصيات نمط

العيش”، محذّرا بأن هناك قواعد ينبغي التقيد بها.

و أظهرت اختبارات و دراسات تم إنجازها، بأن التدريبات الرياضية ينبغي أن تجري بأقل حدة من المعتاد (حصة واحدة ثم يركن إلى الراحة في اليوم الموالي ثم حصة أخرى و

هكذا داوليك)، وهو ما يسمح له بإراحة المفاصل (الورك، الركبة، العرقوب) التي تتحمل كل الجهد في التدريبات، حسب المتحدث، الذي يضيف أن “التدريب اليومي قد يسبب لدى الرياضي نقصا في الدم مع نفاد المخزونات الطاقوية. كما عليه مراقبة الدقات القلبية حسب سنه وحالته الصحية وحدة الأيروبيك التي تحسب حسب سن الرياضي”.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!