-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

التسوية مع إسرائيل تمر من براميل النفط

صالح عوض
  • 6146
  • 0
التسوية مع إسرائيل تمر من براميل النفط

يخطئ الفلسطينيون والعرب عندما يعتقدون أن حلا للقضية الفلسطينية قد يتم دون أخذ موضوع النفط العربي في دائرة الحسبان، بل وفي المركز منها.. ذلك لأننا أصبحنا عرضة للمزاد العلني الرسمي بين أصحاب المصالح الغربيين والشرقيين.. نحن أصبحنا سوقا ضخمة في أتفه الأشياء للمصنوعات الصينية والكورية.. كما أصبحنا سوقا للمصانع العملاقة الأمريكية والأوربية في أشياء تبدو للوهلة الأولى إستراتيجية كالسلاح والطيران وفي كلا الحالين يوجد النفط والغاز الذي يغطي الاحتياجات وتحل الدول صاحبة المشاريع الاستراتيجية مشكلاتها الداخلية على صعيد البطالة والتنمية بإنفاق العرب والمسلمين على التوافه التي تحقق لهم أي شرط من شروط الاستقلال. ولذلك، فمن العبث أن يتخيل الفلسطينيون والعرب أن شيئا من حقوقهم سوف يكون قريب المنال إن لم يجيدوا التعامل مع ثرواتهم وإمكاناتهم البشرية والطبيعية.. فالعقول العربية والفلسطينية التي أصبحت تعاني النزيف المستمر والهجرة المستمرة، كما تعاني ثرواتهم المتعددة هدرا لها وصرفا في غير الاستراتيجي.. ومن هنا بالضبط لن يكترث الأعداء التاريخيون برغبة الفلسطينيين في التسوية وكيفما اتفق، كما يبدو من صريح تصرفات الساسة الفلسطينيين والعرب الآن.. فهم يدمرون العراق ويحتلون الخليج للسيطرة على النفط العربي وهم يحاولون تحييد إيران لكي يبقى لهم الملعب فارغا بعيدا عن أدوار إقليمية قد تعكر صفو مخططاتهم.. فبرميل النفط هو العنوان الأكثر بروزا في المشروع الأمريكي القادم للمنطقة العربية.. فمن السودان الى الخليج أصبحت المنطقة كلها مسرح عمل للقوات العسكرية الأمريكية والغربية. في هذا المناخ المتصاعد تتوعد إسرائيل أي كان بأنها سترد على أي عدوان بقوة ولن تتسامح مع ايران..وفي هذا المناخ تتواصل تهديدات إسرائيل للمقاومة الفلسطينية والمقاومة اللبنانية وبعض الدول العربية التي تحاول ان تستفيد من وقت المناورة. انها سحب كثيفة مظلمة تلف المنطقة كلها ولا إمكانية لمواجهتها بإطلاق العنان للأماني الطيبة بالتسوية والسلام مع إسرائيل، فإن السد العالي في مصر في مرمى صواريخ إسرائيل، كما أن جسور القاهرة وبيوت العرب في كل مكان ومستشفياتهم ومؤسساتهم كلها تقع تحت طائلة القصف الأمريكي في لحظة الصفر. لن يجني العرب والفلسطينيون شيئا من تنازلاتهم حتى الشفقة من الجلاد، ليس بالإمكان هنا بالضبط يكون الموقف التاريخي للعرب أن يتراجع حكامهم عن التنازل المجاني عن 80 % من فلسطين ويجددوا تمسكهم بالحق العربي، وهكذا نكون قد أعدنا الاعتبار للحقائق التاريخية والطبيعية للصراع.. وعندها تتجلى معاني الكرامة والانتصار.     

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!