-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
مختصون في الاقتصاد الفلاحي يحذرون:

التقلبات الجوية ترهن الأمن الغذائي الوطني

الشروق
  • 1036
  • 1
التقلبات الجوية ترهن الأمن الغذائي الوطني
ح.م

أعادت التقلبات الجوية التي شهدتها عدة مدن على الصعيد الوطني، لاسيما الولايات المعروفة بإنتاجها الفلاحي، الحديث عن غياب المخزون الاستراتيجي الذي يضمن استقرار أسواق المنتوجات الفلاحية، ويحافظ على الأمن الغذائي من المنتوجات الوطنية.
واعتبر عدد من المختصين في الاقتصاد الفلاحي، أن الأمن الغذائي الذي يتحقق باستيراد الغذاء من الخارج، يعكس هشاشة السياسة الفلاحية الوطنية، التي تستدعي إعادة مراجعتها، لاسيما في ظل ظهور ما أصبح يُعرف بالسيادة الغذائية، بعد اعتماد الغالبية العظمى من الفلاحين على مستوى القطر الوطني وحتى في بلدان عربية مجاورة، في الزراعة على البذور المعدلة جينيا والتي تستورد من الخارج، وهو ما يجعل مواسم الحرث والزرع تحت رحمة مخابر معالجة البذور الموجودة ما وراء البحر.
وأدت التقلبات الجوية الأخيرة إلى إتلاف كميات معتبرة من محاصيل موسم الزراعة الشتوية، رغم أنها تتحمل برودة الشتاء والرياح ويمكنها أن تنمو فيها من دون تأثير ضار عليها، على غرار الطماطم الحقلية والبطاطا والفلفل، والجزر وغيرها من المزروعات التي تزرع من أكتوبر إلى ديسمبر، ويتم جنيها منذ بداية فيفري إلى غاية نهاية الموسم الشتوي، حسب كل نوع، أما الزراعة الصيفية لكل من محصول الدلاع والبطيخ والبطاطا الصيف والطماطم الصناعية وغيرها من الزراعات التي تبدأ في شهر فيفري إلى نهاية ماي، فقد أثرت التقلبات الجوية الأخيرة على كثير منها، فهناك التي جرفتها السيول وأخرى دفنت جراء الرياح والرمال الزاحفة.
وأمام هذه المخاطر وغيرها، دق خبراء ومهندسون في الفلاحة، ناقوس الخطر، وشددوا على مواجهة المخاطر بالحقيقة، من أجل الوصول إلى إنتاج وطني قابل للاستهلاك البشري من خلال إخضاع الفلاحين والمنتجين لمعايير السلامة الصحية ومراقبة مراحل تسميد التربة بالمواد الكيميائية ومحاربة الآفات والحشرات الضارة بعقلنة استعمال المبيدات الحشرية، حتى يكون الإنتاج الفلاحي الموجه للاستهلاك المحلي بنفس المعايير التي يتوجب مراعتها للمنتوجات الموجهة للتصدير لاسيما للدول الأوربية، وذلك بإشراك المهندسين الفلاحين الذين تضخهم الجامعات بالعشرات كل سنة في عملية المراقبة والمتابعة، كما أكدوا على دعم وتشجيع وحدات إنتاج بذور المحاصيل الإستراتيجية على المستوى الوطني وذلك من أجل تحقيق السيادة الغذائية، بالإضافة لإعادة النظر في تنظيم ما يصطلح عليه بالمخزون الاستراتيجي للمواد الفلاحية، الذي يضمن عدم تذبذب تموين الغذاء في الأسواق وكذلك المحافظة على الأسعار بما لا يضر المستهلك ولا الفلاح والمنتج، مع إرساء ثقافة التصدير الفائض من الإنتاج للخارج بعد تنظيم البيت الداخلي، وتقوية الصناعة التحويل الغذائي.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • tarik

    كلش نجيبوه من الخارج و تقلنا أمن غذائي ؟؟؟؟؟؟