-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
يسبّب الربو والحساسية واضطرابات في النوم وقلق ومحاولات انتحار

التهاب الجلد التأتبي .. مرض مزمن يقلب حياة المرضى

كريمة خلاص
  • 1202
  • 0
التهاب الجلد التأتبي .. مرض مزمن يقلب حياة المرضى

أكدت البروفيسور سميرة زوبيري، رئيسة مصلحة الأمراض الجلدية بمستشفى “مصطفى باشا” الجامعي، أن التهاب الجلد التأتبي أو ما يعرف بـ”الإيكزيما أتوبيك”، مرض مزمن يؤثر، بشكل كبير جدا، على نوعية حياة المصابين به وقد يتطور إلى الإصابة بأمراض أخرى كالربو والتهابات العين وغيرها، وقد يصل أيضا إلى الإصابة بأمراض القلب والشرايين وحتى السكري.

وأوضحت البروفيسور زوبيري، الأربعاء، خلال دورة تكوينية للصحفيين بالعاصمة نظّمها مخبر “سانوفي”، أنّ المرض يصيب بشكل أكبر الأطفال الرضع بين 3-6 أشهر والأطفال الأقل من تسع سنوات، كما يصيب البالغين بدرجة أقل، وينتشر المرض لدى الفئة العمرية الأقل من عام بنسبة تقارب الـ60 بالمئة.

ويظهر المرض، الذي يعد من الالتهابات الجلدية الشائعة، في شكل بقع حمراء على مستوى الوجه بالأخص بالنسبة للرضع والرقبة والرأس عند البالغين، تسبّب حكة شديدة وانتفاخا، واضطرابات في النوم وحالة قلق حاد، حيث أشارت المختصة إلى عوامل عديدة تؤدي إلى الإصابة بالمرض منها عوامل جينية ومناعية وأخرى متعلقة بترطيب الجسم وحفاظه على كمية الماء اللازمة بداخله، ما ينجر عنه تشققات في الطبقة الخارجية للجلد تكون منفذا لعديد الجراثيم والأمراض.

وغالبا ما تتحسّن الحالة الصحية للمصابين الأطفال بعد سن التاسعة، لكنها قد تعاود الظهور عند البلوغ، وهو ما يؤثر، بشكل كبير، على الحياة الدراسية والمهنية للمصابين لدى 20 بالمائة منهم، حيث يعيق الحياة الطبيعية ويتطلب تكفلا متعدّد الاختصاصات خاصة الجانب النفسي، فقد يدخل الفرد في حالة اكتئاب وقلق بسبب النوبات المتكررة.

واستندت المتحدثة إلى دراسات علمية أجريت على المرضى تفيد أنهم يقضون نحو 18 ساعة يوميا في الحكة، ناهيك عن الألم الذي يصاحبها لدى 61 بالمائة واضطرابات النوم التي تصيب 68 بالمائة.

وقالت البروفيسور زوبيري، إن خطر الانهيار العصبي يرتفع لدى 1.7 بالمئة من المصابين، كما أن خطر الانتحار يرتفع أيضا لدى 2 بالمائة.

ودعت المختصة إلى إيلاء أهمية كبيرة لهذا المرض وعدم تجاهله والاستهانة بعلاجه الذي يتطلب وقتا طويلا وحرصا شديدا وبتقدير نسبي، فإن العلاج المتمثل أساسا في مرطبات وكريمات جلدية، يتطلب قرابة الـ12 ساعة أسبوعيا وهو وقت قد لا يكون متاحا للكثير من الأمهات والآباء نظرا لمسؤولياتهم المتعدّدة مع أسرهم وأعمالهم.

وركّزت سميرة زوبيري على ضرورة ترطيب الجسم والاستمرار في العلاج لمدة طويلة من أجل تفادي مضاعفات المرض وتطوره إلى الإصابة بربو أو حساسية مفرطة، على اعتبار أن 10 بالمائة من المرضى معرضون إلى الإصابة بأمراض مرافقة ناجمة عن التهاب الجلد التأتبي، كما أن 15 بالمائة من الأطفال معرضون للإصابة بحساسية غذائية.

وأفادت رئيسة مصلحة الأمراض الجلدية بمستشفى “مصطفى باشا”، أنّ مرض “الإيكزيما أتوبيك” غير معترف به في الجزائر كمرض مزمن كما أن بعض الأدوية المستعملة في البروتوكول العلاجي غير معوّضة، وهي غالية لا يستطيع الاستمرار في توفيرها الكثير من الأولياء، رغم أنها مصنعة محليا وأساسية في العلاج، ولفتت الانتباه في السياق ذاته، إلى وجود أدوية مبتكرة تساهم في تحسين نوعية الحياة وتفادي تطور المرض إلى الإصابة بتعقيدات أخرى ومباعدة النوبات، لكنها، للأسف، “غير متوفرة في بلادنا”، على حد تعبيرها.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!