-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
صاحب أول دراسة استشرافية حول كورونا نبيل كحلوش لـ "الشروق":

الجزائر أمام 3 سيناريوهات لتطور الحالة الوبائية

نادية سليماني
  • 18108
  • 6
الجزائر أمام 3 سيناريوهات لتطور الحالة الوبائية

التحكم في توفير الأوكسجين والتلقيح أول بوادر الفرج

قدم الباحث في الدراسات الإستراتيجية والأمنية، نبيل كحلوش، دراسة مستقبلية تشرح وبالتفاصيل الدقيقة تطور الحالة الوبائية لفيروس كورونا بالجزائر.

وخلصت الدراسة إلى أن الوضعية الحالية تحتمل ثلاثة سيناريوهات، فإما خروج بسلام من الذروة الحالية، وإما استقرار نسبي حذر، أو استمرار الوباء..

دراسة مهمة أنجزها الباحث في العلوم الاستراتيجية والأمنية، نبيل كحلوش، إثر تفاقم الوضعية الوبائية لفيروس كورونا بالحزائر.

“الشروق” تواصلت مع الباحث، ليشرح لنا أكثر عن الوضعية الوبائية الحالية التي تعيشها الجزائر، التي تضمنتها دراسته،فقال لنا بأن الحالة الوبائية في الجزائر شهدت خلال شهر جويلية الماضي، مستوى معقدا من خلال ارتفاع عدد الإصابات والوفيات، وتزايد الطلب على مادة الأكسجين مع انقسام في الرأي العام حول الإقبال على أخذ اللقاحات الموفرة لحد الآن.

والنتيجة بحسبه، وصول عدد الإصابات عتبة 2000 إصابة لأول مرة منذ حلول الجائحة العالمية بالجزائر شهر مارس 2020، وارتفاع عدد الوفيات في أسرة الإنعاش، الذي تجاوز 40 وفاة، وهو رقم مهول لم يسبق للجزائر تسجيله،والوضعية “الخطيرة”، حسب محدثنا ” تتطلب ضرورة رصد مستقبل تطور الحالة الوبائية، من أجل إيجاد الصيغة الأحسن في احتوائها بأخف الأضرار الممكنة”.

واعتمد محدثنا، في دراسته على ما يسمى منهجية التحليل المورفولوجي، الذي يقوم على تفكيك الظاهرة إلى مكوناتها الأساسية، ثم دراسة افتراضات تطور كل مكون على حدة، قبل أن يتم إعادة جمع المكونات مع بعضها بعضا وتشكيل التوليفات المختلفة. وكذا تقنية دولاب المستقبل من أجل رصد التأثير المتسلسل للآثار الناجمة عن الأزمة وكذا تقنية مصفوفة التأثير المتبادل (الماتريكس) التي تتيح للباحثين معرفة مجمل التأثيرات المتبادلة بين المتغيرات الحساسة، زيادة على استعمال تقنية خرائط الإدراك الضبابي لقياس نسبة كثافة التعقيد في هذه الأزمة ومعرفة المتغيرات والعوامل الأكثر أهمية التي ينبغي التركيز عليها.

أزمة الأكسجين قد تتفاقم إذا لم نتدارك الأمر

وخلص الباحث لوجود سيناريوهات ثلاثة للوضعية الحالية، أولها سيناريو اسود (كارثي)، وسيناريو رمادي، والسيناريو الأبيض، وهو المطلوب. كما قسم المكونات الأساسية للظاهرة الوبائية إلى خمسة مكونات، والمتمثلة في عدد الإصابات، عدد الوفيات، الحجر الصحي، أزمة الأكسجين ونطاق التلقيح.

وحددت الدراسة التطورات المحتملة لكل مكون كالآتي، وهي إما ارتفاع في الإصابات وتعقد الوضعية، وإما استقرارها واحتواؤها، وإما الانخفاض وانتعاش النظام الصحي. ولكل سيناريو احتمالاته المتمثلة في إما حجر كلي، او تمديد الحجر الجزئي، أو رفع الحجر كلية، حسب تغير المسار، وهو ما ينتج عنه تفاقم للأزمة أكثر، أو تواصل لها بالمستوى الحالي نفسه، أو انفراج لها. مع انحسار تام في نطاق التلقيح, أو تباطؤ في نطاق التلقيح او توسع سريع فيه.

وشرح لنا الباحث السيناريوهات الثلاث المحتملة، اولها السيناريو الأسود (الكارثي)، ويتحقق هذا السيناريو في حالة اجتماع الافتراض الأسوأ لكل مكون من مكونات الحالة الوبائية، “أي سيتوجه النظام الصحي الجزائري إلى التعقيد، وتصبح الدولة في أقصى حالة من حالات الطوارئ إذا استمر عدد الإصابات في الارتفاع مع عدد الوفيات، مما يؤدي إلى ازدياد الإقبال على مادة الأكسجين، ما يؤدي لندرتها ويزيد في أزمتها.. وباحتساب انحسار نطاق التلقيح وعدم الإقبال على التطعيم فإن هذا يعني ارتفاع نسبة الإصابات الخطيرة وتعقيد أزمة الأكسجين أيضا، هذا الأمر يؤدي مباشرة إلى انفلات الوضع الصحي والاجتماعي، الذي يتطلب حينها الانتقال إلى الحجر الكلي”. والنتيجة، حسبه، ستكون سلبية وخطيرة على المرضى والدولة والمجتمع وأكد أن هذا السيناريو مستبعد جدا حسب المؤشرات المتوفرة حاليا والتي تدعوا للتفاؤل.

أما السيناريو الثاني وهو “الرمادي”، والذي يتحقق في حالة اجتماع الافتراضات الوسطى لكل مكون، أي سيكون النظام الصحي الجزائري، قادرا على المقاومة والاحتواء النسبي للوضع، في حالة ما استقر عدد الإصابات، بحيث يستقر الإقبال على مادة الأكسجين فتستقر أعداد الوفيات عند الحدود الحالية دون أن ترتفع أكثر، “وهذا سيجعل الحجر الجزئي كافيا دون حاجة للانتقال إلى الحجر الكلي، ولكن مع شرط أن يستمر توسع نطاق التلقيح ولو ببطء”.

النتيجة ستكون تباطئا في احتواء الوضع من الناحية الزمنية، ولكن المسار يكون صحيحا مع تفادي الانفلات التام وانهيار المنظومة الصحية أكثر.

والسيناريو الأخير الذي نتمناه، وهو “الأبيض”، يتحقق عبر عودة الإصابات إلى الانخفاض مجددا، مثلما حدث في أواخر شهر نوفمبر 2020، أين انخفضت بعد ارتفاعها ما بين أواخر أكتوبر وبداية نوفمبر إلى أقل من 1000 إصابة، مما يعني انخفاضا في عدد الوفيات وكذلك انخفاضا في الإقبال على مادة الأكسجين بحيث تنفرج أزمتها. مع ارتفاع احتمالية رفع الحجر الصحي كليةً في حالة ازدياد نطاق التلقيح بشكل سريع، الأمر الذي يوفر أكبر نطاق من المناعة الجماعية ويقلل من أعداد الحالات المستعصية.

ومن أجل تحقيق السيناريو الثالث الأبيض، يرى نبيل كحلوش بأنه لا بد من اتباع خطوات صارمة جدا في هذا الوقت الحساس، لتفادي انزلاق الوضع نحو السيناريو الكارثي، “عن طريق ضرورة الحفاظ على الاستقرار النسبي للمنظومة الصحية حاليا لتفادي انهيارها، بالتزامن مع التحول التدريجي إلى الأحسن لتحقيق الاستقرار التام وإخراجها من حالة الطوارئ، ثم إعادتها إلى الحالة الطبيعية”.

حلول وتوصيات الدراسة لتجاوز الأزمة

ودعا صاحب الدراسة إلى رفع قدرات إنتاج مادة الأكسجين مع وضع استثناءات قانونية للتسهيل الجمركي التام في استيراد مختلف معداتها ولواحقها، مع تنظيم التوزيع وتفعيل عمل فرق البحث والتحري لمصادرة سلع المضاربين، وضرورة التحسيس بأهمية شراء أجهزة قياس نسبة الأكسجين في الدم المحمولة، ليكون الشخص على اطلاع بحالته بدلا من التوجه نحو أقسام الاستعجالات بناء على معلومات خاطئة، مما يزيد من الضغط على تلك الأقسام.

ومن بين النقاط المهمة حسب محدثنا إعادة النظر في كيفية التعامل مع مادة الأكسجين، لتوجيه المعنيين إلى استخدامها بالشكل الصحيح. مع تسريع وتيرة التطعيم في المدن الكبرى ذات الكثافة السكانية العالية لتقليل العدوى وتجاوز سقف 3.5 مليون شخص أخذ اللقاح إلى 4.5 مليون بحلول 10 أوت لتحقيق نسبة تقارب 10% من سكان الجزائر، مع توقُّعٍ بارتفاع النسبة إلى ما يفوق 50% من السكان -أي أكثر من 22 مليون مُلقَّح- بحلول سنة 2022م. كما يوصي ذات الباحث أيضا بانتهاج سياسة اتصالية فعالة قائمة على التوازن بين ثنائية (الصدمة الإيجابية، والتفاؤل دون تيئيس) وهذا عبر تمرير المعلومات الدقيقة التي تشرح أهمية الوقاية ووضع الرأي العام أمام الحقيقة من جهة وتشرح علميا كل ما يتعلق بمسألة اللقاحات من جهة أخرى.

وشدد المتحدث، على ضرورة تجند وسائل الإعلام، عن طريق استضافة المختصين لتقديم المعطيات التقنية الدقيقة، وتفادي بث أو نشر أي محتويات فاقدة للمصداقية من شأنها تغليط الرأي العام بواسطة أشخاص يظنون أن العلم مبني على الآراء بدلا من المعلومات. مع التوصية بتكثيف الدورات التدريبية في الإسعافات الأولية وبالأخص عند الطلبة الجامعيين وهذا لتأسيس ثقافة صحية بإمكانها البقاء ومواكبة المستجدات لوضع اللبنة الأساسية للأمن الصحي في الجزائر عبر تحلي شبابها بالمهارات اللازمة في احتواء الطوارئ الصحية التي بإمكانهم التدخل فيها لمساعدة النظام الصحي.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
6
  • لا تنسوا التضرع إلى الله

    قال الإمام جعفر الصادق رحمه الله تعالى : ((عجبت لمن فزع من أربع كيف لا يفزع إلى أربع : عجبت لمن خاف كيف لا يفزع إلى قوله عز وجل: ” حسبنا الله ونعم الوكيل ” فاني سمعت الله جل جلاله يقول بعقبها: ” فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء ” . وعجبت لمن اغتمّ كيف لا يفزع إلى قوله عز وجل: ” لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ” فاني سمعت الله عز وجل يقول بعقبها: ” فاستجبنا له ونجَّيْنَاهُ من الغمّ وكذلك ننجي المؤمنين ” . وعجبت لمن مكر به كيف لا يفزع إلى قوله: ” وأفوض أمري إلى الله إن الله بصير بالعباد ” فاني سمعت الله جل وتقدس يقول بعقبها: ” فَوَقَاهُ الله سيئات ما مكروا “. وعجبت لمن أراد الدنيا وزينتها كيف لا يفزع إلى قوله تبارك وتعالى: ” ما شاء الله لا قوة إلا بالله ” فاني سمعت الله عز اسمه يقول بعقبها: ” إن تَرَنِ أنا أقلَّ منك مالا وولداً فعسى ربي أن يؤتين خيراً من جنَّتِك “.))

  • كمال

    بمثل هؤلاء الخبراء ضاعت الجزائر

  • هشام

    ههههههههه تعبتونا بلاش، هل هذه دراسة!!!!

  • خليفة

    المشكل المطروح حاليا يكمن في مدى توفر اللقاح و بالكمية الكافية ،و تبقى هذه المسالة معلقة على الاستيراد من خارج الوطن و بالضبط من الصين ، فاذا تعطل تتابع دفعات اللقاح المستوردة ،فهذا يوثر سلبيا على المواطنين غير الملقحين ،و ايضا على المواطنين الذين اخذوا الجرعة الاولى فقط من اللقاح ، و لذا لابد ان تحرص السلطات المعنيية على ضمان توفر اللقاح ،حتى لا نقع فيما لا يحمد عقباه.

  • لحسن سطيف

    مقارنة بسيطة وجب علينا ملاحظتها . في كثير من الدول الغربية يصل عدد الإصابات بالفيروس التاجي إلى أكثر من عشرة آلاف إصابة يوميا بينما لا يتعدى عدد الوفيات العشر أشخاص ؛ أما هنا في الجزائر نلاحظ ما يلي : عدد الإصابات حوالي ألف إصابة يوميا و عدد الوفيات بالعشرات !!!!!!!!!!!! نستنتج أن كل من يدخل مصلحة الإنعاش و (العناية المركزة) يواجه مصير الحتمي ألا و هو الموت .

  • Rima

    هذا ما يسمى لغة الخشب الخبير لم تاتي بجديد سمعنا هذا الحديث و اكتفينا منه و بلغنا درجة الثمالة الاحتمالات معروفة لكن اي منها سيكون من نصيب هذا الشعب البائس بؤس مسيريه اللهم احفظنا و استرنا و عافينا و اعفو عنا و تولنا برحمتك و تب علينا و ارفع عنا الوباء يا رحمن يا رحيم