-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
القمة السابعة لمنتدى الدول المصدرة بعيون خبراء أجانب

الجزائر بلد موثوق.. مشجع للاستثمار الأجنبي وممون استراتيجي بالغاز

كمال. ل
  • 3052
  • 0
الجزائر بلد موثوق.. مشجع للاستثمار الأجنبي وممون استراتيجي بالغاز
أرشيف

أجمع خبراء أجانب في مجال الطاقة والغاز، في تصريحات لوكالة الأنباء الجزائرية، على أن القمة السابعة لمنتدى الدول المصدرة للغاز، التي ستحتضنها الجزائر ما بين 29 فبراير الجاري و2 مارس القادم، تشكل فرصة مثالية لرسم مسار مستقبل صناعة الغاز العالمية، لاسيما وأنها تنعقد في ظل أوضاع جيوسياسية استثنائية من شأنها التأثير على هذه الصناعة الاستراتيجية.
في هذا الإطار، أكد المدير التنفيذي لشركة “غازكاد” (Gascade) الألمانية المتخصصة في النقل الدولي للغاز الطبيعي، أولريخ بنتاربوش، أن هذه القمة تعد “حدثا عالميا مهما”، ومنصة “مثالية للتواصل بين الدول المصدرة والمستوردة للغاز، وكذا فرصة لتبادل الرؤى حول تطوير الأسواق الغازية”. كما لفت الخبير الألماني في مجال الغاز إلى أن قمة الجزائر ستشكل أيضا فرصة “لرسم مسار مستقبلي للصناعة الغازية، لاسيما في التخطيط وإدارة حجم الإنتاج والتصدير ومناقشة أهم التحديات”.
وأشار إلى أن “إمدادات الطاقة والأسواق الغازية تخضع حاليا إلى عدة تحولات وهو الأمر الذي ستضطر الدول للتكيف معه ومناقشته خلال القمة”، مبرزا أن “استضافة الجزائر لهذا الحدث يعكس دورها الهام في المشهد الطاقوي وفي تأمين إمدادات الغاز لأوروبا حاليا، وكذا تأمين الهيدروجين الأخضر مستقبلا”.
من جهته، أكد ألكسندر فرولوف، نائب المدير العام لمعهد الطاقة الروسي، على أهمية القمة التي ستحتضنها الجزائر، مبرزا ان اللقاء والاجتماعات المصاحبة له ستكون “فرصة لتنسيق الجهود بين الدول الأعضاء كون الاتفاقيات والتفاهم المتبادل بينها أصبحت أكثر أهمية من أي وقت مضى”، في ظل التوترات الجيوسياسية الحاصلة.
ومن المرتقب خلال هذه القمة – يضيف – بحث جملة من النقاط على غرار إعطاء المنتدى دورا أكبر في المشهد الطاقوي العالمي لاسيما في سوق الغاز، علاوة على دراسة عدد من المشاريع المشتركة بين الدول الأعضاء، لاسيما في القارة الإفريقية، وكذا بحث ارتفاع الطلب على الغاز عالميا، مؤكدا أن “الغاز الطبيعي سيظل أحد أهم مصادر الطاقة”.
وفي تطرقه إلى دور الجزائر في سوق الغاز العالمي، أكد فرولوف أن “أهمية الجزائر كمصدر للغاز إلى أوروبا تزايدت بشكل ملحوظ خلال العامين الماضيين”، مشيرا إلى أن قمة الجزائر يرتقب ان تبحث عددا من المشاريع الطاقوية المشتركة خاصة في افريقيا على غرار مشروع أنبوب الغاز بين نيجيريا والجزائر.
أما الخبير المصري في مجال الطاقة، الدكتور سامح نعمان، فاعتبر بدوره أن القمة المرتقبة بالجزائر حدث عالمي هام، لاسيما وأن الدول المُشَكلة للمنتدى تمثل حوالي 70 بالمائة من احتياطيات الغاز العالمية المؤكدة، وأكثر من 40 بالمائة من الإنتاج المسوق، وحوالي نصف صادرات الغاز الطبيعي المسال. وعليه تكتسي قمة الجزائر، حسب نعمان، أهمية بالغة باعتبار أنها ستكون منصة لتعزيز التعاون الدولي ومناقشة التحديات الراهنة للطاقة ومستقبل صناعة الغاز. وأكد أن الجزائر لها دور رئيسي وهام جدا في سوق الغاز على المستوى الدولي، وهي الأهمية التي ازدادت مؤخرا، مبرزا أهمية خطوط الغاز التي تربط الجزائر بإسبانيا وإيطاليا.
ونوّه الخبير بأهمية “النظرة المستقبلية” للجزائر في مجال الطاقة، والتي تترجمها – حسبه – الاستثمارات التي قامت بها في مصادر طاقوية مختلفة، على غرار الهيدروجين الأخضر، “ما يجعل من الجزائر محورا وعمودا فقريا في الطاقة على مستوى العالم”. كما أشار إلى أن صناعة الغاز على مستوى العالم تواجهها جملة من التحديات، وفي مقدمتها التحديات الجيوسياسية، وكذا ركود الإنتاج الصناعي في عدد من الدول نتيجة التضخم، بالإضافة إلى توجه عدد من الدول نحو الطاقات المتجددة، كل هذه التحديات بإمكانها التأثير على صناعة الغاز.
من جهته، أكد المستشار في الطاقة، خالد العوضي، أن هذه القمة ستعزز مكانة الدول المصدرة للغاز، لافتا إلى أنه، مع ضرورة التحكم في أسواق الغاز، “بإمكان المنتدى التحول إلى منظمة شبيهة بمنظمة أوبك، وتأدية نفس مهامها في مجال الغاز”. وأشار إلى أن “الجزائر بموقعها الاستراتيجي الهام واستقرارها الأمني ومواردها الأحفورية النظيفة المتميزة بنوعيتها الرفيعة تجعل منها بلدا موثوقا، كما يجعل منها قانون المحروقات المتضمن عدة تحفيزات هامة بلدا مشجعا للاستثمار الأجنبي”.
وفي نفس المنحى، أكد الخبير في الطاقة ومستشار التحرير في منصة “الطاقة” المتخصصة، الدكتور أنس بن فيصل حجي، أن الغاز “لم يعد جسرا للمستقبل، بل أصبح، بعد فشل العديد من سياسات التغير المناخي، هو المستقبل بحد ذاته”، مشيرا إلى أن القمة السابعة لرؤساء وحكومات الدول المصدرة للغاز تأتي لتؤكد على الدور الاقتصادي والسياسي للغاز.
وأضاف بالقول: “في ظل التغير الطاقوي الحالي، يعد الغاز الوقود الوحيد الذي يملك ميزات تجعل منه الوقود المفضل، خاصة أن طاقة الرياح والطاقة الشمسية مازالت متقطعة، وبطاريات التخزين مكلفة” وأكد أنه في ظل هذه الظروف تأتي أهمية الجزائر ليس فقط بصفتها مصدرا للغاز إلى أوروبا عبر الأنابيب، وإنما “كون موقعها الاستراتيجي القريب من أوروبا، وعدم مرور غازها المصدر إلى أوروبا عبر المضائق المائية، عوامل تجعل منها ممونا استراتيجيا”، يضيف حجي.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!