-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
جمعت المعارضة والحكومة للتأكيد على اتفاق السلم

الجزائر تحصّن جبهة مالي لمواجهة المناورات الفرنسية

محمد مسلم
  • 1834
  • 0
الجزائر تحصّن جبهة مالي لمواجهة المناورات الفرنسية

التأمت بالجزائر على مدار يومين بالعاصمة، الأطراف الموقعة على الاتفاق من أجل السلم والمصالحة في مالي، وحصلت منهم على الالتزام بتنفيذ البنود المنبثقة عن مسار الجزائر، وكذا الاحترام التام للقرارات التي ستتخذ على هذا الصعيد.

وحرصت الجزائر بصفتها المشرفة على قيادة الوساطة الدولية ورئيسة لجنة متابعة الاتفاق لاستعادة السلم والاستقرار في مالي، على جمع فرقاء الأزمة في مالي، وحثتهم على الإسراع في ترتيب البيت الداخلي، وذلك من خلال الإسراع في تنفيذ الاتفاق من أجل السلم والمصالحة في مالي المنبثق عن مسار الجزائر، وذلك بهدف قطع الطريق على المناورات الخارجية، وهو الاجتماع الذي أطره المبعوث الجزائري الخاص المكلف بمنطقة الساحل وإفريقيا، بوجمعة ديلمي.

وضم الوفد المالي الذي حضر اجتماع الجزائر، كل من وزير المصالحة الوطنية، العقيد إسماعيل واغي، من جهة، وممثلي الحركات الموقعة على اتفاق الجزائر من جهة أخرى، وتم التباحث حول مواضيع متعلقة بالسبل الكفيلة بتسهيل التنفيذ السريع لبنود اتفاق الجزائر. وقد التزم المجتمعون بمواصلة المناقشات بمجرد عودتهم إلى باماكو من أجل رفع جميع القضايا العالقة التي عطلت حتى الآن، تجسيد مسار السلم وتوفير أفضل الظروف لعقد الدورة المقبلة للجنة المتابعة.

وتم التوقيع على اتفاق السلم في عام 2015 بالجزائر، غير أن الأطراف المالية لم تلتزم بتنفيذه رغم المحاولات الجزائرية المتكررة، والتي كثيرا ما اصطدمت بعراقيل، أرجعها مطلعون على هذا الملف، إلى الوجود العسكري الفرنسي في هذا البلد، والذي لعب دور المزعزع للاستقرار بدل الدور الذي جاء من أجله وهو حفظ الأمن، وذلك من خلال دعم بعض الأطراف على حساب أخرى.
وتصر كل من الجزائر والحكومة المالية على ضرورة جمع فرقاء الأزمة في هذا البلد من أجل تسوية هذا الملف عن طريق الحوار، الذي أفرز بنودا زكتها المجموعة الدولية وعلى رأسها الأمم المتحدة، تذهب فرنسا إلى فرض الحل العسكري مستغلة “عملية برخان” التي أطلقتها لفرض خيارها على الشعب المالي، بداعي محاربة الإرهاب.

وبينما كان الفرقاء الماليون مجتمعين في الجزائر، انتقد وزير الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، رمطان لعمامرة، ما تقوم به فرنسا في مالي، وقال في تصريحات خص بها السبت، قناة “روسيا اليوم” إننا “نعتبر تصريحات فرنسا بخصوص مالي تدخلا في شؤونها الداخلية وعبرنا عن تضامننا معها”، كما عبر عن “رفض الجزائر لأي تواجد عسكري في إفريقيا، ونعترف بحق الدول الصديقة في اتخاذ ترتيبات للدفاع عن نفسها”.

ويتضح من كلام رئيس الدبلوماسية الجزائرية أنه موجه مباشرة إلى فرنسا، التي يبدو أنها لا تزال تسعى إلى لعب دور الوصي على المستعمرات السابقة، وهو ما كان وراء تصريح رئيس الجمهورية الذي دعا في لقائه الأخير بوسائل الإعلام، باريس إلى نسيان أن الجزائر كانت مستعمرة سابقة.

وكان رئيس الوزراء المالي تشوغويل مايغا قد اتهم عناصر الجيش الفرنسي المتواجدة على التراب المالي، بتشكيل وحماية جماعات مسلحة متطرفة في المناطق الشمالية الشرقية لبلاده والقريبة من الحدود الجنوبية للجزائر، ومنع الجيش المالي من الوصول إليها، وهو الأمر الذي وصفه بالخطير والمتناقض مع المهمة التي جاء من أجلها تحت غطاء أممي.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!