-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
بعد فراغها من تنظيم قمة عربية ناجحة

الجزائر تصوّب اهتمامها نحو استكمال المشاريع الاستراتيجية

محمد مسلم
  • 7562
  • 0
الجزائر تصوّب اهتمامها نحو استكمال المشاريع الاستراتيجية
أرشيف

بعد نجاحها اللافت في تنظيم القمة العربية الـ31، والتي أخذت الكثير من الجهد والوقت، تحررت الجزائر من هذا الملف الحساس، ويممت وجهها نحو مشاريعها الاستراتيجية والحيوية في القارة السمراء، وفي مقدمتها إتمام مشروع أنبوب الغاز الجزائري النيجيري.
وفي هذا الصدد، استقبلت الجزائر كلا من وزير الخارجية النيجيري، جيفري أونياما، ووزير التعليم التقني والتكوين المهني، لجمهورية النيجر كاسوم مامن مختار، اللذين يوجدان في زيارة عمل، وحظيا باستقبال الرئيس عبد المجيد تبون، رغم ازدحام أجندته، إذ سافر الأحد إلى مصر للمشاركة في قمة المناخ.
وكانت لوزير الخارجية النيجيري مباحثات مع نظيره الجزائري، تمحورت حول “العلاقات الاستراتيجية بين الجزائر ونيجيريا وآفاق تعزيزها في مختلف المجالات”، كما تمت “إعادة تأكيد التزام الطرفين على تنفيذ المشاريع الهيكلية التي تم إطلاقها بشكل مشترك في المجال الاقتصادي، على وجه الخصوص خط أنابيب الغاز الجزائر- نيجيريا، والطريق العابر للصحراء ووصلة الألياف البصرية المحورية”، وفق ما جاء في منشور على موقع وزارة الخارجية على شبكة التواصل الاجتماعي “فيسبوك”.
ويشغل البلدان الثلاثة مشروعا واحدا، وهو أنبوب الغاز الجزائري النيجيري، الذي يصل أوروبا مرورا بأراضي دولة النيجر، وهو ما يعطي لهذا التزامن حرصا من قبل الجانب الجزائري على العمل من أجل الإسراع في إنهاء هذا المشروع الذي طال انتظاره.
ويبدو أن الجزائر انتقلت إلى السرعة القصوى من أجل إتمام مشروع أنبوب الغاز الجزائري النيجيري الذي يقارب عمره العقدين من الزمن، بعدما تحول إلى أداة للمناورات السياسية والدبلوماسية من قبل بعض الأطراف، والتي لم تدخر جهدا من أجل التشويش عليه، عبر التصريحات والبيانات خاصة، والإشارة هنا إلى نظام المخزن المغربي.
وكانت الدول الثلاث قد وقعت على مذكرة تفاهم للشروع في تجسيد خط أنابيب للغاز الطبيعي عبر الصحراء الكبرى في جويلية المنصرم، من خلال إعادة تفعيل محادثات خاصة بالمشروع، الذي من شأنه أن يمثل فرصة من ذهب للقارة الأوروبية من أجل تنويع مصادرها من الغاز، في ظل عالم طاقوي يشهد تحولات غير مسبوقة منذ الحرب العالمية الثانية.
ومنذ أن قررت الجزائر عدم تجديد عقد أنبوب الغاز المغاربي الأوروبي، الرابط بين الجزائر وإسبانيا، مرورا بالتراب المغربي، سلط “المخزن” تشويشا مركزا على المشروع الجزائري، وراح يتحدث عن أنبوب آخر يمر عبر 13 دولة إفريقية، من خلال أراضيه قبل أن يصل على البر الأوروبي، غير أن تجسيد هذا المشروع يبقى بعيد المنال، بالنظر للصعوبات المتعلقة بالمسافة (أكثر من ستة آلاف كيلومتر)، وكذا تكلفته التي تتجاوز الـ25 مليار دولار، تبدو المغرب غير قادرة إطلاقا على توفيره بالنظر لمحدودية إمكاناتها المالية.
بالمقابل، تقدير تكلفة المشروع الجزائري بنحو 13 مليار دولار، على أن ينقل ما قد يصل إلى 30 مليار متر مكعب سنويا إلى أوروبا. ويمتد خط الأنابيب على مسافة أربعة آلاف كيلومتر، بداية من منطقة واري في نيجيريا وينتهي بحاسي الرمل، أين يرتبط بخطوط أنابيب الغاز الجزائرية التي تقوم بدورها بإمداد الغاز إلى أوروبا.
وقد استحسن نائب المدير العام لإدارة الطاقة في المفوضية الأوروبية، ماثيو بالدوين، مشروع أنبوب الغاز الجزائري النيجيري، وعبّرا عن استعداد الاتحاد لدعم المشروع، خلال زيارة لبعثة من الاتحاد الأوروبي إلى أبوجا النيجيرية، الأمر الذي اعتبر مبادرة للمشاركة في تمويل المشروع الذي يستهدف توفير إمدادات بديلة عن الغاز الروسي في القارة الأوروبية، التي تعيش واحدة من أسوأ أزماتها الطاقوية.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!