-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
الجزائر تنتج سنويّا 325 ألف طن من النفايات الخاصة والخطرة

الرسكلة… ثروة اقتصاديّة!

راضية مرباح
  • 3345
  • 0
الرسكلة… ثروة اقتصاديّة!

تتجاوز الكمية الإجمالية للنفايات الخاصة والخطرة التي تنتجها الجزائر سنويا 325 ألف طن، 30 إلى 40 ألف طن منها تصنّف ضمن النشاطات العلاجية والبقية تتعلق بنفايات مختلفة ما بين خطرة وغير خطرة، كما أنّ نسبة معتبرة منها قابلة للاسترجاع والتدوير، ما يعني ثروة اقتصادية هامة للوطن، بحسب تأكيدات المختصين في المجال.

أوضحت رئيسة قسم النفايات الخاصة والخاصة الخطرة بالوكالة الوطنية للنفايات، آسيا حدار، خلال اليوم الإعلامي الخاص بواقع النفايات الخاصة والخاصة الخطرة في الجزائر المنظم يوم الخميس، أنّ الجزائر تأثّرت بالتطور الحاصل عالميا في مجال الصناعة، الزراعة والرعاية الصحية، حيث تملك في هذا الشأن 900 مؤسسة استشفاىية عمومية، بطاقة استيعاب تقدّر بأكثر من 900 ألف سرير وتنتج حوالي 40 ألف طن من النفايات سنويا دون ذكر تلك التي تطرحها الصيدليات والعيادات الخاصة.

60  بالمئة من النفايات غير الخطرة قابلة للاسترجاع

وتقول آسيا حدار، إن 60 % من النفايات غير خطرة وقابلة للاسترجاع مقابل 40% منها خطرة، لدرجة أنّها تكون معدية وسامة ومشعّة ومنها نفايات الأعضاء الجسدية، وأضافت أنّ 80 % منها هي نفايات معدية.

وأشارت المتحدّثة إلى أنّ كمية النّفايات المعدية تقدّر بـ 27 ألف طن سنويا، حيث تشير الإحصائيات إلى أنّ الصيدليات وعيادات الأسنان تنتج حوالي 3 كلغ شهريا أمّا مخابر التحاليل فتنتج حوالي 15 كلغ في الشهر من النفايات الخطرة، وكشفت حدار عن وجود حوالي 19 مؤسسة بالجزائر تنشط في معالجة هذه النفايات، أما عن تلك التي تعني بالنشاطات الفلاحية، فتقدر ب 34 ألف طن سنويا، 60% منها غير خطرة.

أجهزة تعقيم بالبخار خاصة بالنفايات المعدية

وردت المتحدثة عن سؤال “الشروق”، بشأن مصير محرقات المستشفيات وهي الطريقة التقليدية للقضاء على النفايات الاستشفاىية التي ظلت مصدر انبعاث للغازات السامة، أن عددا ضئيلا منها لا يزال يتبع هذا النظام، أما تلك التي تملك الجديدة منها متوقفة حاليا تم استخلافها بنظام آخر يشمل جهاز تعقيم بالبخار حيث يتم طحن النفايات المعدية فقط مثل الحقن والقفازات، ويتم سحقها ثم تعقم ضمن نظام يشبه قدر الطبخ الضاغط بمعدل حرارة تصل حتى 140 درجة مع ضغط يعادل من 120 إلى 130 بار، لتنتج في الأخير نفايات عادية، ترمى مع النفايات المنزلية، يتم توصيلها باتجاه مراكز الردم التقني المصنف في القسم الثاني.

65  ألف طن من نفايات البطاريات و249 ألف طن من العجلات

وقالت المسؤولة عن قسم النفايات الخاصة والخاصة الخطرة، بناء على دراسة ميدانية قامت بها الوكالة، إنّ الجزائر تنتج 65 ألف طن سنويا من نفايات البطاريات المستعملة حيث يتم تثمينها 100 % من طرف 12 مؤسسة جزائرية لإعادة استخدام بطاريات جديدة من معدنها المسترجع مثل مؤسسة ” امباك” فضلا عن إنتاج 237 ألف طن من الزيوت المستعملة و158 ألف طن من الزيوت المستعملة الغذائية سنويا، أما عن العجلات المستعملة فهي الأخرى ينتج مهنا 249 ألف طن سنويا، يتم تثمين نسبة ضئيلة منها لا تتجاوز 4 % أما نفايات الأجهزة الإلكترونية والكهربائية فينتج منها 36 ألف طن.

ولفتت المتحدثة في الأخير، إلى وجود 923 ألف مؤسسة مصنفة و77 ألف مؤسسة ذات النشاط الصناعي، كما كشفت عن وجود 2300 مشروع مسجل من طرف الوكالة الوطنية للاستثمار الصناعي و900 مؤسسة استشفاىية عبر الوطن، كاشفة وفي الوقت نفسه عن وجود أكثر من 400 مؤسسة تقوم بجمع النفايات الخطرة منها من يملك اعتماد من طرف وزارة البيئة.

نحو القضاء على مشكل القارورات البلاستيكية

ترافق الوكالة الوطنية للنفايات، مسترجعي بلاستيك القارورات ضمن تكتل يسمح لهم بتنظيم هذا النشاط، ضمانا لكسب قوة واتحاد، يهدف إلى تطوير المجال وتنظيمه- بحسب تأكيدات سيد أحمد حرز الله، مهندس دولة في تطوير الاقتصاد الأخضر بالوكالة الوطنية للنفايات الذي كشف لـ”الشروق”، عن وجود 6 مؤسسات تقوم حاليا بجمع هذا النوع من النفايات لكن بشكل فوضوي، مشيرا أن هذا الاختصاص الذي له فائدة اقتصادية هامة خاصة مع ارتفاع سعر القارورات البلاستيكية بالسوق، فأصبحنا نرى اليوم تسابق الشباب على فرزها وهو ما يؤكد انخفاض تواجدها الكبير بالشوارع والحاويات، مبرزا أن هذا التجمع أو التكتل المستحدث، سيسمح للوكالة الوطنية للنفايات بالحصول على مؤشرات، تهدف إلى وضع إستراتيجيات للفرز الأنجع لهذه النفايات، واعتبر المتحدث في السياق، هذا التكتل محفزا يساهم في تطوير هذا التخصص ويحفّز المؤسسات على عرض الحلول اللازمة على طاولة المسؤولين لإيجاد المخارج اللازمة.

من 4500 مؤسسة استرجاع النفايات في 2014 إلى 14 ألفا

وعرف عدد المؤسسات الناشطة في مجال رسكلة وتثمين النفايات تطورا كبيرا وتناميا معتبرا بعد أن جذب إليه العديد من الشباب البطال الذي وجد في النفايات ثروة حقيقية، فبعد الانطلاقة المحتشمة التي كانت تعد على الأصابع تجاوز العدد اليوم عشرات الآلاف.

ولفت المهندس حرز الله، أنّ بنك المعلومات لقطاع الوكالة الوطنية للنفايات، سجل في عام 2014 نحو 4500 مشروع مؤسسة في مجال استرجاع وتثمين النفايات، واليوم ارتفع الرقم ليتجاوز من 14 ألف مؤسسة، وهو ما يبرز التطور الحاصل في القطاع.

نظام الإيداع وتطبيقات ذكية لاسترجاع القارورات

وعن سؤال “الشروق” حول إمكانية إدخال تقنية استرجاع قارورات البلاستيك عبر أجهزة خاصة تمنح أموالا مقابل وضعها داخل الجهاز تشجيعا لجمعها ومن ثم تثمينها مثل ما هو معمول به في مختلف الدول المتطورة، أكد حرز الله، أن العديد من المؤسسات تتطلع لإدخال هذه التقنية وتجسيدها على أرض الواقع عبر نظام الإيداع، مشيرا إلى أن اكثر ما تطمح إليه الوكالة هو تثمين هذا النوع من النفايات حتى لا تذهب إلى مراكز الردم التقني، ما يشكّل أعباء كبيرة لها من ناحية ردمها.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!