-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
البروفيسور سليمان حاشي مدير مركز البحث في عصور ما قبل التاريخ لـ "الشروق":

الجزائر قارة غنية بتراثها وليست في حاجة للاستيلاء على تراث الآخرين

الطاهر حليسي
  • 2873
  • 0
الجزائر قارة غنية بتراثها وليست في حاجة للاستيلاء على تراث الآخرين
أرشيف
سليمان حاشي

يتوقف مدير مركز البحث في عصور ما قبل التاريخ سليمان حاشي عند أهم الملفات التي تسعى الجزائر لتصنيفها في اليونسكو والاستراتيجة المتبعة لحماية وحفظ التراث الجزائري، مؤكدا أن الجزائر قارة ثقافية غنية بتراثها وليست في حاجة لنسبة تراث الآخرين لنفسها.

شرعت الجزائر منذ فترة في ديناميكية جرد وتسجيل موروثها الثقافي فما هي الدوافع لذلك؟

من المهم أن نعرف بأن الجزائر كانت من الدول الرائدة والأولى في أثراء مشروع اتفاقية حماية التراث اللامادي للشعوب التي بادرت إليها منظمة اليونسكو منذ عام 2003. وكما هو معلوم لم يكن قبل ذلك التاريخ سوى اتفاقية واحدة تتعلق صيانة التراث المادي، أما التراث غير المادي فجاء بعدما تأكد العالم أن الاتفاقية الأولى ليست كافية لحماية جميع أشكال التراث، ولسد الفراغ لجأ المدير العام السابق لليونسكو الياباني كويشيروماتسورا إلى انشاء اتفاقية أخرى لحماية التراث العالمي اللامادي.
وبما أنني كنت ممثل وزارة الثقافة فقد شاركت الجزائر في تحرير الوثيقة بشكل فعال ورئيسي كما كانت أول دولة في العالم تصادق عليها في فيفري 2004 قبل أن تقوم 180 دولة بالتوقيع عليها.وعرفانا بهذا الدور أطلقت دول افريقية عليها تسمية اتفاقية الجزائر.بخصوص بلدنا فقد سمحت لنا اتفاقية 1972 الخاصة بصيانة التراث المادي بتسجيل 7 عناصر في لائحة اليونسكو، مثل تيمقاد والقصبة وتيبازة وجميلة والطاسيلي ووادي ميزاب وقلعة بني حماد والقصبة، وكما هو ملاحظ فإن هذه المصنفات مندرجة في إطار الآثار المتعلقة بالدول والامبراطوريات، أما اتفاقية 2003 فيمكن القول إنها منجزات الشعوب لا الكيانات السياسية والإمبراطوريات، فمثلا الحرف الصغيرة مثل صناعة الطين والفخار والرقصات الشعبية والعزف على القصبة أو طقس الزيارة أو تقسيم المياه عبر الفقارة، كلها ابداعات شعوب وأفراد ينتمون إليها، وبالتالي، فهي ثقافة أقرب لروح الشعوب والمعاملات الاجتماعية والأنثروبولوجية. والجزائر فهمت هذا الأمر لأنها اتفاقية الهوية وصيانة التاريخ والأشياء التاريخية والشخصية التاريخية. وطبعا، حينما يندثر عنصر من هذه العناصر، أو يقوم البعض بنسبها إليهم، لأهداف متعلقة بالاستغلال السياحي والتجاري والاقتصادي، فهذا يؤدي بالضرورة إلى فقدان جزء من هويتك، ويحرمك من استعمالها في المجالات السالفة. ولهذا الغرض نعمل على تسجيل تراثنا في القوائم الوطنية والدولية لاكتسابه أولا ونشره تاليا، وطبعا، لا يتأتى ذلك سوى بحمايته والكفاح من أجله والوقوف بالمرصاد أمام كل محاولات الاستيلاء عليه.

ما هو الملف الذي تسعى الجزائر لتسجيله خلال هذا العام؟

قمنا بتسجيل عدة عناصر مثل اللباس النسوي للغرب الجزائري بينها الشدة التلمسانية، وركب سيدي الشيخ، وزيارة “السبوع” أو زيارة مقام الحاج سيدي بلقاسم في تيميمون، والسبيبة في جانت، والإمزاد في الهقار بالتنسيق مع مالي والنيجر حيث لعبت الجزائر دور منسق الملف، وكيالي الماء، والكسكس بالتنسيق مع الدول المغاربية، وكذا فن الخط العربي بالتنسيق مع دول عربية، وفي هذا العام وبما أنه لا يحق سوى تقديم ملف واحد فإننا سنقوم بتوصية من وزيرة الثقافة بتقديم ملف متعلق بتسجيل لباس الشرق الجزائري وهو يضم عدة عناصر مثل القندورة القسنطينة والعنابية والقبائلية والسوق أهراسية والملحفة الشاوية المنتشرة في ولايات باتنة وخنشلة وأم البواقي وغيرها.

نجحت الجزائر في مجال الفنون بتسجيل “الراي” باسمها فما هي الملفات القادمة؟

قمنا بإنشاء فصل في وزارة الثقافة خاص بالفنون الشعبية الجزائرية، ونحن نشتغل بعد تسجيل “الراي”، على أعداد ملف سيتم تقديمها في السنوات المقبلة، بمعدل ملف كل عام، ويتعلق الأمر بالسراوي الخاص بالأوراس والهضاب لعليا، وأشويق القبائلي، والأي أي الخاص بالأطلس الصحراوي وأولاد نايل، والشعبي العاصمي والحوزي والحوفي. سنعمل طبقا لقوانين اليونسكو على تقديم ملف واحد كل عام خلال السنوات القادمة.
إن مهمتنا هي الحفاظ على تراثنا، وطبعا فإن كل دولة من دول العالم تحاول اكتساب الحصول على عناصر ثقافية أكثر، لكن الجزائر كبيرة جدا وغنية ولديها ما يكفيها من تراث، وهي لا تعمل على نسب عناصر دول مجاورة إليها، بل تقوم فقط على حماية وصيانة والدفاع على عناصرها الثقافية لأنها جزء من شخصيتها التاريخية والثقافية والحضارية.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!