-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
احتضنوه واستقبلوه مثل الملوك عندما كان صحافيا في "آرتي"

الجماهير الجزائرية تستغرب خرجة “الشوالي” في مباراة “البطاقات الملونة”

الشروق الرياضي
  • 12379
  • 4
الجماهير الجزائرية تستغرب خرجة “الشوالي” في مباراة “البطاقات الملونة”
أرشيف
عصام الشوالي

لا أحد فهم الخرجة الغريبة التي قام بها المعلق التونسي، عصام الشوالي، عند تعليقه على مباراة الخضر أمام مصر سهرة الثلاثاء، وللأسف لم يجد الجزائريون من منقذ لهم من “تجاوزات” الشوالي، غير قنوات بي.إين.سبورت، وإلا لعرّجوا بعيدا عنها في أي قناة أخرى، وكان من الصعب حذف صوت المعلق بالنسبة لغالبية جمهور الكرة في الجزائر، بسبب جهلهم لأسماء الكثير من اللاعبين المغمورين في منتخب مجيد بوقرة الذين لم يسمع أحد بهم قبل هذه الدورة الكروية التي كانت رائعة في كل شيء، لولا ما قام به هذا المعلق في سهرة بدا فيها ناقما على المنتخب الجزائري أكثر من إبداء المجاملة الزائدة التي قدمها للفراعنة.

الشوالي قال إن الخضر نقصهم 50 بالمئة من التعداد وزعم أن مصر علّمتنا الإسلام!

عصام الشوالي الذي تجاوز نصف قرن من العمر بسنتين، عرفه الجمهور الجزائري عندما كان يعلق على مباريات وفاق سطيف ضمن كأس العرب للأندية عندما كان يشتغل في قنوات آرتي المنظمة لتلك البطولة الإقليمية، كما عرفوه في نفس القناة معلقا على مباريات كأس العالم في ألمانيا وما قدمه من شعر لزين الدين زيدان، ونطحته الشهيرة، ثم مباراة أم درمان، بالرغم من أن المباراة الأخيرة بقيت في الذاكرة بصوت حفيظ الدراجي في الجزيرة الرياضية، واحتضنوه في سنة 2009 عندما زار الجزائر، حتى إنه قضى أياما مثل الملوك كما وصف بنفسه تلك الأيام.

ولكنه في مباراة سهرة الثلاثاء بدا متحيزا وناقما أحيانا على الكرة الجزائرية، إلى درجة أنه تحدث عن انشغال محمد صلاح بمباراة رابطة الأبطال أمام الميلان في نفس التوقيت وتجاهل مشاركة ثلاثة لاعبين جزائريين في نفس السهرة وفي نفس المنافسة وهم رياض محرز مع مانشستر سيتي أمام لايبزيغ، واسماعيل بن ناصر مع الميلان أمام ليفربول، ورشيد غزال مع بيشيكتاش أمام بوريسيا دورتموند، والطريف أن الشوالي الذي اعتبر مصر منقوصة من محمد صلاح القوة الضاربة، قال بأن الخضر لعبوا بخمسين بالمئة من تشكيلتهم الأساسية، ويبدو أنه ضعيف في الحساب بعد أن تجاهل عطال وبن سبعيني وماندي وبلعمري أي خط الدفاع بالكامل، وزروقي وبن ناصر وفيغولي أي خط الوسط بالكامل، وطبعا محرز وبن رحمة، ويمكن أن نضيف لهم آدم وناس العائد بقوة، ومنتخب الجزائر، بمدرب آخر غير الرئيسي جمال بلماضي، وهو أشبه بالمنتخبات الأولمبية أقل من 23 سنة، التي يُسمح لها بإشراك لاعبين اثنين ولا يكون لهما أي تأثير في أغلب الأحيان.
وكانت مباراة المنتخب الجزائري أمام مصر، قد شدّت فعلا الأعصاب، وبدت وكأنها نهائي بطولة أمم إفريقيا، أو تعني تسليم بطاقة تأهل لكأس العالم، للفائز بها، فسارت متعادلة على طول الخط، وتساوى الفريقان في هزال المستوى الفني للمباراة في أغلب أطوارها، إذ لم يحدث أي انفراد بهذا الحارس أو ذاك ولم تسجل فيها أي فرصة صريحة سانحة للتهديف، وحتى هدفي المباراة جاءا من كرتين ثابتتين، فيهما الكثير من الحظ، إلا أن عصام الشوالي سافر بها إلى حماس مبالغ فيه،فكان الخاسر الوحيد في هذه المباراة التي نسيها الجمهور بسرعة، وباشروا التفكير في ما هو آت، ولكنهم لم ينسوا التعليق الغريب لعصام الشوالي، الذي لم يتوقف عند هذا الحد بل حشر أنفه في التاريخ وتحديدا في السنوات الأولى لاستقلال الجزائر، مع بداية المباراة، عندما قال بأن الجزائر لن تنسى ما قدمته لها مصر بعد الاستقلال، عندما أرسلت لها أساتذة لتعليم أبنائها اللغة العربية وتعاليم الدين الإسلامي، وهي نفس الكلمات التي كانت الشرارة التي أطلقت الفتنة التي حدثت بين مصر والجزائر منذ أكثر من 12 سنة عندما قال الإعلامي المصري المثير للجدل عمرو أديب بأن المصريين هم من علّموا الجزائريين اللغة العربية، وهو أمر رفضه الجزائريون، ليضيف الشوالي تعليمهم لنا تعاليم الدين الإسلامي، ولا نفهم إن كان يقصد فرائض الإسلام أو شيئا آخر، ما اعتبره الجزائريون طعنا لعلمائهم من ابن باديس والإبراهيمي والعقبي إلى مالك بن نبي، خاصة أن مفكر العصر كان يدرّس في مصر العلوم التي يحضرها كبار القاهرة لأخذ الفكر منه، وهذا في خمسينيات القرن الماضي، وكا هذا سيجعل عصام الشوالي بهذه الخرجة ضمن الإعلاميين المغضوب عليهم، ولو سمع ما قاله المتسببون في سنة 2009 في اشتعال الفتنة من أمثال خالد الغندور ومدحت شلبي وأحمد شوبير بعد نهاية المباراة لخجل من نفسه، وعرف بأن المباراة التي علّق عليها ليست هي نفسها التي شاهدها الجزائريون والمصريون معا.

هذا الكلام الذي لا علاقة له بالرياضة والمهين لقائله وليس للمستمعين من الجزائريين كان بداية فقط لمباراة أخرى كان يتابعها الصحافي التونسي بمزاجه، وبدا الشوالي إما لا يفقه شيئا في عالم الكرة، ولا يفرق بين المراوغة والاحتكاك الكروي وبين القذفة والعرضية، أو أن قلبه مال إلى منتخب مصر وتمنى فوزه، ففي كل مرة يكرر ويعيد بأن الدفاع الجزائري “تونسي” إلى درجة أنه ذكر في هدف المنتخب الجزائري فريق الترجي الذي ينشط له توغاي، ولم يتوقف عن ذكر المصابين من المصريين في الشوط الأول، والكل يعلم بأن وزن بونجاح بوزن كل لاعبي المنتخب المصري من حيث القيمة الفنية، وخلال الشوط الثاني قدّم مهاترة أقرب إلى التفاهة عندما قال بأن منتخب مصر يسيطر بالطول وبالعرض ومن الألف إلى الياء، وهو في الحقيقة لم يخلق أية فرصة سانحة واحدة، أعادتها الصورة البطيئة، بل إن الإحصاءات قدمت نسبة استحواذ جزائرية تفوق المنتخب المصري.

قد يكون ما قام به عصام الشوالي ردّ على الجدل الذي وقع بين حفيظ الدراجي وبعض أنصار المنتخب التونسي وإعلامييه، على خلفية بعض الكلمات التي رآها التونسيون استفزازا لهم خلال خسارتهم أمام منتخب سوريا، ولو كان هذا هو السبب فإن هذا الإعلامي الذي كان محبوبا لدى بعض الجزائريين منذ أكثر من عقد ونصف، يكون قد أخرج نفسه من قلوبهم لأسباب مهنية، قبل أن تكون أمرا آخر، وحتى الصحفي المصري مدحت شلبي نبّه المصريين إلى كون الفراعنة بمنتخبهم الأول المنقوص من محمد صلاح والنني، قد واجه منتخبا ثانيا للجزائر، وفرح بالتعادل معه في ملعب كان أقرب للقاهرة من البليدة من حيث الحضور الجماهيري المصري الذي كان طاغيا على الملعب.

صحيح أن المنتخب الجزائري، لم يقدم مباراة كبيرة ولكن المنتخب المصري الشقيق أيضا كان خارج الخدمة، ولولا حكاية البطاقات التي حققت الإثارة وشدّت الأنفاس إلى آخر دقيقة من المباراة، لكان يمكن وصف المباراة بضعيفة المستوى بين منتخبين افتقرا الجرأة في المبادرة، وتركا المشاهدين من دون ملح المتعة في الفرص الحقيقية سواء من انفرادات أو من خلال قذفات وجمل هجومية رائعة، حتى إننا ما كدنا نتذكر تدخل الحارسين محمد الشناوي ورايس مبولحي الغائبين الحاضرين، لكن فرحة عصام الشوالي بفوز الفريق المصري بالبطاقات الملوّنة، هي التي جعلته يتخيّل المباراة في القمة، ويرى منتخب مصر برازيل العرب.

ب. ع

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
4
  • نبيل

    والكل يعلم بأن وزن بونجاح بوزن كل لاعبي المنتخب المصري من حيث القيمة الفنية (قمة التواضع و المهنية)

  • الجن

    هذا ان دل فإنه يدل على روعة إبداع المنتخب الوطني الجزائري اي ان المنتخب لعب جيدا لهذا انتقدنا المعلق عصام الشوالي طبعا لاننسى أنه قام بهذا التعليق السلبي، ضاننا بأنه رد على حفيظ الدراجي الذي قدم تعليق يفوق الخيال من مبارة تونس و سوريا حيث حلل ودرس نفسية المنتخب التونسي.

  • ابو محمد

    هناك قنوات الكأس القطرية مفتوحة و تنقل كل مقابلات الدورة و بجودة عالية و بمعلقين غير معلقي بينسبورت، تحولوا لها و اتركوكم من كارهي الجزائر و ما أكثرهم ....

  • جثة

    خليه يغني ويصيح ولا واحد سامع بيه ...