-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
اسمه اقترن بممارسة شتى أنواع التعذيب والممارسات الوحشية:

الجنرال بيجار.. السفاح الذي تريد بلدية فرنسية تخليده بتمثال

ماجيد صرّاح
  • 2368
  • 0
الجنرال بيجار.. السفاح الذي تريد بلدية فرنسية تخليده بتمثال
موقع أرشيف وزارة القوات المسلحة الفرنسية
مارسيل بيجار

نددت جمعيات وشخصيات فرنسية بالتحضير لإقامة تمثال للجنرال الفرنسي، مارسيل بيجار، الذي تعتزم المؤسسة التي تحمل إسمه إقامته خلال هذا العام 2024 في مدينة تول الفرنسية أين ولد.

وتعارض العديد من الأصوات إقامة هذا التمثال نظرا للماضي الإستعماري لبيجار وهو الإسم، على غرار ماسو وأوساريس، الذي اقترن بممارسة شتى أنواع التعذيب والممارسات الوحشية خلال الثورة التحريرية بالأخص معركة الجزائر.

وقد وقع المؤرخان الفرنسيان، فابريس ريسيبوتي وألان روسيو نداء يدعوان فيه بلدية تول إلى مراجعة سماحها بإقامة التمثال متسائلان “كيف يمكن التخطيط لإقامة تمثال للمظلي مارسيل بيجار كما هو الحال في تول؟ وعبره تمجيد ممارسة التعذيب الاستعماري، الذي يعد أحد رموزه؟”.

المؤرخان، اللذان انظما إلى مجموعة جمعيات مناهضة لمشروع إقامة التمثال، ذكرا في نص البيان الذي تم نشره اليوم، الجمعة 15 مارس، بـ”أساليب الإرهاب” التي مارسها السفاح مارسيل بيجار لمنع استقلال كل من الجزائر والهند الصينية.

جرائمه موثقة..

“إن ممارساته خلال “معركة الجزائر” هي الأكثر توثيقًا. يوجد في الأرشيف الفرنسي “ملف الاعتقالات” التي تمت في الجزائر العاصمة في فيفري ومارس وأفريل 1957. وقد أشارت أفواج فرقة المظليين العاشرة بقيادة الجنرال ماسو إلى أسماء وتواريخ الاعتقالات وحالة المعتقل في الملف. إن الذي أعلن أن أكبر عدد من المعتقلين “أطلق عليهم الرصاص أثناء محاولة الهروب” أو حتى “الانتحار”، أو حتى ببساطة “متوفي”، هو ذلك الفوج الذي كان يقوده مارسيل بيجارد. ومن درس هذه الحرب يعرف ما تخبئه هذه الإشارات: الوفيات تحت التعذيب أو الإعدام بإجراءات موجزة، والتي كان ضحيتها آلاف الجزائريين في عام 1957، والعديد غيرهم بعد ذلك”، يقول المؤرخان المختصان بالتاريخ الإستعماري لفرنسا.

ومصطلح “جمبري بيجار” هو من العبارات التي تم تداولها كثيرا بالجزائر عام 1957، وتعني طريقة التعذيب التي ابتكرها السفاح بيجار لقتل مجاهدي جبهة وجيش التحرير الوطني. فيتم غرس أرجل الضحايا داخل قوالب إسمنتية وتركهم على هذه الحال إلى غاية أن يجف الإسمنت ثم حملهم وإلقائهم من طائرات عسكرية في عرض البحر المتوسط.

المؤرخان أشارا أيضا أن بيجار هو مؤلف “دليل مكافحة حرب العصابات”، والذي يدعو فيه ويبرر استخدام التعذيب ويضع له حتى قواعد.

لم يبد أي أسف عن جرائمه

كما يشير فابريس ريسيبوتي وألان روسيو أنه وعكس الجنرال ماسو، الذي عبر عن أسفه بسبب ممارسته للتعذيب، فإلى غاية وفاته عام 2010 عن عمر 94 سنة، لم يبد مارسيل بيجار أي تأنيب للضمير أو أسف عن ممارساته الوحشية.

فبعد شهادة المجاهدة لويزة إغيل أحريز والتي نشرتها صحيفة “لوموند” الفرنسية في صفحتها الأولى، يوم 20 جوان 2000، أين تحدثت عن التعذيب الذي تعرضت له 40 سنة للوراء في مقرات فرقة المظليين العاشرة بقيادة الجنرال ماسو بالجزائر العاصمة، عاد الحديث عن ممارسة الجيش الفرنسي للتعذيب في الجزائر.

وفي الوقت الذي قال فيه جاك ماسو، يومين بعد نشر شهادة إغيل أحريز، وعلى صفحات نفس الجريدة “عندما أفكر في الجزائر، يحزنني ذلك. كان يمكننا عدم استخدام التعذيب. لقد كان جزءًا من جو معين. كان بإمكاننا أن نفعل الأمور بشكل مختلف.” أما بيجار من جهته فقد اكتفى بنفى ممارسته التعذيب واصفا شهادة لويزاة إغيل أحريز بـ”الأكاذيب”.

في نفس السياق، طالبت مجموعة من أزيد من عشرين جمعية ومنظمة فرنسية بداية شهر مارس “الدولة الفرنسية بالاعتراف بمسؤولياتها في الاستخدام المنهجي للتعذيب أثناء القمع الاستعماري” الذي مارسته في الجزائر خلال الثورة التحريرية.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!