-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

الجينوم العنصري الطائفي لـ”كوفيد 20G – 1″

حبيب راشدين
  • 3160
  • 8
الجينوم العنصري الطائفي لـ”كوفيد 20G – 1″
ح.م

أصغر مخلوقات الله يعرّي اليوم ضعف أعظم مخلوقاته، ويكسر كبرياءهم وجبروتهم، حتى أن عظماء القوم باتوا، وهم مرتعدون، على توافق بواجب الدخول السريع في حرب كونية ضد هذا المخلوق المجهري المعمد باسم “كوفيد 19” مع أن استهدافه “العنصري الطائفي المذهبي” لدول الـ20G باستثناء روسيا، يوجب إعادة تعميده تحت اسم “كوفيد 20G – 1”.

ومع ما يفترض من جد وحزم في التعاطي مع الأوبئة في عالم بات قرية، فإن الهلع المصنَّع بضغط متصاعد على مدار الساعة، بإجراءات متضاربة مرتجلة، هي فوق العادة، لم تُعتمد من قبل مع أي جائحة فيروسية، تبيح لنا التشكيك في الغايات المسكوت عنها، بل إن بعض الإجراءات قد تُفاقم الوباء وآثاره بما سيترتب عن تعطيل النشاط البشري، وضرب الاقتصاد العالمي في مقتل بفرض ما يشبه حالة الحصار العالمي للدول والشعوب.

دعونا مع هذا الهلع المصنَّع، نثني على “كوفيد 19” الذي لم يكن كله شرا، فقد رفع الازدراء الغربي عن “المنقبات” بعد أن بات “النقاب الطبي” فرض عين على الذكر والأنثى، وصار رجال العلية يتعففون عن مصافحة النساء، وأغلقت المسابح على البيكيني والبوركيني من غير تمييز، وأصبح الوضوء أول فريضة يتشارك فيها المسلمون وأهل الكتاب ومن لا كتاب لهم، حتى وإن كان بعض الحكام المسلمين قد آثروا غلق المساجد، وتعطيل فريضة الجمعة.

غير أن منسوب الشر في هذا الوباء، ليس في ما يعِد به من فتكٍ مبرمج بالضعفاء وكبار السن، بل إنّ شرّه جاء مثل الشر الذي رافق الإرهاب المصنَّع لترويع الناس وحملهم على طلب الحماية من حكامهم الفاسدين، ولتسهيله بناء تحالفات دولية تحت راية كاذبة اسمها “محاربة الإرهاب” كما يراهن اليوم على كوفيد 19 لتسهيل قيام تحالف دولي، قد بدأ ينفذ برنامج إغلاق دولي شامل، وحجر اجتماعي غير مسبوق، يحبس المليارات الثمانية من سكان المعمورة مثل الدواجن داخل الخم، ويختبر مقدار امتثالهم للأوامر حتى من غير حاجة لإنزال العسكر للشوارع.

في الفضاء العميق للشبكة العنكبوتية، تتقاطع أكثر من رواية تستقي جملها من “حناجر عميقة” من الدولة العالمية العميقة، تدّعي أن ما يشبه “حلف الفضول” قد تشكل بقيادة أمريكية صينية روسية، يريد حصد رؤوس العصابة الربوية العالمية، وإسقاط امبراطوريتها المجرمة، وتطهير مستنقعها، وهي لأجل ذلك، تحتاج إلى هذا الحجر العالمي، وتعطيل المواصلات والتنقل، إلى أن تنتهي من مطاردتهم واعتقالهم، فيما تصرّ المجموعات المتهمة بالترويج لنظريات المؤامرة، على أن إدارة الترويع، ونشر الهلع، هي مقدمة لحدث عالمي كبير مروِّع، يرون مقدِّماته في تواصل انهيار الأسواق المالية العالمية بوتيرة متسارعة رغم التيسير النقدي السخي من كبرى البنوك المركزية.

ما هو مؤكّدٌ ثابت من الإحصائيات الرسمية للدول ولمنظمة الصحة العالمية، أن كوفيد 19 قد بدا لنا كوباء ذكي، موجَّه ببرمجية معقدة، لا يعلمها سوى خالقه أو مصنِّعه، نراه يستهدف قلب العالم الثري المنتج لتسعين في المائة من الثروة العالمية في بؤره النشيطة الثلاثة: الصين، وأوروبا، والولايات المتحدة، حتى أنه قد يوصف من غير تجن بالعنصرية، حين ميَّز بين الشقيقتين الكوريتين، وتزاور بلا سبب عن كهف القارة السمراء، وربما قد يُتهم بالطائفية والمذهبية باستهدافه المريب لإيران الشيعية، وتساهله مع جيرانها من سنّة مشارق الأرض ومغاربها، كما كان رحيما بالمسيحية الأورثذوكسية السلافية الروسية ليفتك بشراسة بالكاثوليك والإنجيليين، لكنه “فيروسٌ ديموقراطي” بامتياز، لم يميِّز بين الأمير والغفير، واقتحم من غير تردد حصون المشاهير، مع شغف مريب بالمعمرين ما فوق السبعين.

وكما كان لـ”وباء داعش” فضاءٌ جيوسياسي عنصري مذهبي وطائفي، استهدف من اختصهم الحديث الشريف: “ويل للعرب من شرٍّ قد اقترب”، فإنه قد يحسن بنا إعادة قراءة الأوبئة الفيروسية الموسمية التي انطلقت مع مطلع هذه الألفية (من الإيبولا إلى السارس وانفولونزا الخنازير) ليس بمنطق وفقهِ علماء الأحياء، بل نقيمها بمنطق ومعارف الجيوسياسة، التي قد تسمح لنا بإعادة تعميد كورونا تحت اسم “كوفيد 20G- 1”.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
8
  • نوار خليفة

    الوضع الذي يسود العالم بسبب وباء كورونا يذكرني بحادثتين عاشهما الكثير من أبناء جيلي خلال سبعينيات القرن الماضي..إحداهما القطع المتكرر للكهرباء بدون مبرر كل بضعة أيام وكان البعض حينها يفسر ذلك بتمرير السلاح إلى الجبهة الغربية في عز الأزمة مع المغرب..و الكثير منا صدق هذا التفسير مع أن السلاح كان يمر نهارا أيضا..و الثانية بعض معلمينا في الإبتدائي كانوا يرغموننا على وضع رؤوسنا بين أذرعنا في وضعية النوم على الطاولة بعد نهاية الدرس ليفعلوا ما يحلو لهم مثل الخروج من القسم و شرب القهوة و الجلوس مع الزملاء في الساحة بدون تشويش و لا فوضى و الويل لمن رفع رأسه و الغالب أن شيئا ما يتم التحضير له في الخفاء

  • Ahmed

    يا استاذي كان متوقعا حدوث شيئ مشابه ل 911 بعد تصاعد الحرب الباردة بين الصين وايران من جهة وامريكا من جهة اخرى ، فيما اصبح يعرف بحروب الجيل الخامس. خاصة مع وجود عرة الرؤساء الامريكان ترامب اضافة الى البوشين الذي لم يتورع عن قتل 3000الاف امريكي تحت البرجين لتبرير غزو العراق واسلحته الكيماوية المزعومة . وطبعا الصهيونية العالمية ايضا غير بعيدة عن ذلك.

  • تاتا

    كلام في الصميم لا يفهمه من لوث عقله بنظريه المؤامره .و ايضا ضعف الايبمان بقدره الله يجعل الكثيرين لا يصدق بان هناك خالق قادر على معاقبه قوى الطغيان و الظلم الغربيه

  • mahi

    ليس من المنطق ان ينكر الواحد منا وجود الحروب البيولوجيه . مدام هناك سلاح بيولوجي معد مسبقا في مختبرات الدول التي تصنعه.ومع ذلك لايمكن ايضا التقليل من وجود الامراض الفتاكة التي لم يستطع الانسان امام ما يدعيه من جبروت العلم والمعرفه ان يقف عاجزا امام ابسط مكون .يمر كالشبح فيترك مدنا باكملها مدن اشباح. نسال الله اللطف بالانسانية جمعاء.

  • جلال

    إن الله سبحانه لا يستجيب لمن يريدون أن يقوم عنهم بما يجب عليهم هم أن يفعلوه ولأنه يساعد من يساعد نفسه فالبداية علينا والمساعدة الخاتمة من الله ﴿إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ﴾

  • نمام

    الدول كما تسمى العظمى احتكرت السلطة و الثروة ان لم نقل بصورة نهائية بوجه شعوب افرغت حتى من علاقاتها الاجتماعية وتحولت الى ذرات لا تعمل لا تتحرك ولا تفكر ولا تحس الا عبر ما تغرد بها انباؤها بارادتها واوامرها ومن يهن يسهل الهوان عليه ننظر ترامب وتعامله عدم الاصغاء للصين رغم جهدها وان لم نقل انتصارها في هذه المعركة يسمي الوباء فيروس الصين بدون معلومة و يحرم الشعب الايراني ويعود لورعه الكاذب للصلاة لان الامر يتعلق بالعرش سوق سوداء موازية لما يقولون لنا ويفسدون السوق السياسية الطبيعية والتلاعب بنا ويرموننا بالتعصب والانطوائية الا ساء ما يفعلون و المصيبة اننا نيام في اخر العربة دون اادراك المحطة

  • محمد

    يوم توصل الكفار إلى الهبوط على وجه القمر صرخ أحد المفترين على الشعوب الخاملة بأن الحادثة صنعتها الأمبريالية المسيطرة على الشعوب المقهورة المغمورة بالخرافات والأكاذيب المنومة.ومع كل البراهين العلمية والتكنولوجية لم نستفق بعد من جهلنا بل رغم أننا نعترف بتخلفنا فإن عجزنا عن الالتحاق بأهل العلم والقوة مهما كانت يشجعنا على إيجاد مخرج تافه لسد منافذ أبصارنا وشق جماجمنا المحجرة.الجاهل في جهله يتنعم كما قال من كرم الله وجهه.لو كنا قائمين على أمورنا لتمكنا من سد الطريق أمام من يعتدي على مصالحنا ووجودنا.لكن عجزنا وجهلنا فرض علينا تقبل ما يملى علينا عوض الوقوف له بالمرصاد إن كنا قادرين على التفكير السليم

  • ياسين

    ربما من أنتج و اعتمد كرونا فيروس لم يكن يعتقد أنه ينتشر بهذه السرعة و يصيب الهلع حتى في من كانوا سببا في خلقه...و هكذا نقلب السحر على الساحر...اللهم لا نسألك رد القضاء لكن نسألك اللطف فيه...و أن تغرق فراعنة "كرونا فيروس" كما أغرقت من قبل فرعون مصر...و يمكرون و يمكر الله و الله خير الماكرين...اللهم احم ضعفاء الخلق من تجبر فرعون العصر...اللهم أرنا فيهم قوتك إنك عزيز ذو انتقام...