-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
لجان مشتركة لموسم اصطياف آمن ومريح

الحرب على “بلطجية” الشواطئ تنطلق..

وهيبة سليماني
  • 2205
  • 1
الحرب على “بلطجية” الشواطئ تنطلق..
أرشيف

يتوعد المسؤولون المحليون في 14 ولاية ساحلية جزائرية، بحرب شرسة ضد “بلطجية” الشواطئ، وسماسرة المواسم، الذين يمارسون كل أشكال الابتزاز ضد المصطافين، وينغّصون عليهم، كل سنة، متعة الترفيه والراحة والاستجمام، حيث وجّهت وزارة الداخلية والجماعات المحلية تعليمات صارمة للولاة، من أجل رفع التحدي لضمان موسم اصطياف ينتظره ملايين الجزائريين، للتخلص من رواسب وضغوطات مرحلة صعبة فرضتها كورونا منذ 2020.
ويعتزم هؤلاء المسؤولون تحقيق الاستثناء والتميز في شواطئ لطالما هيمن عليها الطفيليون، وحولوها إلى فضاءات “البزنسة” في حظائر ركن السيارات، والشمسيات والكراسي والطاولات، و”الفاست فود”، وزرعت فيها شبكات اللصوصية، الرعب والخوف، فأرهقت بذلك المصطاف الذي تستنزف أمواله، فيعود إلى حيث أتى متذمرا، ناقما، غاضبا، وقد يطاله العنف قبل أن يفر بجلده!
عملية إنجاح موسم الاصطياف بعد كورونا، بدأت بحملات التنظيف، وتهيئة الشواطئ المسموحة للسباحة مجانا، والإسراع في إعداد دفتر الشروط الخاص بمنح رخص استغلال الفضاءات والأماكن التجارية في هذه الشواطئ، وزيارات تفقدية للولاة ورؤساء البلدية.

معركة “الأميار” الجدد نحو التغيير تبدأ من الشواطئ
وقام، خلال هذا الأسبوع، عديد رؤساء البلديات بالولايات الساحلية، بتفقد الشواطئ، والوقوف على عمليات تنظيفها وتهيئتها، ومعاينة الفضاءات التجارية التي ستؤجر بعد المزايدة، واستقبال ملفات الراغبين في كراء مظلات وكراسي من خلال الحصول على أماكن داخل هذه الشواطئ، أو بيع الأكل الخفيف والمثلجات في خيم أو “أكواخ خشبية” أو حتى عربات.
وفي هذا السياق، أكّد رئيس بلدية عين الترك بولاية وهران، يحيوش زواوي، في تصريح لـ”الشروق”، أنّ دفتر الشروط الخاص بإيجار أماكن في الشواطئ للبيع أو لكراء الكراسي والمظلات والطاولات، أخذت فيها مصلحة المصطافين، من خلال عدم احتلال الشاطئ وعدم إلزام هؤلاء بكراء هذه الأغراض.
وأوضح زواوي، أنّ المستفيدين من الإيجار بالمزايدة، وهم أغلبهم شباب، يأخذ في ملفاتهم بعين الاعتبار صحيفة السوابق العدلية الخاصة بهم، على أن لا يقوموا بنصب الخيم والمظلات وتوزيع الكراسي والطاولات في المساحات الرملية، ومنع المصطافين من الدخول لبعض الأماكن في الشواطئ، في حال عدم كراء أحد هذه اللوازم، حيث يجبر هذا المستفيد من الإيجار بالمزايدة، على وضع كل هذه الأشياء مجمعة في جهة ما، وترك الحرية التامة لمن لا يرغب في كرائها.
وأشار المسؤول ذاته إلى أنّ مهمته كرئيس بلدية تبدأ من انطلاق موسم الاصطياف، الذي يتوقع أن يكون مع بداية الفاتح جوان، إلى غاية سبتمبر القادم، حيث سيتابع عن كثب ما يحدث في الشواطئ التي تخص بلديته.
وقال المير يحيوش زواوي، إن ألعاب البحر الأبيض المتوسط، التي يصاحبها إنزال للسياح والمغتربين الجزائريين، وعائلات من المدن الداخلية الجزائرية، على وهران، يستدعي الخوض في تحدي كبير لإنجاح موسم الاصطياف، وتحقيق راحة المواطنين، واستعادة الوجه الحقيقي للسياحة في بلادنا.
وأفاد أن من بين تحديات موسم الاصطياف، النظافة المستمرة في الشواطئ، واحترام العائلات وحماية ممتلكاتها وتحقيق الراحة والطمأنينة، كما يتم مراقبة التفاوت في الأسعار والتمييز بين المصطافين من خلال استغلالهم وإجبارهم على اقتناء بعض لوازم الاصطياف مثل الكراسي والطاولات والمظلات بأسعار خيالية بعيدة عن تلك المحددة مسبقا.
وفي سياق الموضوع، كشف رئيس بلدية عين الترك، عن إشرافه أوّل أمس، على عملية القضاء على السوق الفوضوي الذي عانت منه المدينة منذ 20 سنة، حيث تسبب في غلق 5 طرق حيوية، ولم يتمكن كل الأميار المتعاقبين من غلقه، خاصة أن هذا السوق كان يتحكم فيه أشخاص استطاعوا فرض منطقهم في عين الترك.
وتزامنا مع موسم الاصطياف، تم فتح سوق منظم في حي النخيل، وهي بداية، حسبه لمعركة ضد كل “البلطجية” وعصابات الشواطئ.
ومن جهته، قال رئيس بلدية القل بسكيكدة، سليم بوشرك، لـ”الشروق”، إن حملات تنظيف شواطئ الولاية بدأت منذ شهر تقريبا، من أجل القضاء على الفوضى التي كانت تعرفها هذه الأماكن خلال مواسم سابقة، حيث يبدأ التجديد من اختيار الحاصلين على الامتياز في إطار المزايدة لاستغلال الفضاءات التجارية، باستثناء المسبوقين قضائيا، على أن لا يلزم المصطاف بالخدمات التي يقدمها الخواص.
وأوضح، بوشريك، أنّ شواطئ القل، معروفة بتوافد المصطافين إليها، بحيث يراعى من أجل راحة هؤلاء توفير، الممرات ومساحات الجلوس والاسترخاء ومن خلال تفادي تواجد أكشاك بكثيرة.
وأكّد رئيس بلدية القل، أنّ دفتر الشروط الخاص بمنح الامتياز، فرض وجود مسافة 100 متر على الأقل بين كل كشك وكشك.
وفي هذا الصّدد، أكّد رئيس بلدية حسين داي بالعاصمة، عادل بن يحي، أنّ منتزه الصابلات، يضم 3 شواطئ محروسة، وللمصطاف حرية استغلال لوازمه الخاصة، كما أنّ حظيرة السيارات منظمة وأسعارها محددة، وهذا ما يمنح الراحة والطمأنينة في هذا المنتزه الذي يتوقع أن يستقبل حشودا من الزوار خلال هذا الصيف.
أمّا رئيس بلدية المرسى شرق العاصمة مرزاق عبيد، فأوضح لـ”الشروق”، أن المعركة ستكون شرسة ضد عصابات الشواطئ، حيث يمنع منا باتا كل أشكال الاستغلال التعسفي للشواطئ، والاستيلاء على مساحات تنصب فيها الخيم والشمسيات والكراسي والطاولات لفرض كرائها على المصطافين.
وكما تسهر البلدية رفقة مؤسسات أخرى على نظافة الشواطئ، والتصدي لسيطرة بعض البلطجية عليها، حيث أشرف أول أمس على زيارة بعضها رفقة لجنة ولائية، تحضيرا لانطلاق موسم الاصطياف قريبا.

لجان للمتابعة عن كثب
وأكد في السياق ذاته، رئيس بلدية القل بسكيكدة، سليم بوشرك، أن رؤساء البلديات الساحلية يتوعدون بالتصدي لكل التجاوزات السابقة التي كانت تحدث في الشواطئ والتي يذهب ضحيتها المصطافون، حيث سيتم الاستعانة بأجهزة الأمن، ولجان مكوّنة من عدة مؤسسات لمتابعة كل أجواء موسم الاصطياف في الشواطئ عن كثب، ومحاربة كل مظاهر الانحراف والبلطجة واللّصوصية في هذه الفضاءات التي تراعى فيها راحة العائلات.
وقال المسؤول إنّ نقص هياكل الاستقبال في القل، يرفع من التحدي، ويلزمه كرئيس بلدية بحل بعض المشاكل التي من شأنها أن تضمن رضا المصطافين.
وبحسب مير بلدية عين الترك بوهران، يحيوش زواوي، فإن الولاة أعطوا تعليمات صارمة من أجل إنجاح موسم الاصطياف، المتزامن مع مرحلة ما بعد كورونا، ودخول المغتربين الجزائريين، وبعض السياح إلى أرض الوطن.
وحسب مصدر من ولاية الجزائر العاصمة، فإن هناك لجان تتكون من ممثلي بعض المؤسسات وتحت رقابة وزارة الداخلية، ستتابع عن كثب كل ما يتعلق بسير الأجواء في الشواطئ، وتفتح المجال للتبليغ عن بعض التجاوزات التي يذهب ضحيتها المصطاف.

حفلات فنية ومعارض حرفية في الشواطئ!
وكشف رؤساء البلديات الساحلية الذين تحدثت إليهم “الشروق”، عن تسطير برنامج ثقافي فني ثري خلال موسم الاصطياف لهذا العام، حيث قال رئيس بلدية القل، إن الأنشطة والحفلات والمسابقات الرياضية ستكون حاضرة في شواطئ المنطقة، حيث سطرت برامج غنائية وأخرى فنية وثقافية منذ الآن.
وحسب ذات المتحدث، فإن معارض الحرف والصناعات التقليدية ستكون حاضرة، فلم يعد الشاطئ فقط للسباحة، حيث تعمّدت السلطات المحلية وعبر جميع الولايات الساحلية، إضفاء الحيوية والفرح، والطابع السياحي على الشواطئ.
وقد هيأت المقرات الخاصة بمختلف الأجهزة مثل أعوان الأمن والدرك والحماية المدنية وربطها بشبكات المياه والكهرباء والصرف الصحي، مع تزويدها بمختلف اللوازم والأجهزة التي تضمن أمن المصطافين.

حملات لترسيخ أهمية النظافة في الشواطئ
وجعلت السلطات المحلية النظافة من أولويات موسم الاصطياف، هذا العام، حيث تم تخصيص شاحنات وحاويات لرمي القاذورات، وهذا ما أكدته المكلفة بالاتصال لدى شركة “نات كوم”، نسيمة يعقوبي لـ”الشروق”، قائلة إن المؤسسة وضعت حاويات في الكثير من شواطئ العاصمة الواقعة ضمن إقليم تدخلها، منها بولوغين، وباب الوادي، والصابلات بحسين داي، وهذا لفرز النفايات التي يرميها المصطافون.
وتزامنت مرافقة “نات كوم” للجنة ولائية مكونة من مؤسسة الإنارة والطاقة ومؤسسة مكلفة بالتنظيف، في جولة ميدانية لمعاينة بعض الشواطئ، انطلاق حملة تحسيسية تستمر إلى نهاية موسم الاصطياف عبر هذه الشواطئ وأخرى، بهدف توعية المصطافين، وتنبيههم إلى خطورة رمي القارورات البلاستيكية والنفايات في البحر.
وحسب نسيمة يعقوبي، فإن حملات التنظيف بدأت منذ شهرين تقريبا في بعض شواطئ العاصمة، حيث تقوم مؤسسة خاصة بالنظافة وتهيئة المحيط بجمع النفايات والفرز الانتقائي لها.

جمع 101 طن من النفايات في 12 شاطئا بالعاصمة

أكّدت المكلفة بالاتصال لدى مؤسسة “نات كوم”، نسيمة يعقوبي، أن عملية التنظيف التي شملت 12 شاطئا بالعاصمة عبر إقليم تدخلها، وامتدت من مارس الماضي إلى شهر ماي الجاري، أسفرت عن جمع 101 طن من النفايات اغلبها تتمثل في نفايات بلاستيكية.
وقالت يعقوبي، إن السنة الماضية ونظرا للقيود وقلة الإقبال على البحر بسبب جائحة كورونا، تم جمع 32 طن من النفايات فقط خلال عمليات تنظيف ذات الشواطئ، ولكن قبل الجائحة كانت كميات النفايات والقاذورات تتعدى الـ101 طن مع كل فترة تحضير لموسم الاصطياف.
وحسب المتحدثة فإنّ جمع النفايات من الشواطئ، خلال هذه السنة، كان مصحوبا بجهود كبيرة من طرف المؤسسات الخاصة بتهيئة وتنظيف المحيط، بهدف تنقية مياه الشواطئ من كل المخلفات التي يتم تركها، وتتسبب في تلوث البيئة.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • anis

    هذه الإسطوانة قد أَلِفناها كلما يأْتي فصل الصيف !!،و الواقع يقول عكس ذالك.