-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

الحقيقة كما شاهدتها زينب

الشروق أونلاين
  • 10960
  • 6
الحقيقة كما شاهدتها زينب

ذهبت للسودان لتشجيع المنتخب القومي بين 11 ألف مصري ذهبوا لنفس الغرض، ولم يكن في ذهني الكتابة عن ذلك، لأني أعتقدت أن المشهد انتهي مع صافرة حكم المباراة وفوز الجزائر وتأهلها لمونديال جنوب أفريقيا 2010 .. لكن بمجرد وصولي القاهرة ورؤية الحشود التي امتلأ بها المطار يتملكها الخوف والرعب على أبنائهم الذين ذهبوا للسودان بعد أن شاهدوا “المذبحة” كما وصفتها شاشات الفضائيات وجدت أنه من واجبي تسجيل ما حدث كما رأيته وعشته على مدار 24 ساعة حيث بدأت أتشكك فعلاً أنني كنت في بلد آخر ووسط جماهير مصرية أخرى غير هؤلاء الذين تتصدر كلماتهم وصورهم الفضائيات.

  • الصور تخبرنا أن المشهد لم ينته، فهناك من يريدون تصعيد الأمر وتوجيهه وفق نظرية المؤامرة الجزائرية السودانية ضد مصر، ربما للتغطية على الهزيمة أو استغلال بعض السلوكيات والتصرفات التي تخرج عادة من بعض المتعصبين وجعلها قنبلة دخان لإلهاء الناس عن كوارث النظام والمشاكل الكارثية التي تعاني منها مصر علي جميع المستويات أو أن الحزب الوطني الذي تدافعت عناصره بالمئات داخل استاد المريخ بأم درمان ومعظمهم لايعرفون شيئاً عن كرة القدم وأصول التشجيع سوي التي شيرتات التي ارتدوها كدعاية للحزب، وأرادوا بذلك تبييض وجه مبارك وولديه عن طريق مكالمات الرئيس لبعض الفنانين وتأكيده على تأمين وصولهم ليقولوا ذلك على كل الفضائيات، أو الكلمات الرنانة التي أطلقها علاء مبارك على قناة دريم متحدثاً كما قال ليس لأنه ابن رئيس الجمهورية ولكن كمصري غيور على وطنه، وكأنه كان في انتظار المباراة ليعرفنا بنفسه، وهو الذي كان مع أخيه وبعض أعضاء الحزب أوائل من تركوا الخرطوم بعد أن اطمأنوا على طائرة المنتخب، والفيديوهات التي تعرضها الفضائيات لهم على الطائرة خير شاهد على ذلك، كما أن ضحكاتهم ودعاياتهم مع بعض الفنانين أثناء الرجوع يعطينا مؤشرا حقيقيا علي وطنيتهم وغيرتهم علي هزيمة المنتخب من جهة، وكذلك خوفهم ومتابعتهم المستمرة لحشود الجماهير المصرية التي افترشت أرض مطار الخرطوم في انتظار السفر دون أن يجدوا مسئولاً واحداً من السفارة المصرية بالسودان أو أحد قوات الأمن الخاصة التي أشاعوا أنهم بالعشرات وسافروا مع المشجعين في زي مدني لحمايتهم.
  • أما الحديث عن العنف والجحيم الجزائري الذي أحاط المشجعين المصريين وارهابهم بالسنج والمطاوي والسكاكين والحجارة فهو كلام مبالغ فيه لأقصى درجة، لأن كل ما نراه علي مجمل شاشات الفضائيات هو أتوبيس واحد تم رشقه بالحجارة من بعض المتعصبين الجزائريين بعد المباراة، وبالفعل لا ننكر حدوث المشاحنات والمضايقات لكن ليس على ذلك النحو من المبالغة، ويتحمل المسئولية الكبري فيها غياب التنظيم المصري وعدم وجود معلومات واضحة عن مسار الأتوبيسات المصرية هناك وغياب التنسيق الأمني مع الأجهزة السودانية التي ثبت بالفعل أن قدراتهم أقل من تنظيم مباراة بهذا الحجم وهذا الأتوبيس واحد من عشرات ومحمد فؤاد وهيثم شاكر هما اثنان من آلاف، وهذا لايعني الدفاع عن الجزائريين، لكن يجب أن نضع الأمور في حجمها الطبيعي، إذا ما قسنا مثلاً ما جري علي ما يحدث في نطاق الحوادث الفردية لبعض الخارجين عن الروح الرياضية، مثل ما يحدث أحياناً من جماهير الأهلي والزمالك والاسماعيلي، وأعتقد أن ما جري في الإسماعيلية العام الماضي ضد جماهير وفريق الأهلي ليس ببعيد عندما تم القاء الحجارة علي أتوبيس فريق الأهلي وكذلك تم تكسير المدرجات في استاد الاسماعيلية وإلقائها علي اللاعبين والجهاز الفني، وعوقب الاسماعيلي علي ذلك بإجراء عدة مباريات له دون جمهور.
  • أعترف أن هناك عدداً من التجاوزات والاعتداءات الجزائرية علي المشجعين المصريين، لكننا كنا أكثر ثباتا والتزاماً وتعاملنا معها بالصورة التي تحفظ لمصر كرامتها ومكانتها، لكن التسويق الإعلامي للكراهية والغضب الأهوج لامبرر له في رأيي سوى أنه قصور في السياسة الخارجية المصرية التي تحاول تغطية فشلها علي حساب المصريين، وتتخيل الوضع معاكساً إذا ما كان فريقنا خرج فائزاً، أعتقد أن الأمر كان سيختلف سيحسب الفوز حينها للقيادة المصرية الحكيمة والتنظيم الكفؤ والحشد الجماهيري الذي نجح فيه الحزب الوطني ورجال الأعمال لكن يبدو وأن إرادة الله كانت فوق الجميع لتكشف الحقيقة وأن من أهان مصر هم هؤلاء المنتفعين الذين تلاعبوا بمشاعر المصريين ورغبتهم المستميتة للبحث عن فرصة لتنجيم أنفسهم ولو في مباراة كرة قدم.
  •  جريدة الكرامة
أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
6
  • الخراز

    و الحمدلله شهد شاهد من اهلها و اتضح الأمر كله مراوغات و طرهات مفتعلة من طرف الاعلاميين المصريين لتغطية الهزيمة و لكي يختبئوا وراء الفضيحة و لكي لا يلمهم الشعب المصري راحوا ينعتون الشعب الجزائري و رموزه بأقبح الأوصاف و يفتعلون المبررات لستر حقائق فضحتهم وراء هزائمهم و ما وسعنا القول الا لا حوله و لا قوة الا بالله العلي العظيم...

  • أبو عزو

    انا جزائري ادرس في مصر مند خمس سنين وها أنا اخرج منها فارغ اليدين بدون شهادة ولاكن الحمد لله على الصحة ولاكن لم نتصوره يوما أن بعتدي بعض ابناء مصر الدي لا يستحق ان يكونوا مصريين أصلا على الطلبة الي ليس له دخل لامن بعيد ولا من قريب وتواطئ الأمن معهم ولاكن الآن كرهتونا في مصر وفي اتارها ونيلها وكل شيء جميل فيها وفرقتم بيننا وبين كل مصري أحببناه. أقول ياشعب مصر افق ادا كان بعض سفهاؤنا أخطأوا في حق أي مصري أيعقل أن يجرم أعزتكم من مثقفيين واعلاميين وفنانيين وأكد البعض وليس الكل لأن مصر فيها شرفاء كثر لكن كانت واجهتها اناس كفرون، فقالوا شعب ليس له ملة ولا هوية وشعب المليون ...........أدبي يمنعني من قولي دلك. أغشيت أبصار الكثير من الاعلاميين لدرجة تصل الى التحريض بالقتل علنا وعلى الهواء في احدى برامج الرياضة للأخ الدي لا يستحق اخوة أصلا في مكالمته مع محمد فؤاد عندما قال نحن نحن ندبح في السودان ويستنجد بالحكومة وفي نفس الوقت يحرض على قتل اي جزائري في مصر. ايعقل ان يحرض المؤمن على قتل اخيه في شهر حرم فيه القتل حتى على الكافر، أهدا هو الاسلام ، واهده هي العروبة. أهنأك يا أديب فقد نجح اليهود. ورغم عن أنفك وأخرون معك لن تفرقوا بين الشعبين لأنكم لا تتستحقوا العروبة أصلا. وحسبي الله ونعم الوكيل على من أشعل هده الفتنة وتجرأى على شتم الشهداء

  • محمد التلمساني

    السلام عليكم
    شكرا لك أختي علي الموضوعية و قول الحق لكن الوضع السياسي هو نفسه في الجزائر و لدينا أيضا صورة طبق الأصل عن حزبكم الحاكم والشروق إلى حد ما تشبه الفضائيات المصرية و تشارك في المخطط الجزائري لإلهاء الشعب عن مشاكله الحقيقية ...أنا بدون عمل و حتى إذا ربحنا كأس العالم فسأفرح و سأجن لكن لن تحل مشاكلي أتحدى الشروق أن تنشر...

  • ام يوسف

    جعل االله هذه الشهادة في ميزان حسناتك .مصر و الجزائر تفتخران بامثالك .ادعوكم لقراءة مقال رائع للدكتور فهمي هويدي بعنوان :بعد صدمة الخرطوم ... الخطايا العشر جريدة الوطن الكويتية < 1 ~12~2009 > .االلهم انصف المظلوم و اكشف الظالم ليستفيق المصريون الغلابة.الهم اكشف عنهم غمهم و ابدلهم بحال احسن من حالهم و احفظ لنا جزائرنا الحبيبة و امد في عمر عزيزنا .

    د

  • عاشق الخضر

    "وغياب التنسيق الأمني مع الأجهزة السودانية التي ثبت بالفعل أن قدراتهم أقل من تنظيم مباراة بهذا الحجم"
    السلطات السودانية قدمت أنموذجاً في التنظيم و التعامل مع الأشقاء حتي مع خروج العض عن الروح الرياضية و يكفي أن الإستعداد للمباراة كان قبل 72 ساعة فقط ومع ذلك كان نجاحنا منقطع النظير .....
    شكراً لمصر و الجزائر لانهما و ضعتا السودان علي عناوين الأنباء عالمياً لعكس الوجه المشرق للسودان.
    عاشق الخضر-- الخرطوم

  • farid

    enfin une personne egyptienne franche et audacieuse,y'a une lueur d'espoir que le peuple egyptien se reveille de son sommeil et realise la pure vérité que leur gouvernement essaie de poluer,celle de promouvoir l'heritage des moubaraks au profit du peuple miserable bravo tu as bien compris la leçon chere soeur