-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

الحقُّ ما نطقت به “يديعوت” وأخواتُها!

حسين لقرع
  • 1271
  • 0
الحقُّ ما نطقت به “يديعوت” وأخواتُها!

الأرقامُ الكبيرة التي كشفت عنها صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية قبل أيام، بشأن العدد الكبير للجنود الصهاينة الجرحى والمعوقين والمصدومين نفسيا بفعل حرب غزة المستمرة منذ 7 أكتوبر إلى الآن، تؤكّد تماما أنّ الاحتلال يسير بخطى كبيرة نحو هزيمة تاريخية غير مسبوقة منذ قيامه في 1948 إلى اليوم.

الصحيفة العبرية كشفت أنّ نحو 5 آلاف جندي صهيوني قد وصل إلى مستشفيات الكيان لتلقي العلاج منذ 7 أكتوبر إلى الآن، ونحو ألفَين منهم أصبحوا معوقين، و58 بالمائة منهم أصيبوا بجروح بليغة تتطلَّب عمليات بتر لأيديهم وأرجلهم، و12 بالمائة تلقّوا إصابات في الرأس والعيون والطحال والكبد وأعضاء داخلية أخرى، و7 بالمائة منهم مصدومون نفسيا، وهذه النسبة مرشّحة للارتفاع لأن الصدمات تظهر عادة بعد أشهر من نهاية الحرب…

ويتعلّق رقمُ الـ5 آلاف جريح بالحرب البرّية فقط، وهو يرتفع إلى 10584 الذي كشفت عنه وزارة الصحة الصهيونية يوم الأحد باحتساب جرحى غزوة 7 أكتوبر المبارَكة التي خلّفت أزيد من 5500 جريح، وفق الأرقام الرسمية الصهيونية.

ودفعت هذه الأعدادُ المهولة لجرحى الحرب البرّية بغزّة رئيسة قسم إعادة التأهيل في وزارة الدفاع الصهيونية، ليمور لوريا، إلى القول “لم نمرّ قطّ بأيّ شيء مماثل لهذا!”، في حين قال رئيس منظمة المعوقين في الجيش الصهيوني، عيدان كاليمان، إن “إسرائيل تعيش حدثا غير مسبوق على المستوى العالمي”!

ومع أنّ هذه الأرقام لا تشمل أعداد القتلى من الجنود الصهاينة الذين قد يكونون أضعاف ما أعلن عنه العدوّ، إلا أنّها تؤكّد أنّ التصريحات المتتالية لقائد أركان جيش الاحتلال، التي تزعم تحقيق “إنجازات ميدانية” متواصلة في غزة، وخاصة في جبهات جباليا والشجاعية بالشمال، وخان يونس بالجنوب، هي مجرّد عنترياتٍ فارغة هدفها رفع معنويات جنوده، أمّا الحقيقة، فهي غير ذلك تماما؛ ففي كلّ يوم يسقط قتلى من جنود الاحتلال ومصابون بجروح شتى في مواجهاتٍ مباشرة وكمائن، ويقوم صناديدُ المقاومة بتفجير دبابات العدو وآلياته العسكرية المختلفة بقذائف “الياسين 105″، وتتمكّن المقاومة من إطلاق صليات صواريخ على تل أبيب وعسقلان ومدن أخرى للاحتلال، وهي تطلقها من شمال غزة التي يزعم العدوُّ أنّه “يسيطر” عليها، وفي هذا دلالةٌ كبيرة.

إذا كان هناك “إنجازاتٌ” للعدوّ في غزة، فهي فقط ارتكابُ المزيد من الدَّمار والتخريب، ككلّ المفسدين في الأرض عبر التاريخ، وقتلُ آلاف الأطفال والنساء والمدنيين، والعقابُ الجماعي للسكان، ومحاولة تهجيرهم بالقوة إلى سيناء، والإصرار على حرمانهم من الغذاء والماء والدواء والوقود، ما جعل المجاعة والأوبئة تدقّان أبواب القطاع… وهي كلّها جرائم حرب وجرائم ضدّ الإنسانية يرتكبها الاحتلال بدعم أمريكي وغربي إجرامي. أمّا على الميدان، فإن صناديد المقاومة يتصدّون يوميا للآلة العسكرية الصهيونية الجبّارة، ويوقعون خسائر كبيرة بالجنود والضباط والآليات، ما دفع الجنرال في الاحتياط، غانتس تسور، إلى الاعتراف بأن قوات الاحتلال “تدفع أثمانا باهظة، والجنود يسقطون كلّ يوم في غزة”، كما دفعت “يديعوت أحرونوت” إلى الاستنتاج بأنه “ربما حان الوقتُ للاعتراف بأنّ النصر الكامل ليس في الأفُق، ومن الأفضل، والحالة هذه، أن نسخّر طاقتنا من أجل استعادة جميع المحتجَزين، وتضميد جراحنا الجماعية العميقة”، في حين نقل موقع

“Y.NET” العبري عن مصادره الأمنية والعسكرية الخاصة أنّ قوّة المقاومة قد فاجأتهم: “على الأرض، يندهش الجيشُ كلّ يوم من مدى قوّةِ “حماس”، جيشٌ حقيقيٌّ جرى تأسيسُه على بُعد 50 دقيقة من تل أبيب”، ما جعل هذه “المصادر العسكرية” تدرك تماما أنّ تدمير الحركة لن يتمّ خلال أشهر قليلة، بل إن “تطهير” حيّ الشجاعية الصغير وحده من مقاتليها يحتاج إلى فترة لا تقلّ عن نصف سنة!

لو قدّمت المقاومة هذه الأرقام والتصريحات، لقال الأعرابُ المُتصهينون   إنّها مبالغاتٌ وأراجيف، لكنها صادرة عن مصادر صهيونية، عسكرية وسياسية وإعلامية، ولا مجال للطعن فيها، وهي تؤكّدُ جميعا أنّ هزيمةً عسكرية وشيكة ومدوّية توشك أن تلحق بجيش العدوّ ستكون آثارُها كبيرة على المنطقة، يكفي فقط أن نشير إلى ما ذكرته القناة 12 العِبرية من أن العديد من المستوطنين قدّموا طلباتٍ للّجوء إلى البرتغال في أعقاب الحرب. والحقُّ ما شهدت به “يديعوت” وأخواتُها.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!