-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

الحقّ والباطل في كورونا !

جمال لعلامي
  • 632
  • 4
الحقّ والباطل في كورونا !
أرشيف

بعض الأصوات “المتعوّدة دايما”، على التغريد خارج السرب، تركز كثيرا على مرحلة “ما بعد كورونا”-وهذا في والواقع مقاربة مشروعة ومعقولة- لكنها في الأصل والفصل حقّ يّراد به باطلا، من خلال تغذية خطاب التخويف والترويع من ما هو قادم ماليا واقتصاديا وإنسانيا، سواء في الجزائر، أو غيرها من البلدان، بما فيها المتطوّرة !

من الضروري اعتماد استشراف نزيه وموضوعي، للتحضير إلى ما بعد “كوفيد 19″، لكن لماذا لا يكون هذا “البعد”، إيجابيا، من خلال تحويله إلى نقطة انطلاقة، وليس نقطة ركود وجود وخمول واستسلام، لماذا لا نجعل من ما بعد كورونا، نقطة تحوّل نحو الأفضل، لننطلق في البناء والتشييد والترميم والتصحيح والإصلاح، علما أن كلّ الجزائريين طالبوا طوال سنة كاملة، بداية من 22 فيفري 2019، في حراك سلمي، بجزائر جديدة؟

الأكيد أن كورونا ستنتهي بإذن الله ومشيئته، إن آجلا أم عاجلا، مثلما انتهت قبلها الكثير من الأوبئة وحتى “الحروب”، لكن النهايات لم تكن نفسها للشعوب والأمم والمجتمعات والدول، مثلما لم تكن كذلك البدايات متطابقة، فهناك من انطلق نحو الأمام وباتجاه الأعلى والأفضل، وهناك للأسف من ظلّ في وضعية الفرملة، ووضع القصب في العجلة، والحجارة في طريق القاطرة !

أملنا أن نستغل تداعيات هذا الظرف العالمي الاستثنائي، لنتخلّص نهائيا من عقيدة “التقدّم إلى الوراء”، أو “الصعود نحو الأسفل”، ولن يتحقق هذا الحلم الجماعي، إلاّ إذا تحرّكت نزعة التغيير المبني على النوايا الحسنة، وبتكاتف الجهود وتعاون المخلصين وكلّ الوطنيين والمواطنين والأوفياء، الذين لا يعرفون الاستسلام أبدا، فإما الاستشهاد أو النصر !

لا داعي لتسمين خطابات التيئيس والتشاؤم والإحباط والقنوط و”القنطة” وكسر المبادرات الخيّرة وتثبيط العزائم، لكن المطلوب، هبّة فردية وجماعية، من هؤلاء وأولئك، أوّلا لمكافحة كورونا وآثارها الاقتصادية والمالية والنفسية والعائلية والصحية والمعيشية، وثانيا للشروع بعدها، بحول الله تعالى، في تضميد الجراح وكفكفة الدموع، وإطلاق نهضة في مختلف الميادين، لتعويض ما فات وما تمّ سرقته من وقت، وأيضا لرفع الهمم وكسر القيود !

من الصعب، تأنيب هذا الطرف، أو محاسبة تلك الجهة، أو لوم فئة، أو توبيخ فئة أخرى، فالجائحة عالمية، وقد قهرت أعتى الدول وأكبرها سنا وتطوّرا وجاها ونفوذا، فمن الظلم أن يلاحق بعض الفلاسفة والمنظرين، دولة فتية، والجزائر من هذا النوع، وبعقلية “البحث عن القمل في راس الفرطاس”، يحاولون ماكرين اصطياد كلّ شاردة وواردة، بينما كان المنتظر منهم أن يُبدعوا في ابتكار البدائل ويبتعدون عن منهج “العجوزة التي أمسكت لصا فوق السطوح” !

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
4
  • chorfi

    Un très grand merci pour votre honorable annalisse

  • ابن الجبل

    شكرا على المقال القيم الحي . رغم الضبابية ، ولكن الأمل مازال يراودنا في مشاهدة الجزائر مزدهرة وقوية، مثلما يقول المطرب القبائلي شريف خدام في رائعته :" نتمنى نشوف الدزائر منورة مثل البلدان .." لكن الأمل والتمنيات لا تصنع المعجزات والخطابات الرنانة لا تشيد الحضارات !. انما الجدية والمثابرة والثقة هي أساس البناء ، ورغم أن الجزائر عرفت عدة عثرات ، لكنها لا تحفظ من أخطائها !. بل هي نفس الممارسات ونفس العقليات ، التي تضبط العزائم ... قيل للسلحفاة : متى وأنت على هذا الشكل ؟ قالت : منذ أن خلقت ... الجزائر على هذا الشكل منذ الاستقلال !.نقول: اللهم اصلح بلدنا ، واهد أبناءها الى ماهو أفيد وأنفع لأمتنا.

  • صنهاجي قويدر

    كلام جميل يا استاذ جمال وتحليل جيد لكن كيف لامة اهملت العنصر الاساسي والفعال في بث روح الاخلاص وتفعيل اسباب النهوض نحو العلا والتقدم ؟ كيف لامة اهملت المعلم الذي وضعته في الدرك الاسفل مكبل اليدين و الرجلين ان تنهض من كبوتها ؟ الكل يجمع حتى الشجر والحجر على ان المعلم هو من اوصل العالم الى قمة الازدهار والرقي الا عندنا الكل يجمع على ان المعلم هو عدو المجتمع حتى صار الاولياء يتندرون مع ابنائهم بالمعلم ويحتقرونه فصغر في اعين تلاميذه فرفضوه ورفضوا العلم معه ، أمثل هذه الامة يرجى لها الانعتاق من دياجير الظلم والظلام ، تبا لامة تحتقر سيدها ؟

  • نمام

    لا شك أننا في قارب مشترك وعلى كل واحد منا التجديف قدر المستطاع لان القفز منه قد لا يؤدي الى شاطئ النجاة و معا نصل الخائف تاويلاته تشل القدرة على الحركة الحزين روح تشاؤمية الغاضب يشل العيش بسلوكه حاقد لذا الروح العامة بعضنا لبعض كالبنيان المرصوص يمنحنا العافية و النجاة النائبات والظروف العصيبة نحتاج فيها لنطاسي الروح جنبا مع الطبيب لا بد من حكماء فهؤلاء المشككون يرون الفيروس قيامة ونهاية و افلاس ولا تياسوا من روح الله ولا يياس من روح الله الا القوم الكافرون قد يقول قائل ما ينفعنا دعاؤك نعم الدعاء عبادة لا بضاعة في دكان ولكن عافية النفس العامة عافية لنا الطماننية والله لن بعيد لنا هذه الايام