-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

الحلال الذي تحوّل إلى حرام؟

الشروق أونلاين
  • 7785
  • 7
الحلال الذي تحوّل إلى حرام؟

لا خلاف بين كل الجزائريين على أن الديبلوماسية الجزائرية كانت خارج مجال التغطية، منذ اندلاع الثورات العربية، رغم أن هذه الثورات اندلعت في البيت المجاور لبيتنا، حتى كدنا نسمع أزيز رصاصها، ونشم شياط نارها…

  • ولا خلاف بين كل الجزائريين، على أن موقف خارجيتنا بقي مبهما، رغم أن كل دول العالم بما في ذلك البهاماس ولوزوتو واللاووس ونيكاراغوا، أفتت في شأن ثورات يجمعنا بدولها الدم واللغة والدين والتاريخ والجغرافيا، لكن كل الذين حاولوا إنقاذ أو انتقاد هذا الموقف المبهم، نسفوا مجال التغطية نهائيا، وخرجوا عن المنطق وعن الدين والدنيا، ومنهم الحزب المحظور الذي صار يصوم في زمن الإفطار، كما فعل زعيمه منذ سبع سنوات، عندما صام تضامنا مع صحفيين فرنسيين اختطفوا في العراق، رغم أن العراق بأكمله اختطف، ويُفطر في زمن الصيام، كما هي بياناته المنتقدة للجزائر عندما استقبلت بعض الأفراد من عائلة معمر القذافي المكوّنة من امرأة حامل وعجوز جاوزت الستين..
  • خرجة للأسف تؤكد أنه بقدر ما تخطئ السلطة عندنا، وتصنع الفراغ في الحدث الداخلي والخارجي، بقدر ما تعجز المعارضة داخل وخارج الوطن، عن تقديم بديل يرفع الرأس ويملأ هذه الفراغات، كما حدث مع الجبهة الإسلامية للإنقاذ المحظورة، التي اعتبرت استقبال أفراد من عائلة القذافي غير مطلوبين قضائيا وأمنيا من ليبيا ومن غيرها جريمةً وخيانة للثورة الجزائرية وللشهداء، ولا يوجد في كل الشرائع ما يمنع استقبال عائلة، ذنبها الوحيد أنها تنتمي لديكتاتور، ولو كان فرعونَ أو هامانَ أو هتلر، ولا يوجد في كل القوانين ما يحاسب الزوجة على ذنب اقترفه زوجها، أو الابن على ذنب اقترفه والده، والحزب المحظور الذي اختار لنفسه كلمة “الإسلامية”، يعلم أن القرآن الكريم والسيرة النبوية، قدما لنا نماذج من التسامح ومن طبيعة الحياة، مثل قوله تعالى: “وضرب الله مثلا للذين آمنوا امرأة فرعون إذ قالت ربي ابنِ لي عندك بيتا في الجنة ونجنّي من فرعون وعمله ونجني من القوم الظالمين” وقوله أيضا “وإذ قال إبراهيم لأبيه آزر أتتخذ أصناما آلهة إني أراك وقومك في ضلال مبين”، ووصف في أبدع سورة، صورة المرأة التي يجيئها المخاض، وهي مريم البتول “فأجاءها المخاض إلى جذع النخلة قالت: يا ليتني متّ قبل هذا وكنت نسيا منسيا” وكلها أمثلة وعبر كما قال تعالى للأولين والآخرين، ودستور اجتماعي وسياسي يسيرون عليه، لا أن يستعملوه زورقا لبلوغ مآربهم.
  • وإذا كنا نعلم أن طواغيت العصر، ومنهم الزعيم الليبي الذي أباد وأحرق شعبه قد يكونون أشد طغيانا من فراعنة الزمن القديم، ونعلم أيضا أن ابنة القذافي وزوجته لا يمكنهما أن يكونا بمرتبة البتول وامرأة فرعون، ولا حتى النساء العاديات في العالم، وحاشاه الخليل أن يكون مثل أبناء صاحب “زنقة زنقة”، ونعلم أن “أبا الحكم” الذي سماء خاتم الأنبياء أبا جهل، ترك ابنا هو عكرمة رضي الله عنه، تاب وحوّل هزيمة معركة اليرموك إلى انتصار بصموده وصيحته الشهيرة، عندما هرب بعض الجنود، فاستشهد وفتح المسلمون سوريا ولبنان، وبعدها مصر وليبيا، كما أصيب صفوان بن أمية ابن خلف بالعمى في الفتوحات الإسلامية، نعلم أيضا أن أي دار عجزة في العالم، لا يمكنها سوى أن تستقبل صفية القذافي، وأن أي مستوصف لا يمكنه سوى أن يستقبل عائشة الحامل، فما بالك أن يصبح هذا العمل الإنساني العادي جدا الذي جعل الأردن تستقبل ابنة صدام حسين، وفرنسا زوجة شاه إيران، وبلجيكا بنات بوكاسا، يوصف بالخيانة لمليون ونصف مليون شهيد، كما جاء في بيان الحزب المحظور.
  • المثل العربي الشهير يقول: “إذا كان الكلام من فضة فإن السكوت من ذهب” ولكن في موقف الجزائر من سلطة ومعارضة، اختفت كل المعادن النفيسة وغير النفيسة، فلا كلام المعارضة كان فضة، ولا صمت السلطة كان ذهبا، فذاب صوت بلد كان من المفروض أن يتكلم وحده ويصمت الآخرون.
أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
7
  • رضوان

    اللهم ابعد عنا الفتن
    ان كان القذافي مذنبا اقول ان كان فلا يعني ان اهله مجرمين كل واحد يدخل قبرو وحدو ويتحاسب وحدو انا ارى انا العمل الي الذي اقدمت عليه الجزائر هو قمة الانسانية ومن كان يعارض فانا اقول له الله يهديك خلي كلا مك عندك واقنع به نفسك ولا داعي لتثير الفتنة
    واخير الله يبعد ولاد الحرام على بلادنا ويحميها ويحمي رايسنا ويبعد عنا الفتن ماظهر منها ومابطن

  • ahmed

    يا سيدي امرك غريب تترك الحدث لتعلق على اللاحدث..هل موقف الفيس طغى على كل ما يحدث حولك ام انه الحقد الاعمى و التزلف الى دوى السلطان الدين لا ياقون لكم بالا

  • جزائرية

    أنا لا أتفق مع صاحب المقال تماما، و أثمن الموقف الجزائرية, و لا زالت الأيام تكشف أن التحفظات الجزائرية كانت في محلها و تحذيراتها أيضا، و إلى اليوم أنا أصر أن ما يجري في ليبيا ليس ثورة شريفة بل انقلابا عسكريا بمباركة الغرب، أقرأ يا كاتب المقال ما قاله ساركوزي!!!!!!!!

  • jobless

    عكس ما تضنون تماما فان عدم الرد اوالتجاهل هو في حد ذاته "سياسة" بكل معنى للكلمة اذن فخلاصة القول فان سياسة الجزائر حكيمة في ظل هذا الهول الاعلامي وها نحن الجزائريين نعلم ساسة العالم مرة اخرى "السياسة الغير موجودة في الكتب "فالجزئري تعرفه بانه تركيبة بشرية مميزة خاصة في المحن" ارفع القبعة لكل من هو جزائري.

  • bba

    تستحق ان تكون مفتي الجمهورية بامتياز يا كا تب المقال

  • محمد رفيق

    أوافقك الرأي. برافو تحليل سليم 100

  • نجيب

    قل لي يا سي عبد الناصر هل الشعب البريطاني مؤيد للحرب التي تقوم بها بريطانيا على ليبيا وأفغانستان وغيرها وفي فرنسا الغالبية العظمى مؤيدة لساركوزي وما يفعله؟ لماذا فقط عندنا الكل يتحدث باسم الشعب الجزائري وهل يملك هذا الشعب كل المعطيات التي يتم على اساسها اتخاذ قرار معين ان انتقاد بعض الجزائريين للدبلوماسية الجزائرية جاء بناء على عاطفة وعلى ما يقوله الإعلام المغرض وبناء على مسايرة للموضة الجديدة وهي معارضة النظام ومن هنا اصبح كل قرار للسلطة هو بمثابة خطأ، اننا في زمن الشعبوية