-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
قراءات مع الدكتور فاضل السامرّائي

الحلقة الخامسة عشر: المبني للمجهول (1)

الحلقة الخامسة عشر: المبني للمجهول (1)

لا نريد أن نبحث هنا المبني للمجهول، فإنّا ذكرنا كثيرا من أحواله وأمثلته في كتابنا: “معاني النحو”، فلا نعيد القول فيه، وإنما عَرضُ سؤالين في المبني للمجهول:

أحدهما: قوله -تعالى- في سورة الصافات: ((لَا فِيهَا غَوْلٌ وَلَا هُمْ عَنْهَا يُنْزَفُونَ))، لبناء الفعل (يُنزفون) للمجهول، في حين قال في سورة الواقعة: ((لَا يُصَدَّعُونَ عَنْهَا وَلَا يُنْزِفُونَ)) ببنائه للمعلوم. فما السبب؟ وهل يصحّ وضع أحدهما مكان الآخر؟

والآخر: هو سبب بناء الفعل (طبع) للمجهول في قوله تعالى: ((رَضُوا بِأَنْ يَكُونُوا مَعَ الْخَوَالِفِ وَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَفْقَهُونَ)) (التوبة)، وبنائه للمعلوم في قوله: ((رَضُوا بِأَنْ يَكُونُوا مَعَ الْخَوَالِفِ وَطَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ)) (التوبة).

أما الجواب عن السؤال الأول فإن (يُنزِفون) بكسر الزاي له أكثر من معنى. فإن معنى: (أنزف يُنزف): نفد شرابه، ومعناه أيضا: ذهب عقله وسكر.

ومعنى (يُنزف) بالبناء للمجهول: ذهب عقله من السّكر، وهو من (نُزف). جاء في (لسان العرب): “أنزف القوم: نَفِد شرابهم. الجوهري: أنزف القوم، إذا انقطع شرابهم… والمنزوف: السكران المنزوف العقل، وقد نُزف. في التنزيل العزيز: (لا يُصدّعون عنها ولا يُنزفون) أي: لا يسكرون…

قال الفراء: وله معنيان، يقال: (أنزف الرجل) ثني خمره، أو (أنزف) إذا ذهب عقله من السّكر، فهذان وجهان في قراءة من قرأ: (يُنزِفون). ومن قرأ: (يُنزَفون) فمعناه: لا تذهب عقولهم، أي: لا يسكرون”.

فمعنى الآية في الواقعة أن هذا الشراب لا ينفد ولا ينقطع وأنهم لا يسكرون عنه.

ومعناها في الصافات أن هذا الشراب لا يُذهب عقولهم فلا يسكرون عنه.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!