-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
القرآن كلام الله المنزّل من السّماء

الحلقة (25): الفرق بين سجع القرآن وسجع الكهان

خير الدين هني
  • 1585
  • 0
الحلقة (25): الفرق بين سجع القرآن وسجع الكهان

المقارنة بين النصوص والآثار، تُعدّ أهم خطوة من خطوات المنهج العلمي المعاصر، وقد أصبحت الدراسات المقارنة تشكل أحد أبرز التخصصات العلمية والبحثية في الدراسات العليا، وعلى هذا المنهج يمكن التحقّق من الفارق الكبير، بين سجع القرآن وسجع الكهان، ومن أراد التثبت من ذلك فعليه بعقد مقارنة دقيقة بين نصوص القرآن التي أوردتها، وبين أسجاع الكهان التي استشهدت بها، ليتبين له أن القرآن الكريم هو الحق الذي نزل من عند الله تعالى، ويستحيل على البشر أن يأتوا بمثله ولو اجتمعوا له، وأن سجع البشر يشبه بعضه بعضا، ولا يكاد المرء يفرق بين سجع كاهن وكاهن آخر.

من يتمتعون بفطر سليمة مستقيمة ويملكون ذوقا لغويا ولو بسيطا، يأبون هذه المقارنة لانعدام وجه الشبه، بين سجع القرآن وسجع الكهان، والأصوليون يقولون: لا قياس مع انعدام وجه الشبه بعلة جامعة أو مشابهة.

آيات قرآنية مسجوعة

  1. ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ، اللَّهُ الصَّمَدُ، لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ﴾ (سورة الإخلاص، مكية).
  2. ﴿وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا، فَالْمُورِيَاتِ قَدْحًا، فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحًا، فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعًا، فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعًا، إِنَّ الْإِنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ، وَإِنَّهُ عَلَى ذَلِكَ لَشَهِيدٌ، وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ، أَفَلَا يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي القُبُور، وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ، إِنَّ رَبَّهُمْ بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَخَبِيرٌ﴾، (سورة العاديات، مكية).
  3. ﴿إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا، وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا، وَقَالَ الْإِنْسَانُ مَا لَهَا، يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا، بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا، يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا لِيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ، فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ، وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ”، (سورة الزلزلة، مدنية).
  4. ﴿وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى، مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى، وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى، إنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى، عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى، ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى، وإِذْ هُوَ بِالأُفُقِ الأَعْلَى، ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى، فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى، فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى، مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى، أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى، فَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى، عِندَ سِدْرَةِ الْمُنتَهَى، عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى، إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى، مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى، لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى، َفَرَأَيْتُمُ اللاَّتَ وَالْعُزَّى، ومَنَاةَ الثَّالِثَةَ الأُخْرَى، أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الأُنثَى، تِلْكَ إِذًا قِسْمَةٌ ضِيزَى﴾، (الطور:1- 22، مكية).

السجع فنّ لغوي

السّجعُ فنّ لغوي يظهر فيه توالي الكلام، في فواصل قصيرة أو متوسطة أو طويلة، بحسب مقتضى الحال، وكثيرا ما يكون المعنى فيه تابعا للفظ، لاشتغال المتكلم بالبحث عن السجعات التي تكون على حساب المعنى، والأصل في الكلِم أن يكون الكلام تابعا للمعنى وخادما له، ولكن البحث عن إيجاد كلمات لها أصوات موزونة تنتهي بها الفواصل المسجوعة، يلزم المتكلم استخدام ألفاظ ذات أصوات مُتداخلة ومُتقاربة، ولها إيقاع موسيقي متناغم مع سياق الجمل، ويكون ذلك هو المراد بإيصالِ المعنى إلى المستمع، لأن بعض الأحوال يعسر فيها التوفيق بين المعنى والكلمات المسجوعة، ويلحظ ذلك في أسجاع الكهان، لذلك يأتي كلامهم مُطلْسما بالإبهام والغموض، ويقبل التأويل في الفهم والتفسير.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!