-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

الحلّ بين التأجيل والتعجيل!          

جمال لعلامي
  • 345
  • 0
الحلّ بين التأجيل والتعجيل!          
ح.م

الآن وقد تمسّك الحراك الشعبي بمطلب “التغيير الجذري”، وأعلن بن صالح استمراره “استجابة” لإعلان المجلس الدستوري، في وقت يطالبه الحراك بالرحيل، والآن في ظلّ تأخير الانتخابات الرئاسية الملغاة في أفريل، والمؤجلة من جويلية، إلى إشعار آخر، وإلى أجل غير مسمى، يجب البحث عن حلّ آخر، طالما المزج بين إسقاط الانتخابات مؤقتا، والإبقاء على رئيس الدولة إلى غاية انتخاب رئيس جمهورية جديد!

الجمعة 16، أكدت أن الحراك مستمرّ، وأن الخطاب “القصير” لبن صالح، لم يأت بالجديد، وأن الأزمة السياسية مستمرّة إلى أن يثبت العكس، ويتم اختراع مخرج النجدة الغائب أو المغيّب، نتيجة حسابات السلطة وحساسيات الطبقة السياسية وعجز الأحزاب و”تخلاط” بعض الوجوه التي عادت إلى عادتها القديمة بطلب المستحيل من أجل اختلاق أزمة على أزمة!

كلّ الجهات الآن تتحدث عن “الوقت” وتحذر من إهداره وتضييعه، لكن الحلّ مازال مؤجلا، أو غير متفق عليه، وهو ما يستدعي تسريع حركة الإبداع والقدرة على الاختراع، بغية حلحلة هذه الضائقة السياسية التي بدأت تداعياتها تتجلى على الاقتصاد الوطني وحركية الاستثمارات والتنمية، والأهم من ذلك ربما، ضرب معنويات المواطنين!

الجزائريون يُريدون العودة إلى بيوتهم، لكن بتحقيق مطالبهم التي يرون أنها شرعية ومشروعة وغير قابلة للتنازل أو التفاوض، غير أن استمرار “الحلقة المفقودة” في الضياع والتيه، أجّل الحلّ ورفع سقف المطالب، وقد يُخلط الأوراق ويصعّب الحلّ والعياذ بالله، ما لم يتم تعجيل الحوار الجدّي والشروع في تطبيق التوافق بما يرضي ويخدم الجميع، أو على الأقلّ الأغلبية!

السياسيون والأحزاب والشخصيات الوطنية ومعهم السلطة السياسية، مازالوا جميعا خارج مجال تغطية الحراك الشعبي، ولهذا مازال الحلّ معلقا من عرقوبه، حتى وإن كان بالنسبة للمتظاهرين واضحا وضوح الشمس ولا يتطلب الكثير من التحليل والتفسير والتلوين والقيل والقال!

من المفيد الآن لهؤلاء وأولئك، أن يسمعوا صوت الحراك، الذي يصرخ منذ 22 فيفري، فقرابة الأربعة أشهر الماضية، تكفي لتصحيح ما يمكن تصحيحه وتفادي الأسوأ، وعزل “الخلاطين”، وتجنب حوار الطرشان، والبحث عن محاورين ومفاوضين نزهاء وشرفاء، يقدّمون مصلحة البلاد والعباد، قبل مصالحهم الشخصية، والأهمّ من كلّ هذا وغيره، “التحاور” مع الشعب بلغة العقل والقلب والواقع، بدل الاستفزاز واللفّ والدوران!

لا يجب إخفاء أو تتفيه “المكاسب” التي تحققت بفضل الحراك، لكن مادام هذا الحراك مازال يخرج للشوارع كلّ جمعة، ولم يتوقف لا في رمضان ولا في أول جمعة بعد العيد، فلا بدّ من البحث عن الخلل واختزال طريق الحلّ، حتى يشرع الجميع فعلا في بناء الجزائر الجديدة بكلّ أمل وثقة وطمأنينة!

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!