الرأي

الحلّ في الزفيطي والدوبارة!

جمال لعلامي
  • 1496
  • 7

يكاد يُغمى عليك من شدّة “القنطة”، وأنت تسمع خبيرا في قطاع السياحة، وهو يقترح تشييد فندق من أربعة نجوم على مستوى جبال الشفة، من أجل استقبال السياح الأجانب هناك، ويكاد الضحك يقتلك، وأنت تسمع آخر يدعو إلى تعميم “الزفيطي” و”الدوبارة” لدعم السياحة في بلادنا ومنافسة البلدان التي تسرق منّا سياحنا والسياح المتهاطلين من مختلف بقاع العالم!
إذا كان “الزفيطي” و”الدوبارة” و”الشخشوخة” هو الحلّ لإحياء سياحتنا، فعلينا جميعا أن ندعم كذلك صناعة “الخفاف” و”البغرير” و”المسمّن” و”الكرنطيطة”، إذا كانت تنفع، لوقف “هروب” السياح، ودخول ما لا يقلّ عن 3 ملايين جزائري إلى تونس وحدها صيفا، من أجل الاستجمام والاصطياف!
لتتحوّل كل البيوت الجزائرية إلى أفران لإنتاج “زلابية بوفاريك” و”الكسكسي” و”الرشتة” و”البوراك”، و”المطلوع” و”الفطير”، من أجل إغراء سيّاح أمريكا والنرويج والمكسيك وألمانيا والنمسا وكلّ الغرب والعرب، واستقطابهم إلى الشفة التي يقترح “صاحبنا” تزويدها بفنادق فخمة!
المشكلة يا جماعة الخير ليس بالضرورة في المنشآت، بقدر ما يكون في العقليات، والدليل، أن فنادق ضخمة، عمومية وخاصة، لا تعرف كيف تتعامل مع الزبائن، ولكم أن تتصوّروا كيف يُمكن إنعاش السياحة، والسائح يرى بأمّ عينه التي ستأكلها الدود، “سارفور” في فندق مهمّ وهو يُحضر للزبائن قارورة الماء تحت إبطه العرقان؟
هل تنجح السياحة بتوزيع القهوة والشاي في إبريق أكله الصدأ؟ وهل بـ”التشناف” يأتي إلينا السيّاح؟ وهل بالأسعار الاستفزازية والخدمات الانتحارية، يهزم “الحميس” صاندويشات “الماكدونالد”؟ وهل بالتكاسل وقتل الإبداع يتمّ تعويض الأطباق العالمية بأطباق تقليدية لم تعرف طريقها إلى التسويق والترويج بطرق تثير الشهية وتسيل اللعاب؟
ستبقى سياحتنا إلى أن يثبت العكس، بعيدة كلّ البُعد، عن المنافسة والمقاييس العالمية النزيهة والاحترافية، طالما ظلت رهينة دسّ الشمس بالغربال، وركوب الرأس، وسرقة السائح والزبون، جهارا نهارا، ولن ينجح لا إغراء ولا استقطاب ولا هم يحزنون، إلاّ إذا تبدّلت الذهنيات وطرق التسيير، قبل أن تـُشيّد الفنادق ومراكز التسلية والترفيه!
عندما تسارع مصالح البلديات والدوائر والولايات والوزارات المعنية، إلى تنظيف الشوارع والأحياء، والجبال والشعاب والوديان، ويتوقف بعض “السيّاح” عن رمي مخلفات أكلهم من نوافذ السيارات، وتتوقف بعض السيّدات عن التخلّص من حفاظات أبنائها عبر الأشجار والحشائش ووسط رمال الشواطئ، عندها قد يصبح الحديث عن آليات استقطاب السيّاح من هنا وهناك، كلاما ليس من صميم الكلام المجنون والرأي “المعفون”!

مقالات ذات صلة