-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

الحملة الانتخابية بدأت قبل موعدها!

الشروق أونلاين
  • 428
  • 0
الحملة الانتخابية بدأت قبل موعدها!
الأرشيف

لا يمكن أن نصِف ما يحدث الآن في المشهد السياسي، بأي تعبير آخر، دون حملة انتخابية، لا سرّية فيها ولا تردّد، وهي تقام علنا وجهارا وفي وضح النهار، وتقوم بتغطيتها مختلف وسائط التواصل الاجتماعي على المباشر وعلى نطاق واسع، تنقل فيديوهاتها وصورها إلى القارات الخمس، إلى درجة أن بعض الذين أودعوا ملفات ترشحهم من الذين زاروا كل الولايات، دمجوا جمعهم للتوقيعات بالإشهار لأنفسهم، في حملة انتخابية شعبية، لن يحلموا بمثيل لها حتى في موعد الحملة الانتخابية لرئاسيات أفريل الذي ستحدده وزارة الداخلية.

الشخصيات الطامحة في التواجد في آخر أنفاس الانتخابات والتي لم تجسّ أي نبض ولم تنتظر أية تزكية كما يفعل آخرون، من الذين ينسى الناس وجودهم، وفي كل موعد انتخابي يُطلون ليعرضوا أنفسهم على النظام كبديل وينتظرون الإشارة، باشرت فعلا حملة تزكية نفسها وتقديم مبررات ضرورة التغيير، حالمة بأن تكون في سدّة الحكم أو على الأقل المحاولة، وهي لم تترك وسيلة للقاء الناس إلا وسلكتها، ويكاد الشارع الجزائري يعلم بالزمان الدقيق والمكان المحدّد لتواجد هذا الطامح في الرئاسة أو ذاك، خاصة أن الفضول جلب الكثيرين لمعرفة بعض الشخصيات التي كانت تتحدث من وراء الستار، فسنحت لها فرصة التجوال والفراغ القانوني، فمدّت وجزرت وأشرقت وغرّبت مستغلة أيضا تحرك الموالاة جهارا، فلم تجد من مبرّر لما تقوم به سوى: “إننا نفعل ما يفعله الآخرون”.

كل المؤشرات توحي بأن الانتخابات الرئاسية هذه المرة ستكون مختلفة عن المرات السابقة، في وجود شخصيات جديدة بعيدة عن التي تعوّد الجزائريون مشاهدتها والاستماع إلى خطابها الممّل الذي نفّر الناس من صناديق الاقتراع، والتعامل السلس للسلطة هذه المرة مع هؤلاء قد يفتح شهية الناس المسدودة من زمان لأجل تتبع المشهد السياسي، قبل التفكير في المشاركة فيه بالحضور في الحملة الانتخابية والتصويت في يوم الاقتراع. وقد كان ضعف السلطة، على مدار عقود، يكمن في ضعف المعارضة، وهو ما جعل الناس تقتنع دائما بأن المعارضين هم أرانب سباق مع سبق إصرارهم وترصدهم، وجاءوا طواعية من أجل الحصول على الغنائم التي استفاد الكثيرون منها، وعبّر آخرون عن حسرتهم لأنهم حُرموا منها.

السلطة القوية هي التي تحتاج لمعارضة قوية وشخصيات لا ينبذها الناس، حتى تنافسها وتجعلها تطوّر من أدائها، فقد أدركت الدول الديموقراطية الكبرى من زمان بأن أضعف الزعماء من لم يجدوا من ينتقدوهم وينافسوهم على مقاعد الحكم، وبأن أشهر القادة في العالم هم من وصلوا إلى سدّة الحكم وسط أمواج من عرق الجهد والبذل.

والجزائر تمتلك الفرصة لأن تعيد الناس إلى السياسة التي طلّقوها ولم يعودوا يؤمنوا بأنها جزء مهم من حياتهم، ومرتبطة بالاقتصاد وبحياتهم الاجتماعية والثقافية، فمن غير المعقول أن يتواصل أداء السلطة على ما كان عليه، وأداء المعارضة كالأرانب المطاردة للجزر.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!