-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
مدمنون على ممارستها في الطرق الرئيسية والأماكن المنزوية

“الخربقة”.. آسرة بطالي ومتقاعدي الأوراس

صالح سعودي
  • 1650
  • 1
“الخربقة”.. آسرة بطالي ومتقاعدي الأوراس
ح.م

تحولت لعبة “الخربقة” إلى ظاهرة فرضت نفسها بشكل لافت في ولاية باتنة ومختلف البلديات التابعة لها، حيث لا يتوانى الكثير في ممارستها بشكل يومي، بل بعضهم أصبح أسيرا لها من الصباح إلى المساء، بشكل يعكس الرغبة في الإبداع والعمل في الوقت نفسه على سد الفراغ، والكلام ينطبق على الشباب البطال من جهة، وكبار السن ممن أحيلوا على التقاعد ولم يجدوا بديلا سوى البقاء لساعات طويلة يمارسون لعبة “خربقة” في أماكن معروفة، سواء في الطرق الرئيسية أم الأماكن المنزوية.
أصبح للمغرمين بلعبة “الخربقة” تقاليد يومية في ممارستها، بعدما تعلقوا بها وجدانيا وميدانيا، فالمتجول في شوارع وأحياء مدينة باتنة مثلا يلفت انتباهه مظاهر لشيوخ وشبان يتمرغون أرضا، وهم منهمكون في ممارسة “خربقة” في مظاهر تتم بقوة التركيز وشدة التنافس في توظيف أقصى قدرات الذكاء بغية إنهاء الأشواط بفوز يسمح بمواصلة المسيرة للإطاحة بمنافسين آخرين يحذوهم نفس الطموح، ولعل أبرز تجمع هو الواقع في الممرات الرئيسية الواقع بين حي 1200 مسكن وحي الشهداء، وهذا غير بعيد عن الأمن الحضري الخامس، حيث يقصده مرتادوه صباحا ولا يغادرون المكان إلا في المساء، فيفضل المحترفون ممارستها نية كسب أكبر عدد من المعارك، فيما يفضل آخرون متابعة المشهد عن قرب، والكلام ينطبق على تجمعات أخرى في نواحي بوعقال وكشيدة وبارك أفوراج وغيرها من أحياء مدينة باتنة، دون نسيان ذات الصور التي تشهدها بلديات أخرى واقعة في أعماق الأوراس، في صورة آريس وإشمول ونقاوس وبريكة وغيرها.

بين الإبداع الصحي والفراغ المرضي

ومعلوم أن “خربقة” لعبة مسلية يمارسها الأطفال وكبار السن، وهي تشبه الشطرنج، وتحتاج إلى تفكير جيد للتفاوض في طريقة تحريك الأحجار المواتية، علما أن هذه اللعبة تتشكل عادة من 25 خانة أو حفرة يلعبها شخصان، لكل شخص نصف عدد الأحجار أو النوى، يختلف لونها عن أحجار الشخص الثاني. يقوم اللاعب الأول بملء خانتين ويعقبه الثاني بمثل ما فعل، وهكذا دواليك حتى تملأ كل الخانات عدا الخانة الوسطى التي تبقى فارغة، ثم تبدأ اللعبة، والفائز بها هو الذي يتبقى له أكثر عدد من القطع، ما يسمح له بمواصلة اللعب لمواجهة منافس جديد.
وإذا كان البعض يعتبر أن لعبة خربقة هي عادة صحية، مادامت تكشف ذكاء الفرد حين يمارسها، بطريقة شبيهة بممارسة لعبة الشطرنج، ما يسمح بالوقوف على الأفراد القادرين على التفاوض من موقع جيد لهزم منافسيهم بالطرق الرياضية طبعا، وفق أخلاقيات وقوانين اللعبة، إلا أن البعض اعتبر المبالغة في ممارستها عادة مرضية، وأنها تعكس الفراغ الرهيب الذي تعاني منه شريحة واسعة من المجتمع، سواء وسط الكبار أم الصغار، حيث إن كثرة الفراغ تجعل البعض منهم يسعى إلى كيفية قتله بلعبة خربقة بدل اللجوء إلى طرق أخرى سلبية أو ضارة، بدليل أن قائمة المرتادين تشمل شبانا يعانون من شبح البطالة، مثلما تشمل أيضا شريحة واسعة من الشيوخ وكبار السن الذين أحيلوا على التقاعد أو ليس بمقدورهم العمل، فتكون خربقة ملاذهم في الهواء الطلق، بعيدا عن ضجيج المقاهي أو ضغوط الالتزامات العائلية، وهو ما يجعل هذا اللجوء يتحول إلى عادة تلازمهم، مثل تلازم عشاق الكرة الذين لا يهدأ لهم بال إلا إذا توجهوا إلى مدرجات الملاعب لمتابعة تحضيرات فرقهم المحبوبة أو مشاهدة مبارياتها الودية والرسمية، وفي هذا المجال يؤكد بعض المتتبعين على ضرورة تفادي مثل هذه المظاهر، خصوصا أن الإفراط فيها يؤدي إلى التفريط في مختلف الالتزامات الشخصية والعائلية والدينية وحتى الدنيوية، بشكل لا يخدم الفرد العاجز عن توظيف وقته في ما يفيد وينفع.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • Auressien

    c'est un jeu que nos ancêtres ont appris des romains. les romains l'ont crée en s’inspirant de leurs tactiques de guerre pour vaincre leur ennemi. il parait que même le jeu de dames ou "dama" tout comme la kharbga est aussi un jeu romain.la kharbga est aussi pratiqué au sud de la Tunisie