-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
تتويج المنتخب بـ "الكان" زيّن الحصاد الرياضي لعام 2019

“الخضر” حطموا كل الأرقام.. مخلوفي أبهر وبلماضي حول مبولحي إلى عملاق

صالح سعودي
  • 3255
  • 2
“الخضر” حطموا كل الأرقام.. مخلوفي أبهر وبلماضي حول مبولحي إلى عملاق
ح.م

خطف المنتخب الوطني خلال العام 2019 الأضواء على جميع الأصعدة، ففي الوقت الذي واصل سلسلة النتائج الإيجابية دون هزيمة آخرها الفوز الذي عاد به زملاء بلايلي من بوتسوانا، بعد 4 أيام فقط من الفوز العريض على حساب منتخب زامبيا، محطمين بذلك الرقم الذي كان بحوزة المدرب كرمالي نهاية الثمانينيات ومطلع التسعينيات، في الوقت الذي يبقى أفضل إنجاز لكتيبة “الخضر” هو التتويج باللقب القاري الثاني في الملاعب المصرية، وهو إنجاز يجعل العناصر الوطنية تنهي العام 2019 بكثير من التميز والتألق وخطف الأضواء.

أنهى المنتخب الوطني مشواره خلال العام 2019 على وقع النتائج الباهرة والإنجازات النوعية التي تعكس الوجه الإيجابي الذي أبان عنه طيلة أكثر من عام كامل، بشكل يعكس البصمة التي تركها الناخب الوطني جمال بلماضي منذ توليه مهامه على رأس “الخضر” شهر أوت من عام 2018، حيث راهن على النجاح وخطف الأضواء، فكان له ذلك فوق المستطيل الأخضر، بطريقة أبهرت التقنيين وأمتعت الجماهير وأعادت البريق للكرة الجزائرية. ومن النواحي الإيجابية التي أبان عنها المنتخب الوطني في طبعة جمال بلماضي هو توديع كابوس النتائج السلبية التي أساءت إلى “الخضر” وأدخلته في فترة انتقالية صعبة، خاصة في مرحلة المدرب السابق رابح ماجر الذي عجز عن تذوق الفوز حتى في المباريات الودية، وهو الأمر الذي جعل الجمهور ينقلب عليه ويطالبه بالرحيل، رحيل كان بمثابة تحصيل حاصل، ليتم الاستعانة بخدمات المدرب بلماضي الذي عرف كيف يعيد التشكيلة الوطنية إلى الواجهة، سواء من حيث النتائج الفنية أم الإنجازات النوعية، وفي مقدمة ذلك التتويج باللقب القاري بعد 29 سنة كاملة من الانتظار، فضلا عن سلسلة النتائج الإيجابية المتواصلة، بدليل أنه منذ خسارة “الخضر” أمام مضيفه منتخب بنين 1-0، في التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس أمم أفريقيا 2019 التي جرت بمصر، لم يعرف أي هزيمة أخرى في 17 مباراة (منها 11 رسمية)، وذلك منذ 18 نوفمبر 2018، تاريخ فوزه على الطوغو بنتيجة 4 أهداف مقابل هدف واحد، لحساب ذات التصفيات.

بلماضي جمع بين التتويج القاري وتحطيم الأرقام

بلماضي

ويبقى 2019 عام التميز على جميع الأصعدة، بدليل أن المنتخب الوطني لعب 16 مباراة بينها 6 وديات، حقق خلالها الفوز في 13 مواجهة (منها 10 مباريات رسمية و4 وديات). يحدث هذا في الوقت الذي تألقت الجزائر بشكل لافت في بطولة كأس أمم أفريقيا 2019 التي أقيمت الصائفة الماضية بمصر، حيث توجت باللقب بعدما لعبت 7 مباريات، حيث فازت في 6 (تجاوزت كوت ديفوار في دور ثمن النهائي بركلات الترجيح 3-4، بعدما انتهى الوقت الرسمي بهدف لمثله). ودائما مع لغة الأرقام، فإن هجوم “الخضر” سجل خلال العام 2019 حصيلة 29 هدفا، منها 19 هدفا في المواجهات الرسمية، في حين تلقت شباكهم 7 أهداف فقط، 4 منها في المباريات الودية.

وقد سمحت النتائج المذهلة التي حققها بلماضي على رأس المنتخب الجزائري بتحطيم الرقم القياسي للمدرب الراحل عبد الحميد كرمالي، الذي قاد “الخضر” إلى 15 مباراة دون هزيمة، وجعلته يتطلع إلى تحقيق المزيد والاقتراب من أفضل المنتخبات في العالم، بدليل الفوز العريض في المباراة الودية أمام المنتخب الكولومبي، مباراة كشفت عن الإمكانات الحقيقية للعناصر الوطنية التي يمكن أن ترتقي إلى مصاف المنتخبات العالمية. وإذا كانت الجماهير الجزائرية تعيش على وقع النتائج الباهرة للمنتخب الوطني الذي أنهى العام 2019 بثوب البطولة والتميز، بالنظر إلى إحرازه اللقب القاري بعد 3 عشريات من الانتظار، وكذا مواصلة سلسلة النتائج الإيجابية بكثير من التميز، إلا أن الناخب الوطني جمال بلماضي أصبح تفكيره منصبا على التحديات المستقبلية، بدليل أن عينه على النسخة المقبلة من “الكان” المرتقبة في الكاميرون عام 2021، وكله رغبة في الحفاظ على التاج الإفريقي، وفي الوقت نفسه يراهن على خوض تصفيات المونديال من موقع قوة، للعودة مجددا إلى واجهة أكبر تظاهرة كروية عالمية من بوابة دورة قطر عام 2022، وهي التحديات التي جعلت بلماضي يحضر لها الأرضية اللازمة من الآن.

فضية مخلوفي أعادت ألعاب القوى إلى الواجهة

توفيق مخلوفي

من جهة أخرى، أعاد العداء توفيق مخلوفي رياضة ألعاب القوى الجزائرية إلى الواجهة من بوابة البطولة العالمية التي جرت في الدوحة القطرية، وهذا بعد إحرازه الميدالية الفضية في سباق 1500 متر، وذلك بتوقيت 3 دقائق و31 ثانية و38 جزءا من المئة، تتويج يعكس مكانة ألعاب القوى الجزائرية في المحفل العالمي، رافعا بذلك رصيد الجزائر إلى 8 ميداليات على مدار المشاركات السابقة منذ عام 1991، بناء على ما صنعه في وقت سابق عداؤون بحجم مرسلي وبولمرقة والبقية. وإذا كانت الجماهير الجزائرية كانت تطمح في تتويج العداء توفيق مخلوفي بالميدالية الذهبية، وبالمرة تكرار سيناريو أولمبياد لندن 2012، إلا أن الكثير من المتتبعين أجمعوا على أن إحراز ابن سوق أهراس على الميدالية الفضية يعد إنجازا في حد ذاته، وهذا بالنظر إلى الظروف التي مر بها، وفي مقدمة ذلك عودته من إصابة، وحديثه في وقت سابق عن المتاعب التي واجهها من الناحية التمويلية والتسييرية وأمور أخرى، ليبقى مشوار مخلوفي مميزا، وهو الذي نال 3 ميداليات في الألعاب الأولمبية، منها ذهبية في سباق 1500 متر عام 2012 بلندن، وفضيتان في سباقي 1500 متر و800 متر خلال أولمبياد ريو 2016، ما يجعله العداء الجزائري الأكثر تتويجا في تاريخ الأولمبياد، فضلا عن تتويجاته الإفريقية المتعددة، وهو الحائز ذهبية وفضية في البطولة الإفريقية عام 2012 ببورتو نوفو، و3 ميداليات منها ذهبية في الألعاب الإفريقية عام 2011 بمابوتو.

تتويجات نوعية لمحرز وفغولي وبن سبعيني والبقية

محرز

شهد صائفة 2019 تتويجات فردية ونوعية للاعبين المحترفين مع أنديتهم، وعلاوة عن تسجيل أغلبهم لأهداف أو مساهمتهم في تمريرات حاسمة، فإن عددا هاما من اللاعبين توجوا بألقاب مهمة في بطولات كبيرة، وفي مقدمتهم رياض محرز الذي توج بالرباعية في الدوري الإنجليزي، وفاز سفيان فيغولي بالدوري التركي مع غالاتا سراي، واختير أيضا أفضل لاعب في الموسم، في وقت احتفل بن سبعيني مع رين بكأس فرنسا بعد الفوز على باريس سان جيرمان في النهائي. وفي السياق ذاته، حقق الهداف بغداد بونجاح موسما استثنائيا في الدوري القطري، حين قاد نادي السد إلى الفوز بلقب الدوري بعد غياب طويل، وسجل 39 هدفا في الدوري القطري، وهداف دوري أبطال آسيا، فضلا عن أهدافه الحاسمة مع “الخضر”، كما شهد الموسم المنتهي تألق عطال، ما جعل ابن مدرسة بارادو محل اهتمام أندية أوروبية كبيرة.

كما تألق عيسى ماندي مع ريال بيتيس، حيث صنف في إحصائيات الدوري الإسباني كأفضل لاعب مرر أكثر من 2440 تمريرة. وفي الدوري التونسي نجد تألق بلايلي مع الترجي المتوج باللقب الإفريقي وقبل أيام بلقب إفريقي آخر، قبل أن تقرر “الكاف” إعادة مباراته النهائية في بلد محايد. كما نجد أسماء أخرى استمتعت بمذاق التتويج، مثل الحارس أليكسندر أوكدجة الذي حقق الصعود مع ماتز للدرجة الأولى بفرنسا. ورامي بن سبعيني المتوج بكأس فرنسا رفقة مهدي زفان، دون نسيان هاريس بلقبلة الذي حقق الصعود مع بريست للدرجة الأولى بفرنسا.

مبولحي.. أرغمه ماجر على الاعتزال وحوله بلماضي إلى عملاق

مبولحي

برهن رايس مبولحي (33 سنة) خلال العام 2019 أنه الحارس الأول لعرين المنتخب الوطني دون منازع، وعرف بذلك كيف يواصل البرهنة عن صحة إمكاناته على مدار السنوات التسع التي حمل فيها ألوان المنتخب الوطني، وبالضبط منذ المباراة التاريخية أمام إنجلترا في مونديال 2010 بجنوب إفريقيا، حين وضع شيخ المدربين الثقة في خدماته، ليواصل مسيرة التألق والكشف عن قدرته في تشريف الألوان الوطنية، ما يجعله الحارس الأكثر حضورا إلى حد الآن في المنتخب الوطني، متفوقا على حراس كبار على مر الأجيال، في صورة مهدي سرباح ونصر الدين دريد وعصماني وعاصمي والبقية، ليكون دوره فاعلا في نهائيات “كان 2019” في مصر، حين ساهم بشكل فعال في تتويج المنتخب الوطني باللقب القاري الثاني والأول من نوعه خارج الديار، بفضل تصدياته الناجحة وتدخلاته الموفقة وتركيزه الكبير الذي منح ثقة مميزة لزملائه في الدفاع والوسط والهجوم. في الوقت الذي مر الحارس رايس مبولحي بوضعية استثنائية مع المنتخب الوطني في عهد المدرب السابق رابح ماجر، بعد إرغامه على الاعتزال، لكن في النهاية انقلبت الأمور على ماجر، فجاء بلماضي الذي أعاد مبولحي إلى بيت “الخضر” من أوسع الأبواب”، فكان أحد الأوراق الرابحة في كتيبة المحاربين، من خلال مساهمته الفعالة في التتويج باللقب الإفريقي الصائفة الماضية في مصر، وتحطيمه عديد الأرقام الهامة، وفي مقدمة ذلك الحفاظ على نظافة مرماه لمدة 420 دقيقة، وتحطيم رقم سرباح من حيث عدد المشاركات الشخصية في “الكان”، وتوالي حضوره للعام التاسع مع “الخضر”، ما يجعله أفضل حارس في تاريخ الكرة الجزائرية، من حيث عديد الأرقام الهامة، ناهيك عن التتويج الإفريقي في الملاعب المصرية.

محطات وأحداث من العام 2019

سوسطارة ينالون البطولة والعقيبة يفتكون الكأس

شباب بلوزداد

وعلى الصعيد المحلي فقد عادت البطولة لفريق اتحاد الجزائر الذي توج بها بعد تنافس حاد مع بعض الأندية الطموحة، في صورة شبيبة القبائل وشبيبة الساورة ونادي بارادو وغيرها، حيث يعد هذا التتويج الثامن من نوعه لأبناء سوسطارة في البطولة، قبل أن يدخلوا في متاعب بالجملة، بعد سجن مالك النادي علي حداد في قضايا فساد. وفي السياق ذاته توج الجار شباب بلوزداد بكأس الجمهورية بقيادة المدرب عمراني، وهذا بعد فوزه في النهائي أمام شبيبة بجاية بهدفين دون رد، وهو التتويج الثامن لأبناء العقيبة في السيدة الكأس.

الحكم بالسجن على حمار وزعيم

حسان حمار

وعرف العام 2019 عدة قرارات من العدالة أدت إلى سجن رؤساء أندية مسيرين، وفي مقدمتهم رئيس وفاق سطيف حسان حمار بسبب قضية عقارية، وقد خلفت هذه القضية متاعب بالجملة لوفاق سطيف من الناحية المالية والإدارية، والكلام ينطبق على الرئيس السابق لاتحاد عنابة عبد الباسط زعيم الذي صدر في حقه نهاية العام 2019 حكما بـ 18 شهرا حبسا، من بينها 6 أشهر حبسا نافذا، وهو المتابع في قضية تتعلق بالفساد الرياضي، فساد رياضي يهدد الكثير من المسيرين ورؤساء الأندية المتهمين بالضلوع في قضايا من هذا النوع.

“الخضر” أنهوا 2019 في المركز الـ35

الخضر

حافظ المنتخب الجزائري على المركز الـ 35 عالميا في تصنيف الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) الخاص بشهر ديسمبر 2019، الصادر عن الهيئة الدولية عبر موقعها الرسمي على شبكة الإنترنت، مرتبة تعكس التحسن الذي ميز كتيبة بلماضي والنتائج الباهرة المحققة خلال العام 2019، وفي مقدمة ذلك التتويج باللقب القاري بمصر.

لالماس وبن فرحات وبوزار وجحنين رحلوا عنا في 2019

عرف العام 2019 رحيل العديد من الوجوه الرياضية والكروية عن هذا العالم، وفي مقدمة ذلك نجم الثمانينيات احسن لالماس الذي توفي بعد متاعب طويلة مع المرض، والكلام ينطبق على لاعب المنتخب الوطني وشبيبة تيارت في الستينيات والسبعينيات الطاهر بن فرحات، كما توفي مسير شبيبة بجاية طياب إثر سكتة قلبية، وفي نهاية العام 2019 رحل الحكم السابق جحنين زيتوني بعد مرض عضال، وهو الذي ترأس فريق تيزي انبشار لسنوات طويلة، كما عرف العام 2019 وفاة والدة الحكم السابق زكريني التي غابت عن الأنظار لمدة طويلة قبل أن يتم العثور عليها ميتة. كما شهد شهر نوفمبر المنصرم البطل في رياضة المصارعة، عبد الباسط بوزار، بعد فترة طويلة من المعاناة مع المرض ظل يرقد خلالها بمستشفى البليدة إثر إصابته بمرض عضال. وتوفي المصارع بوزار، الحاصل على العديد من الألقاب الوطنية والقارية، عن عمر يناهز 19 سنة.

المنتخبان المحلي والأولمبي يخيبان

لم تكن نتائج المنتخب الوطني المحلي والأولمبي في مستوى التطلعات خلال 2019، فأولمبيو “الخضر” أقصوا من تصفيات كأس أمم إفريقيا لأقل من 23 سنة التي أجريت في مصر، وضيعوا فرصة الوجود في أولمبياد طوكيو 2020. أما المنتخب المحلي فلم يكن في الموعد هو الآخر، حيث فشل في بلوغ نهائيات “الشان”، التي ستقام سنة 2020 بالكاميرون، بعد إقصائه على يد المنتخب المغربي في الدور التصفوي الأخير، حيث تعادلا سلبا في ملعب تشاكر، وفاز أسود الأطلس بثلاثية كاملة في ملعب مدينة بركان المغربية.

فشل ذريع للأندية الجزائرية في المنافسات القارية

خيبت الأندية الجزائرية مجددا في مشاركاتها القارية، ولم يتسن لها التتويج منذ سنة 2014 التي عرفت تألق وفاق سطيف في دوري أبطال أفريقيا وخلال 2019 أخفق شباب قسنطينة في مغامرته الإفريقية، بعدما توقفت مسيرته في الدور ربع النهائي أمام حامل اللقب الترجي التونسي، إثر سقوطه ذهابا بـ 3 أهداف مقابل هدفين وإيابا بثلاثية مقابل هدف واحد، وفشلت شبيبة الساورة في بلوغ دور المجموعات، والكلام ينطبق على نصر حسين داي واتحاد بلعباس في كأس الكونفدرالية الأفريقية.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
2
  • جزائري حر

    على الفاف أن توقف كل البطولات الوطنية (كل البوطولات) وتبعث برياضييها إلى فرنسا مادام اللعب في المنافسات الوطنية يجب أن يمر على باريس بمعني باه تلعب في الفريق الوطني يجب أن تكون خريج المدرسة الفرنسية.

  • جزائري حر

    يا راجل أحشم مالة . التقدم والتطور يأتي بعملك وإنتاجك وليس بعمل وإنتاج فرنسا. فرنسا منحتكم هدا الفريق بعد أن أمرت بتدمير المدارس الجزائرية لاجل إظهار الجزائريين لكل العالم على أساس انهم لا يصلحون وغير قادرين على شقاهم حتى وإن كانت على بعض الحق إدا تعلق الأمر بعملائها لكن هدا لا ينطبق على أغلبية الجزائريين.