-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
دورات مكثّفة ترهق جيوب العائلات عشية الامتحانات النهائية

الدروس الخصوصيّة.. نزيف الأولياء

نادية سليماني
  • 5790
  • 5
الدروس الخصوصيّة.. نزيف الأولياء
أرشيف

انتشرت دروس الدعم لامتحاني شهادة البكالوريا و”البيام”، إضافة إلى الدورات التعليمية المكثفة، من قبل أساتذة ثانويات أو جامعيين وحتى موظفين، استغلوا إقبال الطلبة، فحوّلوا المنازل والمستودعات إلى أقسام تعليمية، بمقابل مادي. ويؤكد أولياء تلاميذ ارتفاع تكلفة دروس الدعم، التي أرهقت قدرتهم الشرائية بعد “معركة” مصاريف رمضان وعيد الفطر وقريبا موسم الاصطياف.

يأخذ موضوع دروس الدعم للتلاميذ، منحنى تصاعديا، كلما اقتربت امتحانات نهاية السنة الدراسية. فتجد أولياء الأمور وأبناءهم تائهين، يبحثون عن أحسن أستاذ أو مدرسة خاصة تقدم دروس دعم للتلاميذ، ولو كلف الأمر الخضوع لدورات مكثفة تمتد على 3 أيام دون انقطاع، وبمبلغ يصل حتى 20 ألف دج للتلميذ الواحد.
ويبدو أن مجتمعنا، تقبل ظاهرة دروس الدعم، التي تجذرت فيه، لدرجة صار تلميذ الثانية ابتدائي، يتحصل على دروس دعم في مواد اللغة العربية والرياضيات، ومثله الطالب الجامعي، وسط استنكار كبير من المختصين في التربية، المتخوفين من انهيار قيمة ومكانة التعليم العمومي.

3500 دج لدروس دعم في مادة واحدة
وحسب ما أخبرنا أولياء تلاميذ، فهم يدفعون مبالغ مالية ابتداء من 3500 دج ولمادة تعليمية واحدة، فما بالك بمراجعة وحدة كاملة. ويزيد السعر في حال تنقل الأستاذ الى غاية منزل التلميذ، وهي الظاهرة التي بتنا نلاحظها مؤخرا، وهي الدروس الانفرادية أو الشخصية في المنزل، لتلقينه الدروس.
بينما ينتهز كثير من الطلبة الجامعيين والأساتذة المتقاعدين، فرصة اقتراب امتحان شهادة البكالوريا وشهادة التعليم الأساسي، لتقديم ما يسمونه “دورات دعم مكثفة” تقدم المقرر الدراسي لسنة كاملة، في ثلاثة أو أربعة أيام فقط.. !! وبمبلغ يصل حتى 2 مليون سنتيم للتلميذ الواحد، وهو ما يكسبهم أموالا طائلة.
والإشكال في الموضوع، أنّ كثيرا من أساتذة الثانويات، يرهقون أنفسهم بدروس الدعم، فالبعض يبدأ بتقديمها مباشرة بعد مغادرته الثانوية، إلى غاية العاشرة ليلا. وهو أمر مرهق جدا، يؤثر على الصحة الجسدية والنفسية للأستاذ، إضافة إلى تناقص مردوده بالأقسام.

صفحات “فايسبوكية” لدعم تلاميذ البكالوريا
انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي وخاصة ” فيسبوك”، دروس وملخصات البكالوريا، تقدّم حسب أصحابها شروحات بسيطة وأفكار، ونصائح وتوجيهات للمقبلين على شهادة البكالوريا. وتحمل هذه الصفحات عناوين مختلفة، منها دروس ملخصات البكالوريا، مساعدة طلاب البكالوريا، طالب بكالوريا، تحفيزات للدراسة..
وحسبما اطلعت عليه “الشروق”، أصحاب هذه الصفحات غالبا هم طلبة جامعيون أو أساتذة متعاقدون، وأساتذة يُدرسون بالثانويات. ينشرون مواضيع لجميع المواد الدراسية، على غرار خرائط مفصلة في التاريخ والجغرافيا، وحدات دراسية تضم ملخصات الدروس وتمارين محلولة وتمارين للتدرب، كما يمكن تحميلها بصيغة “بي دي آف”.
ويبحث أصحاب هذه الصفحات، عن التفاعلات وزيادة نسبة المتابعة لمضامينهم، والتي قد تحقق لهم غايات أخرى أهمها الاستفادة من إعلانات تجارية. وآخرون لا أهداف لهم، سوى مساعدة المترشحين للبكالوريا.

التعليم مُتعب.. والأستاذ بحاجة لراحة نفسية وجسدية
اعتبر المُنسق الوطني لمجلس أساتذة التعليم الثانوي، “كلا”، زوبير روينة، أن كثيرا من الأساتذة يلجأون لتقديم دروس الدعم، ولو على حساب قدراتهم الجسدية “بحثا عن تحسين قدرتهم الشرائية المنهارة، وتأمينا لمتطلبات المعيشة الغالية..فمصدر دخل من غير الوظيفة، صار ضرورة للكثيرين، لإنهاء الشهر بأريحية مالية”.
ومع ذلك أكد المتحدث، بأن مهنة التعليم مُتعبة أصلا، والأستاذ بحاجة لاسترجاع قواه الجسدية والنفسية، ولأكل متنوع وراحة، لغرض لتقديم مردود جيد في القسم، ولإكمال سنوات التعليم بسلام. وقال “كثير من الأساتذة يعانون من أمراض مزمنة، جراء الضغط العصبي والإرهاق المتواصل”.
وكرّر محدثنا التذكير، بإشكالية مغادرة تلاميذ النهائي مقاعد الدراسة، مع بداية الفصل الثالث، متوجهين نحو دروس الدعم، ما جعله يدعو وزارة التربية الوطنية لتحيين القوانين في هذا الشأن، ومعاقبة المتغيبين.

دروس الدّعم تهدّد مستقبل المدرسة العمومية
ويؤكد روينة، أن دروس الدعم أو “المدرسة الموازية” لن تتمكن من تقديم تعليم بمعايير بيداغوجية وصحيحة، وما تقدمه هذه الدروس للتلميذ “مجرد معلومات بسيطة وسطحية، وتمارين محلولة، يمكن للتلميذ الاطلاع عليها عبر الإنترنت، أو مراجعتها مع أصدقائه فقط. والأغرب هو تقديم دورات مكثفة، تدعي مراجعة مقرر سنة دراسية في ثلاثة أيام فقط، وهذا غير معقول إطلاقا، لأن تلقي التعليمات له منهجية معينة، وإلا ما حاجتنا لوجود مدرسة وتوظيف أساتذة”.
ووصف ما يحصل حاليا، بالمتاجرة بالتعليم “والتي تضرب مصداقية المدرسة العمومية في الصميم، رغم أن التدريس الخاص، أثبت فشله في أكثر من مرة، وكثيرون يحولون أبناءهم من المدرسة الخاصة إلى العمومية”.
والخلاصة، حسب النقابي، أن “دروس الدعم، ليست ولن تكون أبدا بديلة عن المدرسة العمومية، والإشكال هو في جهل التلاميذ المسيرين من أولياء أمور، يبحثون عن نتائج جيدة في ظرف زمني قصير”.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
5
  • عادل

    (تعس عبد الدرهم تعس عبد الدينار )..صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم

  • جزائري مكرر

    بما أن المدرسة العمومية عاقرة لا تنتج المعرفة فالأولياء مرغمين على الاستنجاد بالدروس الخصوصية .

  • من هناك

    الدروس الخصوصيّة.. نزيف الأولياء ... ودورس المدارس العمومية نزيف العقول .

  • ياسر

    لوكان لكل ولاية كل الاختصاصات لانتهى المشكل.

  • labess

    likra kraaaaaaaa bekri