الجزائر
المقترح يفجر الجدل وأئمة يؤكدون:

الدعوة لإسقاط شعيرة الأضحية سابقة لأوانها

وهيبة سليماني
  • 17211
  • 36
ح.م

أثار تصريح عضو مجلس الأمة، عبد الوهاب بن زعيم، الأخير عبر صفحته الرسمية “فايسبوك”، موجة انتقادات وضجة إعلامية، بعدما اعتبر أضحية العيد تتسبب في نشر فيروس كورونا المستجد بين الملايين، داعيا لجنة الفتوى التابعة لوزارة الشؤون الدينية لإسقاط هذه الشعيرة، الأمر الذي اعتبره البعض سابقا لأوانه وخارجا عن اختصاصه، وخرجة غريبة للسيناتور بن زعيم، قد يكون من وراءها البحث عن جلب الانتباه بالتحامل على الدين.

واستنكر مفتش التوجيه الديني، والتعليم المسجدي، بوزارة الشؤون الدينية، الشيخ سليم محمدي، ما جاء في تصريح السيناتور عبد الوهاب بن زعيم، ليس له أي أساس علمي ولا ديني، وقال إن أمر الأضحية من اختصاص أهل الشرع، وعلماء الصحة، مستغربا كيف تكون للأضحية علاقة بعدوى كورونا، وحتى لو تطلب الأمر منع ذبح الأضاحي يوم العيد، بحجة الاكتظاظ، والتزاحم بسبب عمليات النحر، فهو أمر سابق لأوانه.

واستبعد الشيخ سليم محمدي، انتشار عدوى “كوفيد19″، بحجة النحر يوم العيد، أو بشراء الأضحية، حيث إن هذه الأخيرة مادة استهلاكية كباقي المواد التي يذهب الجزائري لشرائها من المحلات والأسواق، ثم إن تعليق الصلاة والعمرة والحج، كإجراء ضروري أملته المرحلة الاستثنائية، لا يعني منع شعيرة مثل أضحية العيد التي هي حسب الشيخ محمدي، سنة شرعية لا يمكنها أن تسقط بحجة العدوى.

وأكد مفتش وزارة الشؤون الدينية، الشيخ سليم محمدي، أن التحامل على الدين مرفوض ولا يمكن السكوت عنه، ويرى أن الطعن في أمور الدين مرده البحث عن الشهرة بإثارة الانتباه، وباستفزاز المسلمين، كما أن تصريح بن زعيم، يعتبر، حسبه، تنبؤات لا توجد إلى حد الآن أسبابها.

وفِي السياق، رد البروفسور مصطفى خياطي، رئيس الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث “فورام”، أسباب ما دعا إليه عضو مجلس الأمة، عبد الوهاب بن زعيم، إلى التخوف من حالة الفوضى والاحتكاك الذي قد تتسبب فيه أسواق الماشية، وطرق البيع العشوائي، وانفلات الأمور من السلطات المحلية، خاصة أن حسب خياطي، هناك نقص وعي واضح بين المواطنين.

وقال البروفسور مصطفى خياطي، إن تحقيق تأطير بيع الأضاحي ومنع الأسواق الفوضوية في المدن، سيمنع دون أي شك انتشار عدوى وباء كورونا، خاصة إذا التزم الباعة والمواطنون بإجراء التباعد الاجتماعي، وارتداء الكمامة.

وعلق موضحا “إذا كانت الأضحية تباع في ظروف الفوضى كما تباع البطاطا والحليب يمكن أن يساهم ذلك في العدوى، ولكن في جميع الأحوال الأضحية مادة غذائية يذهب لشرائها الجزائريون كما يذهبون لشراء الحاجيات الأخرى هذه الأيام.

وفِي الموضوع، أكد موالون سعيهم الجاد، لتحقيق النظام والالتزام بإجراءات الوقاية من كورونا، في تعاملهم مع الزبائن خلال بيع الأضاحي، حيث قال مستثمر في الأغنام، يملك مزرعة بسيدي رزين ببراقي، المدعو نور الدين بن كحلة، إن الموالين الأصليين الذين يتقنون حرفتهم، يمكنهم بسهولة الالتزام بتدابير الوقاية من الوباء، واحترام التباعد، وتجنب الاحتكاك والفوضى.

ويرى أن احتمال نشر العدوى، يعود إلى سماسرة الأضاحي، الذين ينتشرون عبر الطرقات، وينشطون خارج القانون، كما استنكر رفع أسعار الكباش بحجة غلق الأسواق الكبرى لها، حيث يرى أن ذلك ليس مبررا مقنعا خاصة أن العيد فرصة لبيع الماشية، وأن كل موال ينشط في إطار القانون، يملك رؤوس أغنام موجة للبيع مع اقتراب العيد.

خوض بن زعيم، في الموضوع أمس، فجر جدلا عبر منصات التواصل الاجتماعي، وفتح باب الانتقادات وردود فعل بين مؤيد ومعارض، وغاضب ومحتج حيث في كل الأحوال يبقى الأمر سابقا لأوانه ومن اختصاص لجنة رصد انتشار وباء كورونا في الجزائر.

مقالات ذات صلة