-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

الدّاعية عبد الله رشدي.. وإعلام المهمّات القذارة!

سلطان بركاني
  • 2563
  • 0
الدّاعية عبد الله رشدي.. وإعلام المهمّات القذارة!

الحملة غير الأخلاقية التي يشنها الإعلام المصري المنحطّ، هذه الأيام، ضدّ الداعية الموفق عبد الله رشدي، تعطي مثالا آخر على حقارة ونذالة هذا النّوع من الإعلام “المستنفَر” الذي يكذب ويتحرّى الكذب، ويستبيح التّزوير والقذف والبهتان، لأجل أن ينتقم من داعية أصبح شوكة عوسج في حلوق النصارى والمنصرين والعلمانيين، لأنّ هذا الداعية جمع بين سعة الاطّلاع وقوة الحجّة، وبين الأسلوب السّاخر الذي يزري بالخصم ويكشف جهله وخفّة عقله، إضافة إلى كونه مختلفا في سمته وطريقته عن الشّيوخ والدّعاة الآخرين، ما يجعله أقرب إلى الشّباب وأكثر تأثيرا في أوساطهم.
أصبح من عادة الإعلام المعلمن في السّنوات والعقود الأخيرة، أن يلجأ إلى مثل هذه المهمّات القذرة التي تجعله يستبيح البهتان لمحاولة إسقاط خصومه الذين هم في الغالب من حراس الفضيلة والغيورين على دينهم، ولأنّ القائمين على هذا النّوع من الإعلام يقتاتون على القذارة، فإنّهم لا يجيدون غير حبك التهم وتلفيق الوقائع لتشويه صورة المصلحين وإظهارهم في مظهر المنافقين الذين يقولون ما لا يفعلون ويخفون ما لا يُبدون! وهكذا كلّ غارق في القذارة، لا يرى النّاس إلا بنفسيته وأفعاله، ويظنّ النّاس جميعا تستعبدهم شهواتهم وتحرّكهم نزواتهم، ولا عجب بعد هذا أن يرمي هؤلاء السابحون في مستنقعات الشهوات غيرهم بدائهم ويتّهموهم بأنّهم يفكّرون بشهواتهم!
ربّما يبدو هذا المنهج جديدا، لكنّه في الحقيقة قديم قدم الصّراع بين الحقّ والباطل، بين الهدى والضّلال، وكانت أبرز حلقاته عند بعثة النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- حين اختار أبو لهب أن يكون رأسا في الصدّ عن الهدى وسخّر زوجته أمّ جميل، واستغلّ قربه من صاحب الرّسالة ليشوّهه ويصدّ عنه، وأيّده في ذلك أصحاب الجاه والمال في مكّة، فكان إعلاما يستمدّ قوته من الجاه والسّؤدد ويستعين بالمال ويسعى في شراء الذّمم، ورغم ذلك كلّه كان سعيه بوارا.. ثمّ استلم الراية في المدينة عبد الله بن أبيّ بن سلول ومن معه من المنافقين الذين بلغ بهم الأمر إلى حدّ الولوغ في عرض خير وأطهر خلق الله، من خلال الطّعن في عرض زوجته المصون الطّاهرة المطهّرة أمّ المؤمنين عائشة رضي الله عنها، فجاؤوا بالإفك وأشاعوا البهتان، وقرؤوا في موقف بريء ما اعتادته أنفسهم من الخنا والخيانة، لكنّ الله أخزاهم وفضح كذبهم وبهتانهم، وأبطل كيدهم، في آيات سطرت في أعظم وأحكم كتاب، تتلى إلى يوم القيامة، ليس فقط لبيان وجه الحقّ في واقعة كانت في زمن معيّن، ولكن لفضح أساليب المنافقين الموتورين في كلّ زمان، في محاولتهم النّيل من الحقّ وحملته..
وها هم المنافقون الجدد، كلّما أعيتهم الحجج وأرهقتهم ميادين الجدال والمناظرة، عادوا إلى مستنقعاتهم ليحبكوا فيها قصصا لا حقيقة لها ووقائع لا وجود لها، وقد يستعينون ببعض ضعاف النفوس ليخرجوا فراهم في صورة الحقيقة الواقعة، لكنّ الله الذي برّأ زوجة نبيّه، وأبطل كيد المنافقين الأوّلين، وتعهّد بالدّفاع عن عباده المصلحين في وجه المنافقين والمفترين في كلّ زمان ومكان، فقال تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ﴾ (الحجّ: 38)؛ لهؤلاء بالمرصاد، كما كان لأجدادهم بالمرصاد، ﴿وَأَنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ﴾ (يوسف: 52).
العجيب في حال هؤلاء الخائنين الوالغين في أعراض المصلحين، أنّهم يتظاهرون باحترام الدّين، وفي الوقت نفسه يتّهمون المصلحين بأنّهم أدعياء التديّن وربّما رموهم بالنّفاق! لكنّ ولاءهم لغير المسلمين يفضح نفاقهم؛ فما أن يشاك غير المسلمين بشوكة حتّى ينتفض هؤلاء العلمانيون ويُجلبوا بخيلهم ورجلهم ويصبّوا جام غضبهم على من يسمّونهم الإسلاميين.. أمّا دماء المسلمين فهي أرخص عندهم من دماء البعوض؛ يقتل المئات والآلاف من المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، وتباد أسر بأكملها وتقطّع أشلاء الأبرياء، ومع ذلك لا ينبس هؤلاء العلمانيون ببنت شفة، بل ربّما يقفون مع الجلاّد ضدّ الضحية، بدعوى أنّ الجلاّد يحارب الإرهاب والتطرّف! وفي مثل هؤلاء قال الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآَيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ (118) هَا أَنْتُمْ أُولَاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلَا يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُوا آَمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الْأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (119) إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ (120)﴾ (آل عمران).
المآرب واحدة، والمخطّطات واحدة، لكنّ الوسائل تختلف، ويقيننا أنّ ما حاق بمخطّطات الأوّلين سيحيق بحبائل الآخرين، مهما بدا للبعض أنّ الآخرين قد نالوا مبتغاهم وقرّت عيونهم بتحقيق أهدافهم، ﴿حَتَّى إِذَا اسْتَيْئَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَنْ نَشَاءُ وَلَا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ﴾ (يوسف: 110).
هذه الحملات القذرة التي يشنّها إعلام “الحمر المستنفرة” تدلّ على شيء واحد، هو عجز الباطل رغم الدّعم الرّسميّ والتّأييد الخارجي الذي يحظى به، ورغم تكاتف شياطين الإنس والجنّ لترويجه، ورغم الإمكانات الهائلة المسخّرة له، أمام صوت الحقّ رغم قلة الإمكانات، ورغم المؤامرات وحملات التخويف، يقول الحقّ سبحانه: ﴿وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ (112) وَلِتَصْغَى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآَخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُوا مَا هُمْ مُقْتَرِفُونَ (113)﴾ (الأنعام)، ويقول جلّ شأنه: ﴿يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُون﴾ [الصف: 8].
سيخرج عبد الله رشدي من هذه الحملة القذرة التي شنّت ضدّه، بإذن الله، أكثر عزّة وأرفع شأنا وأوسع قبولا، فقد منعوه من قبل الظّهور في وسائل الإعلام المختلفة، فاستبدل بها مواقع التواصل، واكتسب مئات الآلاف من المتابعين الذين يرقبون فيديوهاته وردوده الممتعة على المغرضين والجاهلين، ويشعرون بعزة الإسلام وهم يسمعونه وهو يجهز على شبهاتهم بكلّ ثقة، ويفضح جهلهم بالمنقول والمعقول وحتى بالواقع.. ﴿وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ﴾ (المنافقون: 8).

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!