الرأي

الذكرى 70 لإعلان حقوق الإنسان

ح.م

في هذا اليوم تمر سبعون سنة على كذبة كبيرة من أكاذيب الدول الغربية التي ضحكت بها على شعوب العالم الأخرى في آسيا وإفريقيا وسكان القارة التي سموها أمريكا”.
في هذا اليوم من شهر ديسمبر من عام 1948 أعلن ما سمي “الإعلان العالمي لحقوق الإنسان”..
إن “الكذبة” الأولى في هذا الإعلان هي أن أغلب شعوب إفريقيا وآسيا كانت مستعمرة بطريق مباشر أو غير مباشر لكبرى الدول التي دعت إلى هذا الإعلان.. ولم يكن هذا “الاستعمار” ماديا فقط، بل كان “الاستعمار” الأسوأ والأقذر والأقسى هو “الاستعمار” المعنوي..
إن الذي دعا هذه الدول الغربية إلى إصدار هذا الإعلان “العالمي” هو ما ذاقته هذه الدول نفسها في عشر حجج من حربين عالميتين ملأنا العالم كله خوفا وجوعا ودمارا وخرابا، وذاقت هذه الدول – ما عدا أمريكا- من هذا الخوف والجوع والخراب ما كانت قد أذاقته – أو أكثر- لشعوب آسيا وإفريقيا.. ولكن هذه الدول الغربية بأفعالها كذبت ما تفوهت به بألسنتها وسطرته بأقلامها. والدليل على ذلك أن شعوب آسيا وإفريقيا قامت تطلب التمتع بهذه الحقوق فووجهت من طرف هذه الدول “المتحضرة” بأقسى وأشنع المعاملات من قتل وتشريد وتجويع..
إن أكبر جريمة ارتكبتها هذه الدول الغربية في هذه السنة (1948) هو إجماعها على إخراج شعب من دياره، وطرده من بلاده، وتشريد أكثره في مشارق الأرض ومغاربها، وأعني هذا الشعب الفلسطيني، الذي أحل في أرضه ما سماه الغربيون “الجراد الأصفر”، أي اليهود الصهاينة…
وهاهي كبيرة المجرمين، المسماة “الولايات المتحدة الأمريكية” تلهث جريا بين أعضاء الأمم المتحدة في الذكرى السبعين للإعلان العالمي لحقوق الإنسان، تسعى لاستصدار قرار لاعتبار “منظمة حماس المجاهدة” “إرهابية”.. ولكن بقية من الدول مازال فيها بقية من الكرامة الإنسانية أفشلت سعي هذه “الدولة الإرهابية” المسماة “الولايات المتحدة الأمريكية” وصنيعتها المسماة “إسرائيل” التي مهما يطل عمرها فهي إلى زوال.
لا أهنئ الشعوب المستضعفة بهذا “الإعلان العالمي لحقوق الإنسان” لأننا مانزال فاقدين لهذه الحقوق سواء من طرف الدول الغربية، أو من طرف من وكلتهم “منا” لاستعبادنا، والمحافظة على مصالحها، ولكن دوام الحال – المحلي أو العالمي- من المحال. وعسى أن تكون نهاية هذه الحال قريبة، وما ذلك على الله بعزيز؟

مقالات ذات صلة