-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
لهذه الأسباب فشل هؤلاء في البكالوريا

الراسبون يشكلون 40%.. لهم وجهات نظرهم وبحاجة لمن يسمعهم

سمير مخربش
  • 705
  • 0
الراسبون يشكلون 40%.. لهم وجهات نظرهم وبحاجة لمن يسمعهم

يبرر عديد الراسبين في البكالوريا عدم نجاحهم بالنظرة السوداوية التي رُسمت لهم والتي اختصروها في عبارة الذين يقرأون كالذين لا يقرأون، ويستشهدون بالجامعيين الذين فتحوا باب البطالة بشهاداتهم ولم يكن لهم نصيب من النجاح في حياهم.

كل الأنظار توجهت الى الناجحين في البكالوريا والذي قدرت نسبتهم بـ 61.17%، بينما هناك فئة الراسبين التي تقدر نسبتها بـ 39.83% غفل عنها الناس ولم يسأل أحد هن حالهم على الرغم من تشكيلهم لعامل مهم في العملية التعليمة. وهنا وجب التساؤل لماذا رسب هؤلاء وكيف فشلوا؟ وهو السؤال الذي طفنا به على بعض الراسبين بولاية سطيف فاختلفت وجهات نظرهم وتنوعت بين اليأس من المستقبل، وإلقاء اللوم على النظام التعليمي في بلادنا، وكذا الظروف الاجتماعية والصحية التي انعكست سلبا على تحصيل البعض.

بالنسبة لوائل من سطيف الذي لم يتمكن الحصول على معدل النجاح يرى بأن المستقبل الغامض وله أمثلة عديدة عن الذين تحصلوا على البكالوريا والشهادات الجامعية لكنهم اليوم يعانون من البطالة، بل له أخ يكبره خريج كلية الصيدلة تحصل على شهادته منذ 6 سنوات ولازال الى يومنا هذا من فئة البطالين، وبالتالي يقول وائل بأن البكالوريا والشهادة الجامعية لا تعنيان الشيء الكثير إذا كان المصير هو إضافة رقم جديد لعدد البطالين. نظرة وائل ترسخت في أذهان عديد التلاميذ في الطور الثانوي وغذتها أمثلة الإطارات الجامعية المهمشة سواء العاطلة أو التي اشتغلت في مجالات أخرى بعيدة عن تخصصها. وبالمقابل هناك فئة قاطعت الدراسة مبكرا وحققت نجاحا في عالم التجارة وحالتها المادية أحسن بكثير من الذين تخرجوا في الجامعات.

هذه النظرة المادية تداولها التلاميذ وتوارثوها فيما بينهم والواقع أمامهم شاهد على اغتيال العلم، وكأمثلة يسردها الراسبون هناك مسؤول لا يملك أي مستوى تعليمي لكنه يبسط سلطته على إطار جامعي ويتحكم في مصيره كيفما شاء، وهناك بائع للخضر يكسب أموالا يحلم بها المهندس والدكتور، بل هناك حارس حظيرة غير شرعية لا يفرق بين الفعل والفاعل لكنه يعرف جيدا كيف ينتزع المال من أصحاب المركبات ويكسب مداخيل معتبرة. والأمثلة كثيرة عن الذين حققوا النفوذ وكسبوا المال دون شهادات تعليمية وهؤلاء تجدهم في مختلف المجالات في مقدمتها السياسية، فحتى البكالوريا لم تعتمد كشرط لدخول البرلمان ونتج عن ذلك برلمان الحلاقات وذوي المستوى المحدود والقبة غطت الرؤوس الفارغة والأميين والذين لا يملكون من الشهادات إلا شهادة الميلاد. كل هذه الأمثلة التي لا يمكن قبولها كمبرر للرسوب في النهائي لكن الإشكال في النظرة المادية التي نشرت هذه الأفكار بقوة وسط التلاميذ وكرست معها التشاؤم والإحباط وسط المراهقين وحتى الأطفال.

وهناك فئة أخرى من الراسبين في البكالوريا ربطوا فشلهم بالنظام التعليمي والمنظومة التربوية ككل، فبالنسبة للتلميذة سهام التي لم تكن من الناجحين السبت ترى بأن الخلل في طريقة التعليم والدليل أنها نجحت في شهادة التعليم المتوسط بمعدل 17 من 20 لكن لما التحقت بالثانوية تراجع مستواها بشكل رهيب الى درجة أنها لم تتمكن من بلوغ معدل النجاح، وهذا حال عديد نجباء الطور المتوسط الذين نزلوا الى فئة الفاشلين، فلا يمكن الاكتفاء بالقول بأن الذي نزل من 17 إلى 8 أنه لم يدرس ولم يجتهد خاصة أن الأمر يتعلق بفئة واسعة، وهناك من الأساتذة من يشهد على هذه الظاهرة ويؤكد بأن هناك هوة كبيرة بين الطورين المتوسط والثانوي والأمر بحاجة إلى دراسة وإعادة نظر في المناهج.

ومن الراسبين من مروا بظروف اجتماعية صعبة للغاية ازداد تعقيدها مع الوباء الذي صنع مآسي عديد العائلات، كما هو حال التلميذ لؤي الذي فقد والده هذا العام بعد إصابته بكوفيد 19 فكان للفاجعة أثرها البليغ على حياة هذا التلميذ الذي فشل البكالوريا بعدما فقد أقرب الناس إليه، وكان ذلك بمثابة صدمة أفقدته التركيز في الدراسة فظلت صورة والده تطارده كلما فتح الكتاب، وازدادت نفسية التلميذ سوءا بعدما تدهورت الوضعية الاجتماعية للعائلة ولذلك يقول سليم أنه فقد الأمل في البكالوريا وفي الحياة ككل ولم يعد يفرق بين الفشل والنجاح.

هؤلاء من الثلث الراسب ومن الذين غابت أسماؤهم عن قوائم البكالوريا فلم يكونوا من الغزلان الذين تغنى بهم رابح درياسة ولهم مبرراتهم الواهية والواقعية، ولهم أيضا نظرتهم للعلم التي تحتاج إلى تصحيح وفي كل الأحوال لكل راسب فرصة أخرى مع النجاح ومع تغيير المفاهيم.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!