-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

الساعات الذكية.. وسيلة لقرصنة الأطفال أم لحمايتهم؟

ليلى حفيظ
  • 881
  • 0
الساعات الذكية.. وسيلة لقرصنة الأطفال أم لحمايتهم؟

لقد راج، في السنوات الأخيرة، استعمال الساعات الذكية، خاصة بالنسبة للأطفال والمراهقين، الذين استهدفتهم شركات الإنتاج، وجعلت منهم سوقا رابحة ورائجة لتلك الساعات، بعدما حولتها إلى أجهزة جاذبة لهم ولأهاليهم، وبالأخص الأمهات، من خلال تزويدها ببرامج وإعدادات تُتيح للأولياء تعقب وتتبع مواقع أولادهم. لكن، رغم ذلك، فإن هناك من يُحذر من المخاطر الأمنية لتلك الساعات الذكية على حياة الأطفال، لوجود ثغرات بها قد تُتيح لقراصنة الإنترنت التجسس عليهم وتتبعهم.

آباء يتعقبون أولادهم عبر الساعات الذكية

الساعة الذكية smartwatch هي ساعة بشاشة تعمل باللمس، توفر الكثير من الوظائف والاستخدامات لمستعمليها. منها المخصصة للكبار، ومنها المخصصة للأطفال. هذه الأخيرة، لها وظيفة رئيسة جعلتها موضع اهتمام وجذب للأولياء، تتمثل في إتاحة الفرصة لهم لتتبع ومعرفة مواقع أطفالهم وأماكن تواجدهم، من خلال تتبع نظام GPS. وهو أول سبب كذلك لرواجها بمجتمعنا. فالسيدة نصيرة، مثلا، تؤكد أن: “الساعة الذكية حل سحري لكل أم مهووسة بالخوف على أولادها. فلقد اشتريت واحدة لابنتي التي تدرس بمتوسطة بعيدة. والحمد لله، أنا أتصل بها متى أشاء. ونفس الأمر بالنسبة إليها. كما يمكنني معرفة مكان تواجدها بالضبط.”

ونفس الأمر، فعلته أم نهاد، التي تقول: “هذه الساعة وفرت علي الكثير من القلق والخوف، لأنها تتيح لي فرصة تتبع موقع تواجد ابني، بل والأكثر من هذا، أنني أستطيع تصويره في الوضعية التي هو عليها دون أن يدرك ذلك.”

وعلى عكس ما سبق، فإن السيدة سميرة لم تكن راضية عن الساعة الذكية التي اشترتها لمراقبة ابنتها المراهقة، وحول ذلك تقول: “لقد ندمت على اقتنائها، لأنها غير دقيقة في تحديد المواقع. فابنتي قد تكون بغرفتها وساعتها الذكية تشير بأنها في بوسعادة.”

وهو ذات المشكل تقريبا، الذي تشكو منه أم رامي قائلة: “لقد اشتريت ساعتين ذكيتين من علامتين مختلفتين. وللأسف، كلتاهما لا تحتوي على نظام GPS عكس ما هو مكتوب عليهما.”

أما أم انشراح، فتؤكد أن ابنها قام بإغراق الساعة الذكية التي اشترتها له في الماء، وادعى أنها تعطلت، لأنه: “كان يتضايق من مراقبتي المستمرة له ومن اتصالاتي المتكررة به.”

ثغرات أمنية:

أثبتت دراسة أجرتها هيئة حماية المستهلك الهولندية وجود بعض الثغرات الأمنية في برمجة الساعات الذكية، التي يمكن أن تساعد المخترقين وقراصنة الإنترنت على معرفة وتتبع مكان تواجد الطفل، الذي يحملها، والتواصل معه والتنصت عليه، دون دراية أهله. وبالتالي، فإن الكثير من سياسات الشركات المنتجة لتلك الساعات الذكية الموجهة للأطفال لا تراعي العديد من معايير حماية حقوق المستهلك. وهذا، تماما الذي دفع بوكالة الاتصالات الألمانية للتحذير من مخاطر الساعات الذكية. وحظرت استعمالها وطلبت من الأهل انتزاعها من أطفالهم وتدميرها، بعدما اعتبرتها أجهزة تنصت وكشف موقع متطفلة، وتشكل خطرا على خصوصيتهم، لأنه يمكن اختراقها بسهولة. وهو ذات الخطر الذي حذرت منه منظمة المستهلك الأوروبي، التي أكدت أنه يمكن اختراق ساعات الأطفال الذكية عن طريق محاكاة نظام تحديد المواقع الجغرافيةGPS . كما اعتبرت وكالة الشبكة الاتحادية الألمانية الساعات الذكية كأجهزة تجسس على بيئة الطفل ومحيطه ونظام بث غير مرخص. بدليل، أنها تم استخدامها للتنصت على المعلمين في الأقسام الدراسية.

استعملوها بحرص..

نصح خبراء التربية باستعمال ساعات الأطفال الذكية بحرص، نظرا إلى كونها تعوق مهام النمو، مثل الاستقلالية والثقة بالنفس وتقييم المخاطر، إضافة إلى اختيار الماركات المعروفة والموثوقة منها، التي تهتم بالناحية الأمنية للمستهلك، عكس العلامات الرخيصة غير المعروفة، وخاصة التي تدخل البلاد بطريقة غير شرعية.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!