-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

السخرية من الإسلام‮ “‬حقّ‮” ‬للفرنسيين؟

حسين لقرع
  • 5605
  • 10
السخرية من الإسلام‮ “‬حقّ‮” ‬للفرنسيين؟

حينما تصرّح وزيرة العدل الفرنسية،‮ ‬كريستيان توبيرا،‮ ‬بأنه‮ ‬يمكن في‮ ‬فرنسا رسمُ‮ ‬كل شيء حتى الأنبياء‮! ‬وأن للفرنسيين‮ “‬الحقَّ‮” ‬في‮ ‬السخرية من كل الأديان‮! ‬فإن ذلك‮ ‬يُعدّ‮ ‬بمثابة ضوء أخضر تمنحه فرنسا رسمياً‮ ‬للصحيفة المارقة لتوجيه المزيد من الإهانات للإسلام وللرسول صلى الله عليه وسلم‮.‬

الوزيرة الفرنسية تريد أن تقول ضمنياً‮ ‬للمسلمين قاطبة‮: ‬سنواصل رسم نبيّكم والإساءه إليه وسبّه،‮ ‬هذا‮ “‬حق‮” ‬للفرنسيين،‮ ‬ولن‮ ‬يتنازلوا عنه،‮ ‬ولن نكترث أبداً‮ ‬بردود أفعالكم‮.‬

هذا التصريح‮ ‬ينسف كل الآمال في‮ ‬إمكانية أن تثوب فرنسا،‮ ‬وغيرها من الدول الغربية أيضاً،‮ ‬إلى رُشدها،‮ ‬وتسنّ‮ ‬قوانين تجرّم الإساءة إلى الأديان والتهكم على رموزها باسم‮ ‬‭”‬حرية التعبير‮” ‬المزعومة،‮ ‬ليس خوفاً‮ ‬من تكرار هجمات‮ ‬7‮ ‬جانفي،‮ ‬ولكن حفاظاً‮ ‬على العلاقة بين الغرب و1‭.‬5‮ ‬مليار مسلم،‮ ‬ينتشرون في‮ ‬مختلف دول العالم،‮ ‬وليس في‮ ‬56‭ ‬بلداً‮ ‬إسلامياً‮ ‬فحسب،‮ ‬ومنهم‮ ‬10‮ ‬ملايين مسلم في‮ ‬أرجاء أوروبا،‮ ‬نصفهم في‮ ‬فرنسا،‮ ‬لكن‮ ‬يبدو أن كل ما‮ ‬يهم فرنسا،‮ ‬هو إرضاء أقليتها اليهودية،‮ ‬التي‮ ‬لا‮ ‬يتجاوز عددها‮ ‬500‮ ‬ألف‮ ‬يهودي‮ ‬فرنسي،‮ ‬وليس مراعاة مشاعر‮ ‬5‮ ‬ملايين من مسلميها،‮ ‬أو الحفاظ على علاقاتها الإستراتيجية بالدول الإسلامية،‮ ‬ما دام على رأسها أنظمة خانعة،‮ ‬تضمن لها ديمومة مصالحها،‮ ‬ويشارك بعضُها في‮ ‬مسيرة باريس،‮ ‬ولذلك سنّت قانوناً‮ ‬يمنع المساس بـ”قدسية‮” ‬المحرقة المزعومة،‮ ‬وقمعت صحفييها ومفكّريها من أجلها،‮ ‬وحرمتهم من‮ “‬حقهم‮” ‬في‮ ‬انتقادها والسخرية منها وإنكارها،‮ ‬ولكنها لن تفعل الأمر نفسه مع الإسلام؛ فهو مستباحُ‮ ‬الحِمى،‮ ‬وليس هناك أنظمة تضغط على فرنسا سياسياً‮ ‬واقتصادياً‮ ‬وبشتى السبل للدفاع عنه،‮ ‬لذا‮ ‬يمكن لصحفييها السخرية منه ومن نبيّه،‮ ‬وهو‮ “‬حق‮” ‬لهم،‮ ‬حسب وزيرة العدل الفرنسية‮.‬

كنا ننتظر إثارة مسألة ضرورة وضع قوانين تجرّم الإساءة إلى الأديان،‮ ‬ولكن‮ ‬يبدو أن ما ستشهده فرنسا،‮ ‬هو المزيد من القوانين التي‮ ‬ستضيّق الخناق على مسلميها،‮ ‬وتحوّل حياتهم إلى جحيم،‮ ‬وتجعلهم مدانين بالتطرّف والإرهاب إلى أن تثبت براءتُهم،‮ ‬وقد بدأت بلجيكا منذ أيام تناقش مشروع قانون‮ ‬يعتبر مسلميها‮ “‬خطراً‮ ‬محتملاً؟‮”‬،‮ ‬ويتعامل معهم على هذا الأساس،‮ ‬ما‮ ‬يسمح بإطلاق‮ ‬يد شرطتها لمطاردتهم واضطهادهم بدعوى‮ ‬‭”‬الاشتباه بهم؟‮”‬،‮ ‬وقد‮ ‬يُلهِم هذا المشروع القانوني‮ ‬فرنسا فتُصدر قانوناً‮ ‬مماثلاً‮ ‬للتضييق على جاليتها،‮ ‬باسم مكافحة التطرف والإرهاب،‮ ‬إرضاء ليهودها الذين بدأ بعضُهم‮ ‬يروّج لفكرة أن فرنسا هي‮ ‬الحلقة الأضعف في‮ ‬أوروبا،‮ ‬لأن قانونها الخاص بحماية الحريات الفردية‮ ‬يكبح الأمن الفرنسي‮ ‬عن مطاردة المتشددين،‮ ‬وأن هذا القانون‮ ‬يجب أن‮ ‬يسقط قريباً‮.‬

تصريح الوزيرة الفرنسية‮ ‬يغذّي‮ ‬أكثر مشاعر الكراهية والبغضاء والعنصرية ضد الإسلام ومسلمي‮ ‬أوروبا كلها،‮ ‬بدليل استقواء حركة مناهضة الإسلام بألمانيا بأحداث‮ ‬7‮ ‬جانفي‮ ‬بباريس،‮ ‬وتوسّعها إلى عدة دول،‮ ‬لكن المُحزن أكثر،‮ ‬هو أن تقوم بعض أجهزة المخابرات العربية بالمساهمة في‮ ‬ذلك،‮ ‬عوض حماية الجاليات المسلمة،‮ ‬وتتعاون مع الموساد في‮ ‬فرنسا،‮ ‬تحت‮ ‬غطاء‮ “‬مكافحة المتشددين الإسلاميين‮”‬،‮ ‬وكأن عارَ‮ ‬مسيرة باريس لم‮ ‬يكفِهم،‮ ‬ولا حول ولا قوة إلا بالله‮.‬

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
10
  • محمد رسولي

    المقال جيد لكن العنوان ليس بمستوى المقال ،كان عليك ان تضع في نهاية العنوان علامة تعجب وليس استفهام.

  • mahdielmahdi

    لناالدين للممارسة عبادات معاملات تجعل الغرب يدخلون في دين الله افواجا اين نحن من اسلامناالمنشودحتى يعودلناعزناياحكام ويامحكومين والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

  • عبدالقادر

    المخابرات العربية التي تتعامل مع الموساد والغرب المتصهين اتجاهها معروف.فهي لاتحارب الارهاب بل تحارب الاسلام والمسلمين معروفة لدى جميع الشعوب ولا تخاف فضربة رب العالمين اكبر بكثير من مايقوم به كل المتصهنين الذين يخافونهم بعض انظمة العربان خوفا على عروشهم وكراسيهم وانظمتهم.الارهاب ظلم كبيرعلى الابرياء و الامنين عند المسلمين او او غيرنهم من الناس ومحاربته من مهام امن الدول حقيقةلكن ليس على حساب دين وترقية اخرمايفعل مثلا الفرنسيون.فمن يتكلم عن ظلم الصهاينةفهوضدالساميةومن يسب الاسلام فهو حريةتعببير.

  • صالح

    المغلوب لايشترط.
    لايمكن المقارنة بين الاقلية اليهودية والاكثرية المسلمة،فاليهود يعتبرون انفسهم محرومون لاوطن لهم وانهم غرباء في كل أرجاء المعمورة وأنهم شعب الله المختار الذي لاوطن له فوجدوا في الدين ضالتهم فالتزموا التلمود واتحدوا وعملوا الممكن والمستحيل واخترقوا الدول والحكومات ومسكوا زمام الامربهافهم حاكمون لامحكومون.
    أما المسلمون :تسلط عليهم إخوان الشياطين ففرقوهم واضطهدوهم وجعلوهم شيعا وفرقا ومذاهب متنافرة ومتناحرة يستعين بعضهم علي بعض بالأعداء،فلم تغن عنهم كثرتهم شيئا فهم كغثاء السيل.

  • حليم

    هم اسائو بالصور ونحن اسانا بالافعال والاقوال حتى رب العزة لم يسلم من السب فكيف لنا الحديث علينا بمحاسبة انفسنا

  • حسين الابراهيمي

    كذلك كان ابوجهل و ابولهب يجمعون الناس للسخرية من سيد الخلق و كانت سخرية الله منهم ان انزل فيهم قرءانا يذكرهم الى يوم الدين ليس بالخير طبعا ـ تبت يدا ـ صدق الله العظيم

  • بدون اسم

    سيتول امرهم الله

  • hamani

    الا رسول الله
    محمد صلى الله عليه وسلم في سويداء قلوبنا عقيدة
    وفي عقولنا فكرا وعلما
    وفي صدورنا فرآنا يتلى الى يوم الدين

  • rami

    Haha.pour Dieudonné di différent privé
    De ses droits de pratiqué sa profusion d humoriste quand t il des juives ses occupants de la france .....cette francaise de couleur a deux points deux mesures hypocrite au services d'Israël.

  • عبد القادر بلعزوقي

    الا رسول الله
    محمد صلى الله عليه وسلم في سويداء قلوبنا عقيدة
    وفي عقولنا فكرا وعلما
    وفي صدورنا فرآنا يتلى الى يوم الدين