-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

“السعودية الخضراء” و”الشرق الأوسط الأخضر”.. نظرة مُستدامة نحو المستقبل

“السعودية الخضراء” و”الشرق الأوسط الأخضر”.. نظرة مُستدامة نحو المستقبل

بخطى ثابتة وعزيمة لا تهدأ ولا تلين، تواصل المملكة العربية السعودية منذ ست سنوات، مساعيها الجبارة، لتجسيد (رؤية 2030) واقعا معيشا، بكل ما تحمله من تطلعات سامية للقيادة السعودية الرشيدة “يحفظها الله”، وطموحات عالية للشعب السعودي الكريم، لغد أفضل يحفظ للمملكة العربية السعودية مكانة رائدة بين الأمم، تستحقها دون شك بما تملكه من قدرات كبيرة، وما تمثله من عمق عربي وإسلامي أصيل.

غير أن نظرة المملكة العربية السعودية إلى المستقبل، لا تتوقف عند حدود المجتمع والاقتصاد، بل تتعداها نحو إحدى أكبر الإشكاليات العالمية المستعصية على حكومات العالم ومنظماته الدولية. إنها البيئة، وما تشهده من تحديات حقيقية لا تفرق بين الأوطان والشعوب، وعلى رأسها التغير المناخي وارتفاع درجات الحرارة وانخفاض نسبة الأمطار وارتفاع موجات الغبار والتصحر، وانعكاسات ذلك كله على صحة الأفراد وسلامة المجتمعات، وتطور الاقتصاد.

تلكم هي التحديات التي انطلق منها سيدي صاحب السمو الملكي ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود “يحفظه الله” حين أعلن قبل أيام قليلة عن مبادرتي “السعودية الخضراء” و”الشرق الأوسط الأخضر”، واللتين تعبران عن توجه المملكة والمنطقة في حماية كوكب الأرض والطبيعة ضمن خطط ذات معالم واضحة وطموحة تساهم بشكل كبير في تحقيق المستهدفات العالمية لمكافحة التغير المناخي.

تهدف مبادرة “السعودية الخضراء” إلى تحسين جودة الحياة وحماية الأجيال القادمة وزيادة مستوى الغطاء النباتي الأخضر ومكافحة التلوث وتدهور الأراضي، وهذا بزراعة (10.000.000.000)عشرة مليارات شجرة داخل المملكة، وتقليل الانبعاثات الكربونية بنسبة أعلى من (4) في المائة من المساهمات العالمية، والمضي بشكل أسرع في توسيع استخدام الطاقة المتجددة لرفع حصة الطاقات النظيفة لإنتاج الكهرباء في المملكة من نسبة (0.3) إلى (50) في المائة بحلول عام 2030م.

وإدراكا منه للطابع العالمي لقضايا البيئة، ولمكانة المملكة العربية السعودية إقليميا ودوليا، حرص سمو سيدي ولي العهد “يحفظه الله” على تكميل مبادرة “السعودية الخضراء” بمبادرة أكبر تحمل اسم “الشرق الأوسط الأخضر” وهي قبل كل شيء رسالة تعكس التزام المملكة بقضايا المنطقة والعالم، حضورها البناء والدائم في فضاء جغرافي يمثل القلب النابض للعالم الحديث.

تهدف مبادرة “الشرق الأوسط الأخضر” إلى زراعة (50.000.000.000)خمسين مليار شجرة على امتداد دول المنطقة بالتنسيق الدائم والفعال مع حكوماتها، وهو هدف يجعلها أكبر خطة إعادة تشجير في العالم بأسره، حيث يمثل هذا الرقم نسبة (5) في المائة من المستهدف العالمي لزراعة (1) واحد تريليون شجرة، بما يحقق تخفيضا بنسبة (2.5) في المائة من معدلات الكربون العالمية.

وحتى تتحقق هذه المبادرة النبيلة، تطمح المملكة العربية السعودية إلى بدء العمل سريعا مع الدول الشقيقة في مجلس التعاون الخليجي والشرق الأوسط وبالتنسيق مع جميع الحلفاء من الدول والمنظمات للخروج قبل نهاية السنة الحالية (2021) بخطط تفصيلية لتنفيذ مختلف برامج المبادرة على مدار العقدين المقبلين.

هذا، وستعمل المملكة العربية السعودية على عقد قمة سنوية بمسمى “مبادرة الشرق الأوسط الأخضر” بحضور قادة الدول والوزارات والمسؤولين في المجال البيئي لمناقشة تفاصيل المبادرة وتحديد آليات تطبيقها، كما ستنشأ المملكة منظمة ربحية لتنفيذ مخرجات القمة ومتابعة تحقيق مستهدفاتها.

 كما تتطرق مبادرة “الشرق الأوسط الأخضر” إلى التحديات التي تواجه تنفيذها، ومن ضمنها قلة الموارد المائية والتقنية والمالية والصعوبات الجغرافية، لذا ستعمل المملكة بالشراكة مع الدول الشقيقة في المنطقة على بحث آليات وفرص تمويل المبادرات للدول ذات الموارد المنخفضة ومشاركة التقنيات والخبرات فيما بين الدول لاستحداث طرق ري مبتكرة باستخدام المياه المكررة والاستمطار وغيرها، وتفعيل حلول أخرى كزراعة أشجار تناسب مناخ المنطقة وتعتمد على الري لمدة (3) سنوات فقط لتكتفي بالري الطبيعي بعد ذلك.

جدير بالذكر، أن اهتمام حكومة المملكة العربية السعودية بقضايا البيئة ليس وليد اليوم، حيث تمكنت بلادنا من قطع أشواط كبيرة في هذا المجال منذ أن قامت بإعادة هيكلة شاملة للقطاع البيئي. ومن أمثلة ذلك، تأسيس قوات خاصة للأمن البيئي عام 2019، وزيادة الغطاء النباتي في المملكة بنسبة (40) في المائة خلال السنوات الأربع الماضية، وإطلاق الحكومة لأحد أكبر مشاريع إنتاج الهيدروجين الأخضر على مستوى العالم في “نيوم” بقيمة (5.000.000.000)خمسة ملايير دولار أمريكي، والذي ينتج قرابة (650) ستمائة وخمسين طن يوميا.

يوما بعد آخر، يتجسد طموح قيادتنا السعودية الرشيدة “يحفظها الله ويرعاها” لخدمة وطننا الغالي وشعبنا الكريم، ويتعزز دورها الإيجابي في المنطقة والعالم خدمة للإنسان والأوطان في كنف السلام والمحبة والرقي والازدهار.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • ? ou va l algerie

    السعودية كانت صفراء : قحط وجفاف ... يوم كانت الجزائر خضراء ... لكن للأسف مع زيارة الجهل لنا وتكاثره بمرور القرون انعكست الصورة فتحولت الجزائر الى أرض صفراء ، متصحرة ، قاحلة .. و تحولت السعودية الى خضراء أو على الأقل بدأت تخضر . الجزائر الى أين؟؟