-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

السلاح الجبّار

السلاح الجبّار

للأخ الفاضل الدكتور سليم قلالة عمود في جريدة الشروق يكتبه تحت عنوان “مساحة أمل” وغالبا ما كنت أراه “موغلا” في تفاؤله، وإن كنت على مذهب الشاعر القائل: “ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل”.

إن عكس الأمل هو القنوط واليأس، وهما محرّمان في ديننا، ولهذا لم ييأس ولم يقنط شعبنا وظل يجاهد فرنسا بكل وسيلة ولو كانت أوهى من بيت العنكبوت حتى طهّر الجزائر من الرجس الفرنسي وإن بقيت فيها بقايا فرنسية سيطهرها الأحفاد – إن شاء الله –

في يوم الأحد (5-2-2023) نشر الأخ سليم في عموده كلمة تحت عنوان “الوحدة الروحية ستنتصر”، وما أن انتهيت من قراءة ما كتب حتى ابتعدت من “تشاؤمي” واقتربت – وإن لم أصل – إلى تفاؤل الأخ سليم، فكنت في المنطقة التي سمّاها أحد الظرفاء “التشاؤل” وهي كلمة مركبة من التشاؤم والتفاؤل.. أو إلى ما وصف به أحد الأساتذة نفسه وهو “متفاقعي”، فلما استنبئ عن هذا “المصطلح الفلسفي” قال: أي أنني نصف متفائل ونصف واقعي.

أعلم أن الحياة “عقيدة وجهاد”، وهي “صراع” بين الحق وأهله وبين الباطل وجنده.. وقد يطفو هذا الباطل حينا من الدهر حتى يظن الظانون غير الحق أن هذا الباطل أبديّ.. وقد ساعدهم على هذا الظن الذي لا يغني من الحق شيئا إلا انهزام أهل الحق “إراديا”، ولو كان انهزاما نفسيا..

إن المسلمين الحقيقيين يملكون العناصر المادية لظهور حقهم على باطل أعدائهم، وهذه العناصر المادية تتمثل في العدد العديد، وفي التراب المديد، وفي الخيرات الظاهرية والباطنية التي لا تحصى، وفي هذه الطاقة البترولية، والغازية، والشمسية الضخمة، وفي هذا الموقع الجغرافي الذي سماه أحد الباحثين “الموقع الحاكم” الذي يسيطر على مخانق التجارة العالمية وشرايينها… ولكن هؤلاء المسلمين ينقصهم ما نقص أباهم آدم – عليه السلام – عندما كان في الجنة، حيث عهد إليه الله – عز وجل – و”لم يجد له عزما”. وما “العزم” عندنا إلا “الإيمان والإسلام”، ولا عزم حقيقي، ولا إيمان صادق إلا فيما سمّاه ووصفه المناضل فرانز فانون “السّلاح الجبّار”.

وصف فرانز فانون “اللا ديني” للإسلام الحنيف بأنه “السلاح الجبار” جاء في رسالة بعثها إلى المناضل المفكر علي شريعتي الإيراني، وهو “شيعي معتدل”، وممن أيد جهاد المناضلين الجزائريين في فرنسا، وقد قبض عليه شاه إيران العميل وألقاه في السجن إلى أن توسط له الرئيس هواري بومدين لدى شاه إيران فأطلقه، وما أن وصل إلى لندن حتى وجد عملاء الشاه بالمرصاد فقتلوه.

جاء في رسالة فانون إلى شريعتي ما يلي: “إن الإسلام هو أكثر العناصر والقوى التي تستطيع مواجهة الغرب، وآمل من كل قلبي التمسك بذلك السلاح الجبار”. جزء من رسالة فرانز فانون إلى علي شريعتي أوردها الكاتب فاضل رسول في كتابه الذي سماه: “هكذا تكلم علي شريعتي. ص 240”. من نشر دار الكلمة للنشر في بيروت.. وتحية إلى الأخ سليم الناشر للأمل، والموسع لمساحته، فقد لاحت تباشير نصر أمتنا، كما لاحت تباشير “اندحار الغرب” الظالم كما تنبأ المفكر الألماني شبينغلر الذي ترجم كتابه إلى اللغة الفرنسية الكاتب الجزائري محند تازروت.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!