-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

السلوك الحضاري

السلوك الحضاري

نظم المجلس الإسلامي الأعلى في أيام 25-26-27 فبراير 2023 ملتقى دوليا في مدينة وهران التي شوّهها بعض أبنائها بإبقاء مِسلّة أمام بلديتها، هذه المِسلّة التي يعلوها تمثال من العهد الفرنسي الصليبي، فأضاف إليه من أضاف صورة الأمير المجاهد عبد القادر، وتحته آية كريمة من القرآن المجيد- ولست أدري أين كانت أعين من مرّوا على بلدية وهران، وأين كانت أعين المسئولون الكبار الذين زاروا وهران، وأين كانت أعين مديري منظمة المجاهدين المركزيين والمحليين؟ فالمرجوّ من مسئولي بلدية وهران الحاليين أن ينزعوا هذا الرمز الصليبي الفرنسي الذي يعلو مجاهدا كبيرا وآية كريمة خاصة أن الجيل الحالي ليس ممّن “ربّى الكبدة” على فرنسا المجرمة..

كان عنوان الملتقى “السلوك الحضاري”، وقد أعجبني عقد هذا الملتقى في مسجد الإمام عبد الحميد ابن باديس، كما أعجبني ما حملته كرّاسة الملتقى من صور حضارية، وهي “مسجد الجزائر” وصورة الأمير المجاهد عبد القادر، وصورة مجموعة الستة، وهم “الفتية الذين آمنوا بربهم” وأعلنوا الثورة في 1 نوفمبر 1954 لاستعادة “أرض الجهاد”، وصورة مواطن جزائري متربعا في “صحراء الجزائر” وهو يفكر في خالق هذا الكون الرّحيب، ومسجد محمد الباي عثمان الكبير، قائد المجاهدين في تحرير مدينة وهران من الاحتلال الصليبي الإسباني الذي دام ثلاثة قرون، هذا التحرير الذي حلّت ذكراه الإحدى والثلاثون بعد المائتين، أما الصورة النشاز في هذه الكراسة فهي “كنيسة” تنسب إلى المسمى “القديس أوغسطين” في مدينة عنابة المجاهدة أعجبني تعليق إحدى المتدخلات – ولم تكن متحجبة- إذ قالت لو أن عنوان الملتقى كان “السلوك الإسلامي” لكان أحسن وأدق، لأن الإسلام يمثل “المثل الأعلى” بكتابه الأقوم، وبرسوله الأكرم، ومبادئه الأسلم وبسلوكه الأرحم.. وصدقت في ملاحظتها.. وهو ما يقول كثير من المنصفين في العالم، ومنهم غوستاف لوبون في كتابه “حضارة العرب”، ويقصد “حضارة المسلمين”.. والدكتورة كارين ارمسترونغ صاحبة كتاب “محمد – صلى الله عليه وسلم- نبي لزماننا”، عكس ما يقوله “أراذلنا بادي الرأي منا” من أن الإسلام ونبيه “تجاوزه الزمان”.

بعض الضيوف يأتون إلينا ببضاعة مزجاة، وما علموا أن كثيرا مما يقولونه يعرفه أبناؤنا، فعلى الذين يعدون لهذه الملتقيات أن ينتقوا أحسن ما عند غيرنا، لأن كثيرا من أساتذتنا في الجامعات الجزائرية يملكون فكرا أسمى وأعمق من كثير مما يسمعه لنا هؤلاء القادمون إلينا من خارج وطننا، فالرجاء أن لا نحقر “سلعة بلادنا” كما يقول الشيخ أحمد حماني..

كما لاحظت أن بعض الأساتذة الجزائريين تحسبهم أيقاظا وهم رقود فإذا عُقد ملتقى دولي سارعوا إلى تعليقات بسيطة فيها كثير من التملق، فتكون تلك التعليقات “ترفا فكريا”، و”سرقة” من أوقات يجب أن تمنح لمحاضرين جئنا بهم من أقاصي البلدان لنستفيد مما عندهم، لا لنشكر “فلانا” أو “علانا”..

وأما كارثة الكوارث فهي ما عانته “لغة الضاد” على ألسنة كثير من المتدخلين.. ومن أجمل ما رأيت رجلا يسمى “عمي الهاشمي”، كان يغرس “فسيلة” في رحاب مسجد الإمام ابن باديس، وقد تجاوز عدد ما غرس من “فسائل” 4037 فسيلة.. فله أجزل الشكر، ووفقنا الله لما وفقه إليه.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!