-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
ظاهرة لا يعترف بها المخرجون

السينما المهاجرة من مشاكل الاندماج إلى تصفية الحسابات التاريخية

الشروق أونلاين
  • 2224
  • 0
السينما المهاجرة من مشاكل الاندماج إلى تصفية الحسابات التاريخية

رفض المخرجون المشاركون في الأيام السينمائية لبجاية، الاعتراف بأن هناك سينما مهاجرة عملت في البداية على التطرق لمشاكل اندماج الجالية الجزائرية في فرنسا، ثم تحولت مع الإنتاج المشترك إلى تصفية الحسابات التاريخية مع البلد.

  • حيث رفض مرزاق علواش بشدة الاعتراف بشيء اسمه سينما الهجرة، مؤكدا انه لم يهرب من الجزائر ولكنه تغيب لظروف خاصة، حيث يقول “لست منفيا ولا مهاجرا، أنا مغترب ادخل الجزائر متى أشاء وأصور أفلاما عن الجزائر، لأن السينما في النهاية عمل فردي، وكل مخرج يجد نفسه في أعماله. نفس النظرة تقاسمها معه تقريبا مخرج “البيت الأصفر” عمور حكار الذي يؤكد قائلا “لم يمنعني احد من دخول الجزائر، أنا ابن الأوراس مهما تغربت وأين عشت وأي جواز سفر حملت، أظل دائما ابن الجزائر”.
  • من هذا المنطلق، يرى عمور حكار انه من الصعب الحديث عن سينما الهجرة بهذا المفهوم، لأنه “شخصيا ليس نوستالجيا”، أما بشأن الحديث عن إقحام التاريخ في السينما، فيرى عمور حكار، أن المسألة معقدة جدا ولا يمكن الحديث عنها هكذا، ذلك أن أي عمل  يتناول التاريخ وخاصة إذا تعلق الأمر بماضي العلاقات بين فرنسا والجزائر، فهذا يتطلب بحثا وتوثيقا واشتغالا هادئا على الأشياء وليس سهلا، لأني ـ يقول ـ اشتغل على هذا الموضوع،  لأني لم اعش هذه الثورة ومن الصعب ان اقدم نظرة موضوعية او ان اصدر احكاما  على الأعمال التي اشتغلت حولها.
  • أما بالنسبة لمخرج “ايروان” ابراهيم التاسكي، فالأمر مختلف نوعا ما، ذلك أن كم الأعمال التي أنجزت حول الموضوع بالنسبة له تحمل نظرة مغايرة ومختلفة ومتعددة، عن التاريخ وماضي العلاقات بين البلدين والاختلاف في التناول يرجعه التساكي إلى عدم الحسم في الكثير من القضايا التاريخية التي لاتزال موضوع جدل في العديد من الجوانب. ويضيف المخرج انه من الأهمية بمكان، أن نقبل بهذا الاختلاف والتعدد وبقدر ما كان حجم الأعمال المنتجة حول الموضوع كبيرا بقدر ما تتضح الرؤية، وعلينا أن نقبل بها حتى لو كانت مختلفة لما نعتقده نحن.
  •  أما بالنسبة للمخرجة فاطمة الزهراء زعموم، فالأمر معقد نوعا ما، لأن سينما الهجرة تنقسم إلى مواضيع وحقول نقاش، فهناك السينما المهاجرة التي تتحدث عن مشاكل المهاجرين الجزائريين بفرنسا، وهناك سينما تحدثت عن الجزائر من هناك، وهناك سينما أخرى أنجزها مهاجرون انطلاقا من فرنسا، ولكل نوع من هذه السينما مواقفها ومميزاتها.
  • أما بشأن الاعتراف بهذه السينما فترى مخرجة “كرة الصوف” أن هذا نقاش كبير يرتبط بعدة أمور منها طبيعة المراحل السياسية وكيف تنظر إلى المهاجرين ومكانتهم في البلد والعلاقة بين الضفتين، وتؤكد المتحدثة أن السينما ليست مسؤولة عن التاريخ والقراءات التي تعطى له، لأن التاريخ تأخر كثير في اللحاق بالنقاش الدائر الآن عالميا والسينما ليست عموميات، وإنما حالات فردية تتعلق بالأفراد والأشخاص ونظرتهم للأشياء، وما يصلح اليوم قد يصبح غدا غير صالح، وما هو مقدس وحقيقة اليوم قد نكتشف بعد حين أنه محض اعتقادات، والمهم في السينما حسب فاطمة الزهراء زعموم، هو الجماليات وطريقة القول والتعامل مع الأشياء سينمائيا، لأن التاريخ أمر غير مفصول فيه، حتى الآن، وفرنسا استغرقت وقتا طويلا جدا حتى إعترفت بحق الجزائريين في التعبير عن أنفسهم، وحتى تعترف بما حدث في الجزائر.
  • وتضيف المخرجة أن اختلاف النظرة للأشياء أمر مشروع لكلا الطرفين، وعلينا احترام الأفلام التي تقدم في هذا الإطار وعلينا كجزائريين أن لا نتوقف فقط عند العموميات والنظرة التي ترى في المجاهدين والثورة كل المقدس، لأن بين الاحتلال والاستقلال حدثت الكثير من الأمور تحتاج للحكي والمعالجة.

  

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!