الشراكة الجزائرية ـ الفرنسية… الأولوية لهذه القطاعات

شرعت منظمّات أرباب العمل بين الجزائر وباريس في التحضير لعقد منتدى أعمال جزائري-فرنسي، بمناسبة زيارة الدولة التي ستقود رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون إلى فرنسا والمرتقبة في النصف الثاني من شهر جوان المقبل، إذ سيتم التركيز هذه المرّة، وخلافا لما سبق على “الإنتاج المشترك” بين البلدين.
وفي السياق، اجتمع مجلس التجديد الاقتصادي الجزائري مع جمعية أرباب العمل الفرنسية “ميداف”، في إطار التحضير لتنظيم منتدى أعمال جزائري فرنسي بالعاصمة الفرنسية باريس، ولم تستبعد مصادر “الشروق”، أن يُعقد المُنتدى على هامش زيارة الدولة المرتقبة لرئيس الجمهورية عبد المجيد تبون.
وأعلن رئيس مجلس التجديد الاقتصادي الجزائري كمال مولى عبر صفحته الرسمية بـ”فايسبوك”، عن اجتماع عمل مع “الميداف” قبل يومين في إطار تنفيذ اتفاقية التعاون بين الجزائر وفرنسا، وهو أوّل عمل مشترك سيكون بين منظمتي أرباب العمل من البلدين، حيث سيتّم تنظيم منتدى أعمال جزائري فرنسي في باريس لإقامة شراكات في الإنتاج المشترك.
وبالمقابل، أعلنت حركة مؤسسات فرنسا “ميداف” عبر موقعها الإلكتروني الرسمي، عن تأجيل منتدى الأعمال الجزائري الفرنسي الذي كان مرتقبا مطلع ماي الجاري إلى تاريخ لاحق، في حين تؤكّد مصادر “الشروق”، أن الإنتاج المشترك الجزائري الفرنسي سيتمحور بالدرجة الأولى حول قطاعات البناء والأشغال العمومية والصناعة الغذائية والسيّارات والمركبات.
ولتحقيق ذلك، يُرتقب أن تشارك أيضا غرفة التجارة والصناعة الجزائرية الفرنسية كشريك في تنظيم الصالون الدولي الخامس والعشرين للبناء ومواد البناء والأشغال العمومية، في الفترة بين 7 و11 ماي الجاري بقصر المعارض الصنوبر البحري.
من جهتها، كشفت رئيسة الكنفيدرالية العامة للمؤسسات الجزائرية سعيدة نغزة عبر صفحتها المهنية بشبكة “لينكد إن”، عن استقبال رئيس الغرفة الجزائرية الفرنسية للتجارة والصناعة، ميشال بيساك، رفقة الرئيس التنفيذي للغرفة باكي رضا، حيث أعرب رئيس الغرفة عن اهتمامه بتطوير الشراكات بين الشركات الجزائرية ونظيرتها الفرنسية في ظل التوجّه الاقتصادي للجزائر لصالح المنتوج المحلّي، كما تمّت مناقشة الشراكة في مجال صناعة الأدوية والسيّارات والصناعة الغذائية وقطاعات أخرى.
كما تم الاتفاق على توقيع مذكّرة تفاهم مبدئية بين الكنفيدرالية وغرفة التجارة الجزائرية الفرنسية والتشارك المتبادل للمعلومات الاقتصادية، وعبّرت نغزة عن استعدادها للعمل على تعزيز فرص الشراكة وتشجيع الاستثمار في قطاعات النمو لتلبية الاحتياجات الوطنية والتصدير نحو دول إفريقية أخرى.
وتوجت زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للجزائر شهر أوت 2022، بتوقيع الجانبين إعلان الشراكة المتجدّدة بين الجزائر وباريس، والمتضمّن إلى جانب الشق المتعلّق بالذاكرة والتاريخ والثقافة جوانب اقتصادية منها التعاون في مجال الطاقة والانتقال الطاقوي، لاسيما في مجالات الغاز والهيدروجين.
واتفق الطرفان على إطلاق برنامج بحث وابتكار تكنولوجي لاستعادة الغازات المحترقة ومعالجتها، وإقامة حاضنة للشركات الناشئة في الجزائر بدعم من الهياكل العامة والخاصة، وتعزيز التدريب من خلال التعاون بين الجامعات، مع إعطاء الأولوية للاقتصاد الرقمي والانتقال إلى الطاقة النظيفة.