-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
وفاة 15 شخصا أغلبهم يافعون

“الشروق” تتقصى أسباب ارتفاع ضحايا الغرق في سكيكدة

إسلام. ب
  • 553
  • 0
“الشروق” تتقصى أسباب ارتفاع ضحايا الغرق في سكيكدة
أرشيف

حطمت ولاية سكيكدة هذا الصيف، رقما قياسيا غير مفرح، في عدد ضحايا الغرق في شواطئها الساحرة الممتدة في عدد من بلدياتها، وتنوعت الشواطئ الملتهمة لهواة السباحة والاصطياف، ولكنها في عمومها طالت الشباب والمراهقين مع استثناءات قليلة جدا.
“الشروق”، تنقلت إلى عدد من شواطئ الولاية، ولاحظت تواجد الكثير من المغامرين الشباب الذين يريدون جلب الانتباه أو الاختلاف عن بقية المصطافين، بطلب السباحة بعيدا عن الناس، وبالرغم من تدخل رجال الحماية المدنية من خلال تنبيه هؤلاء إلا أن الأمر يتكرر خاصة في الفترة المسائية.
تقول المكلفة بالإعلام في مصلحة الحماية المدنية بسكيكدة السيدة إيمان مرواني للشروق اليومي، بأن السيناريو المأساوي يتكرر في كل موسم، وتكاد تكون كل الوفيات قد حصلت في غير ساعات الحراسة، التي هي من التاسعة صباحا إلى السادسة مساء، وتقع أيضا في الشواطئ غير المحروسة، حيث يصبح للأسف تدخل الحماية المدنية من أجل انتشال جثة الغريق، وليس لإنقاذه للأسف الشديد.
يقول عمي يوسف، من قدماء الحماية المدنية في سكيكدة والذي حصل على تقاعده منذ تسع سنوات، بأن عددا من الشواطئ اشتهرت بكونها خطيرة ومنها شاطئ العربي بن مهيدي المعروف باسم جان دارك، حيث تكثر به حركة المياه والرمال بين مدّ وجزر ويتحول إلى خطير جدا في حالة أي اضطراب جوي ولو بسيط، ويروي عمي يوسف للشروق اليومي ما حصل في صيف 1986 عندما بقيت الراية الحمراء في شاطئ العربي بن مهيدي طيلة أيام شهر جويلية والنصف الأول من شهر أوت ترفرف وتمنع الاقتراب من الشاطئ، ولم يتمكن السياح من السباحة الآمنة في هذا الشاطئ الذي يعتبر الأطول على المستوى الوطني سوى في نهاية شهر أوت من تلك السنة 1986.
أما عن الوضع الحالي، فإن افتتاح العديد من الشواطئ وغلق أخرى والتوافد المليوني في كل أسبوع خاصة في نهايته، للمصطافين غيّر من خارطة الخطر ومن زمانه، كما يقول الطبيب صبري قبايلي، الذي يرى بأن طلب السباحة يتطلب تحضيرا بدنيا ونفسيا، فالسباحة في أعماق البحر أو على الشاطئ متشابهة وهي تتطلب بعض التمرينات قبل الغوص في الأعماق لتفادي التشنجات أو الالتواءات العضلية، لأن إصابة أي سباح بعيدا عن الشاطئ بالالتواء في قدمه يفقده التركيز ويعرض حياته للخطر، وهناك أمثلة كثيرة عن مآس وقعت لسباحين جيدين ومتمكنين في فن السباحة، لم يقوموا بالحركات العضلية المطلوبة فكان مصيرهم الهلاك.
وقال أحد افراد الحماية المدنية بأن بعض السلوكات الشبابية التي نراها في الشارع تنتقل إلى قلب الشواطئ من خلال السباحة الجماعية والمغامرة في الأماكن الوعرة وحتى مخادعة رجال الحراسة من خلال الصياح طوال ساعات السباحة، وفي بعض الأحيان يكون التوافد كبيرا جدا كما حدث في النصف الثاني من شهر جويلية الماضي، حيث تصعب المراقبة وتستحيل نهائيا أحيانا.
وشهدت سكيكدة منذ افتتاح موسم الاصطياف 15 ضحية غالبيتهم من الولايات الداخلية، مثل أم البواقي وسطيف وقالمة وتبسة وحتى من أرياف وقرى ولاية سكيكدة، كما أن 90 بالمئة من حالات الغرق وقعت خارج أوقات العمل الممتدة من الساعة التاسعة صباحا إلى الخامسة مساء، أما الشواطئ التي صنعت المأساة فهي المرسى على الحدود مع الساحل العنابي، وكل شواطئ القل وشاطئ كركرة وطبعا شاطئ العربي بن مهيدي، إضافة إلى بعض الخلجان مثل كاف فاطمة التابع لبلدية بن عزيز والرميلة بالقل وهو شاطئ غير محرس صخري، والمنارة بالقل. والغريب أن من بين 15 غريقا لم نسجل سوى حالة واحدة لكهل والبقية كلهم لشباب ومراهقون، وهذا الكهل هو طبيب توفي في شاطئ كركرة، وهو من أبناء بلدية تمالوس بولاية سكيكدة ولكنه يمتهن الطب بالجزائر العاصمة، حيث توفي غرقا وهو في السادسة والخمسين من العمر.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!